قراءة في مقال مهند صرصور.. أين أخطأ وأين أصاب بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 06/03/21 | 13:08لا شك أن ما جرى في أم الفحم، وأعني المظاهرة القطرية التي ضمت عشرات الآلاف من أبناء مجتمعنا من مختلف الأطياف منددين بالممارسات القمعية للشرطة الإسرائيلية، هو عمل يستحق تقديم الشكر للحراك الشبابي والنساء والشباب الذين شاركوا في المظاهرة، كما أن رئيس بلدية ام الفحم الصديق د. سمير صبحي، يستحق أيضاً الشكر على البيان الذي أصدرته البلدية وشكرت فيه الجموع الغفيرة التي شاركت في “جمعة الغضب 8” في المدينة، والذي جاء فيه:
“بلدية ام الفحم تشكر عشرات الآلاف من المتظاهرين والمتضامنين، الذين أمّوا مدينة ام الفحم اليوم، وقالوا كلمتهم: لا للعنف، لا للإجرام، لا لاعتداء الشرطة علينا، ونوجه تحية كبيرة لكل المشاركين، في صلاة الجمعة وفي المسيرة وفي المظاهرة”. وأكد البيان:” في نفس الوقت فإن بلدية ام الفحم، برئيسها د. سمير صبحي وأعضاء المجلس البلدي، وباسم أهالي ام الفحم جميعًا يرفضون الاعتداء على النائب د. منصور عباس – رئيس القائمة العربية الموحدة، وتؤكد انّ هذا عملُ مستهجن وغير مقبول ومستنكر، وترفضه وتلفظه ولا تقبل به أبدا”. كلام في منتهى العقلانية.
قبل البدء بإلقاء الضوء على مقال كتبه مهند صرصور ونشره موقع العرب أمس الجمعة، أود التركيز على أني شخصياً ضد ما تعرض له د.منصور عباس في ام الفحم. صحيح أنني أختلف معه في المواقف، لكني لا أؤيد أبداً استخدام العنف ضده لأن هذه الوسيلة مرفوضة كلياً. ونقطة مهمة أخرى يعرفها د. منصور عباس وقيادة حركته بأني ضد ” الجبهة ” وسياستها ومقالاتي تشهد لي، ولذلك نوهت إلى هذه النقطة لكي لا توجه لي أصابع الاتهام بأني من داعمي “المثليين وبعض أنواع الطحينة”.
قد يكون مهند منصور على صواب في قوله بمقاله:” التهجم هو ليس فقط على شخص الشيخ منصور عباس، إنما على من يواجه كل كلمة تهجم بإحتواء وأدب وتسامح. فأنا للأمانة لا أعرف منصور عباس عن قرب لأقيّم سلوكياته الاجتماعية، ولذلك فأنا مضطر أن أوافق مهند الرأي في أن عباس مسامح كريم ويواجه المتهجم عليه بمنتهى الأدب على ذمة الراوي.
ويضيف الكاتب أن التهجم على عباس هو: “تهجم على كل شخص في مجتمعنا يحاول تغيير حالنا الى افضل، تهجم على حافظ القرآن المتمسك بثوابته الدينية والأخلاقية”. هنا أخطأ الكاتب لأنه يدخلنا في صراع ديني مع الآخرين. قد تكون نية عباس فعلاً التغيير ولكن الطريقة التي يريدها عباس، لها من يتقبلها ولها من يرقضها. فإذاً التعميم مرفوض في هذه الحالة.
سأعطيك أيها الكاتب مثالاً: هل عدم المشاركة في التصويت على نزع الثقة عن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو تغيير إلى الأفضل؟ قل لي بربك: ألا يعني عدم التصويت على الثقة هو تقة بعينها؟ فإذا كان ذلك يعتبر تغييراً، فمن الطبيعي أن يكون له مناوئين في مجتمعنا العربي.
كان من الأفضل بمهند صرصور أن يبقى في إطار السياسة وأن لا يقحم القرآن في انتخابات الكنيست، لأن التهجم على منصور عباس ناجم عن خلاف سياسي بحت، وبالتحديد ناجم عن المنافسة في الوصول إلى الكنيست ولا دخل للدين والقرآن بذلك. وأنت تعرف يا مهند أنه لا يمكن أكل سمكة مقلية من خلال الإصطياد في المياه العكرة.
ويتابع صرصور في مقاله حول التهجم على منصور عباس بالقول:”إنه تهجم على الداعم والمشارك بكل التحركات الشعبية والوطنية المفصلية”. هنا أريد أن أذكر مهند صرصور بأن قائده منصور عباس لم يشارك في الاحتجاج الذي جرى في الناصرة ضد زيارة نتنياهو للمدينة. أليس هذا الإحتجاج تحركاً شعبياً ووطنياً؟؟ حتى أننا لم نشاهد أي أحد من نواب الإسلامية الجنوبية في مظاهرة الاحتجاج.
لقد أصاب مهند صرصور بقوله: “حال واقعنا هو خير دليل على فشل مشروعهم الممتد عشرات السنين والذي واكب الحكومات المختلفة”. لكن الأصح أيضاً ما قاله الكاتب في مقال له في نفس الموقع في الرابع من الشهر الماضي:” لا أسف على المُشتركة لانها لم تكن مشتركة، بل مشروع دُفعوا اليه من اجل عبور نسبة الحسم”. نعم هذه حقيقة وأنتم كنتم جزءأ من هذه الحقيقة.