الانتخابات الفلسطينية وممارسة الديمقراطية وتحقيق العدالة
تاريخ النشر: 08/03/21 | 6:10ما بين قرارات اللجنة التنفيذية وخطوات المصالحة الفلسطينية وما وصلت اليه الامور علي الساحة الفلسطينية تكمن الحقيقة الغائبة وهي أننا في وطن نبحث فيه عن وطن وأننا افتقدنا حتى الوطن ومن لا يعرف الحقيقة فهو لا يريد ان يعرفها ويتجاهل الواقع تماما، بكل تأكيد ان الانتخابات الفلسطينية تشكل فرصة لإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وتكوين الانسان الفلسطيني القادر على حماية النهج الوطني والإرث الكفاحي الفلسطينيى مع اهمية إيجاد الاطار السياسي والوطني الجامع وبناء استراتيجية وطنية وإسلامية واضحة على قاعدة مواجهة مخططات الاحتلال وإعادة توجيه المسار الوطني في الاتجاه الصحيح وعدم الخوض في صراعات وتناحرات جانبية ستعيد انتاج الانقسام وتعزز اباطرة الانقلاب الظالم وتكرس نهج وثقافة الهيمنة والتسلط بعيدا عن مصالح الوطن العليا وتلك الحالة التي يعاني منها ابناء شعبنا وما وصلنا اليه من اوضاع مأساوية تكرس منهجية الانقلاب وضرورة وقف تلك المهاترات والانطلاق نحو اعادة انتاج الحركة الوطنية الفلسطينية بكل ما تحتويه من قيم وطنية ومواقف استراتجية واضحة وضخ دماء جديدة والحفاظ على هذا الجيل الذي يتطلع الي ممارسة حقوقه الوطنية وحماية وطنه المسلوب .
ان البحث عن الحقيقة شيء مؤلم ومن لا يعرف واقع شعبنا الفلسطيني في ظل حالة الضياع والانقسام فهو يكون خارج الشعب ولا يحق له التحدث عن معاناة الناس ومشاكلهم فهو يعيش في دنيا وأحلام نرجسية وواقع شخصي يكون فيه بعيدا عن معاناة اهلنا وحصارهم ومشاكلهم فمن يفكر في التجارة بالشعب عبر فرض القيود في ظل الحصار وانعدام ابسط متطلبات الحياة ليبقي هو في موقعه فهو خارج عن الشعب ويجب ان يرحل .
ما من شك ان من يتاجر في هموم الشعب الفلسطيني ويسوق المواقف الكاذبة سرعان ما ينهار ويبقي يمارس الحقد الأعمى وحيدا لا ينتج الا الحقد ويعبث بقدرات الشعب حفاظا عن مصالح شخصية معدمة وبريق لامع هنا او هناك، فهذا هو أخر ما تبقي لهم ان يتاجروا في عذاب الشعب ويتآمرون علي مستقبله، وان لغة التجهيل التي يتبعها البعض هي لغة عابرة علي شعبنا ولا يمكن ان تكون هذه اللغة الا بريقا لامعا سرعان ما ينطفئ ويذهب مع الريح .
ان من سمات الإعلام الأساسية هو المصداقية والوضوح والحيادية وان الانتخابات هي فرصة حقيقية للعودة الي الشعب ليقول كلمته وعندما تتجاهل وسائل الإعلام هذه الحقيقة سرعان ما تفقد ثقة متابعيها وتتحول الي بوثقة فاسدة وصوت وبوق إعلامي فاسد لا يخدم شعبنا ويعزز لغة الانقسام والفرقة ويشعل نار الفتنه ومن يستغل الإعلام ليصنع لنفسه بريق لامع سرعان ما يفقد هذا البريق وتسقط أوراق التوت عن عورته وتكون الحقيقة هي الأساس في التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني .
اصبحنا في زمن نبحث فيه عن السراب ونلهث وراء المجهول، افتقدنا فيه البوصلة وابتعدنا عن المسار السياسي وأصبحت نيران الفتنة تشتعل لتحرق قوتنا ووحدتنا فهناك من يبحث عن تهدئة مجانية مع الاحتلال ويتحكم في مصير الشعب الفلسطيني لمصالح شخصية ومواقف حزبية ضيقة والاستيطان يبتلع ارضنا في الضفة الغربية وشعبنا الفلسطيني يدفع الثمن من وحدته ومواقفه وهؤلاء الباحثين واللاهثين وراء الكرسي ويتاجرون بشعبهم علي حساب مقومات الكفاح والنضال الوطني وانجازات الحركة الوطنية الفلسطينية وتطلعات ابناء الشعب الفلسطيني الحر في اقامة دولة المستقلة والقدس عاصمتها .
بقلم : سري القدوة
الاثنين 8 آذار / مارس 2021.