البابا فرنسيس.. الوجه الآخر للتطبيع
تاريخ النشر: 06/03/21 | 20:20معمر حبار
. تابع صاحب الأسطر البارحة زيارة البابا فرنسيس إلى العراق فكانت هذه الأسطر:
2. تابعته على المباشر وعبر فضائيات: “العربية” السّعودية، و”المنار” التّابعة لحزب الله اللبناني، وفضائية “الحدث العربي” الإماراتية، وفضائية Sky News Arabia لأبو ظبي.
3. يتعمّد صاحب الأسطر أن يذكر هذه الفضائيات، وعدم ذكر الفضائيات الغربية، واللبنانية المسيحية، والعراقية.
4. لم يتطرّق البابا إلى احتلال رعاة البقر لعراقنا الحبيب سنة 2003.
5. لم يتحدّث عن التعذيب، والإهانة، والذلّ الذي لقيه إخواننا في عراقنا الحبيب على يد رعاة البقر في سجن أبو غريب، وفي أماكن لم يعلن عليها لحدّ الآن راعي البقر.
6. تحدّث عن معاناة المسيحيين في العراق بعد سنة 2003، ولم يذكر احتلال راعي البقر للعراق عمدا -أقول عمدا-. مايعني أنّه -في تقديري- يقرّ أنّ المسيحيين في عراقنا الحبيب لم يتعرّضوا لسوء من طرف العراقيين أهل الحضارة، لكنّه تعمّد -أقول تعمّد- من أن يقدّم الشكر للعراقيين بناة الحضارة على سلوكهم الحضاري الخالد مع المسيحيين العراقيين.
7. للتذكير، الكنيسة هي التي برّأت منذ سنوات -وأظن سنة 1965- اليهود من قتل سيّدنا عيسى عليه السّلام. مع العلم، اليهود مازالوا يعترفون ويفتخرون بكونهم قتلوا سيّدنا عيسى عليه السّلام. وأتعمّد عدم التطرق لسيّدنا عيسى عليه السّلام في الإسلام.
8. إذن، البابا فرنسيس يغطي جرائم اليهود.
9. لم يتطرّق لمعاناة الفلسطينيين على يد الصهاينة، واغتصابهم للأرض وانتهاكهم للعرض.
10. لاحظت التركيز كثيرا على زيارة المكان الذي عاش فيه سيّدنا إبراهيم عليه السّلام في عراقنا الحبيب -وحسب العراقيين-. وتكمن دلالة المكان أنّ للمسلمين واليهود والمسيحيين أب واحد وهو سيّدنا إبراهيم عليه السّلام فإليه المرجع.
11. والغرض من هذه الزيارة -في تقديري- إحياء مايسميه الصهاينة بـ “اتّفاقية أبراهام” مع العراق للتطبيع مع الصهاينة، كما فعلوا مع بعض الدول العربية والإسلامية، ومصمّمين على أن تعمّ الجميع.
12. أزعم أّنّ التطبيع مع الصهاينة هو الهدف الأسمى لزيارة البابا لعراقنا الحبيب وإن لم يكن معلنا لحدّ الآن.
13. من الحقائق التي وصل إليها صاحب الأسطر ويكتب عنها لأوّل مرّة، أنّ الكنيسة وعلى رأسها البابا لم يعد يهمها التبشير للمسيحية، إنّما أصبحت تبشّر بكلّ ماأوتيت للتطبيع مع الصهاينة باسم سيّدنا إبراهيم عليه السّلام باعتباره أب للمسلمين واليهود والمسيحيين. وكلّ زيارة للبابا من ورائها تطبيع مع الصهاينة.
14. من الحقائق التي يجب ذكرها أنّ المسيحيين العراقيين هم أهل العراق الأوائل، وسكانه الأصليين، وقبل دخول الفتح الإسلامي لعراقنا الحبيب. وبالتعبير الجزائري العامي يعتبرون “وْلاٙدْ البْلاٙدْ” وبالتّالي يستحقون كلّ الاحترام.
15. أعجب صاحب الأسطر كثيرا وهو يسمع لعراقي مسيحي يقول: كنّا أكثرية فأصبحنا أقلّية، ومهمتنا أن نكون في خدمة العراق والدولة العراقية. أقول: هذا موقف نبيل يدعو للوحدة، وخدمة المجتمع العراقي ويشكر عليه المسيحيين العراقيين.
16. وأعجبه كيرا وهو يسمع لعراقي مسيحي يقول: لسنا أقلية تطالب بالانفصال إنّما نحن مجموعة تعمل لخدمة المجموعة الكبرى وهي وحدة العراق، والمجتمع العراقي. أقول: هذا هو العراق الذي ننشده، ونحترمه، وندافع عنه.
17. يستنكر صاحب الأسطر على شيخ الأزهر أحمد الطيب حفظه الله ورعاه والذي أسرع ووصف زيارة البابا للعراق بـ “التاريخية والجريئة”. وكان عليه أن يلتزم الصّمت وذلك أضعف الإيمان. ولم يكن في هذا الموقف ذكيا كعادته، ولا جريئا كعادته.
18. أستنكر على فضائية “المنار” التّابعة لحزب الله اللّبناني التي تكفّلت بنشر وقائع الزيارة على المباشر، وهي تعلم تأييد البابا فرنسيس للصهاينة، وتشجيعه دون حدود للتطبيع مع الصهاينة، والتنكّر لحقوق الفلسطينيين، واللّبنانيين.
19. سألني أصغر الأبناء ونحن نتابع زيارة البابا للعراق: هل الفاتيكان دولة؟ أجيب: نعم الفاتيكان دولة. يسأل من جديد: هل هي دولة قوية أم ضعيفة؟ يردّ الأب من جديد: ياقرّة العين، مساحة الفاتيكان تقدّر بنصف كيلومتر (كما أخبري بذلك أكبر الأبناء حين طلبت منه البحث عن المساحة). ويكفي أّنّ مساحة ولاية الشلف التي نسكنها (وهي ليست بالكبيرة) تساوي: 4,975 كم². وقوّة الفاتيكان أكبر من قوّة الدول العظمى كروسيا وألمانيا، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وإيطاليا، وكندا.
20. يؤكد صاحب الأسطر على عقيدته الرّاسخة والمعلومة والمنشورة عبر مقالاته وصفحته: لايتدخل في شؤون الآخرين، وبالتّالي لايتدخل في شؤون إخواننا وأحبّتنا وأعزّائنا العراقيين بناة الحضارة حفظه الله ورعاهم.