حقوق المرأة الفلسطينية ومساهمتها في بناء المجتمع
تاريخ النشر: 09/03/21 | 9:02بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 9 آذار / مارس 2021.
اكثر ما يمكن ان نستخلصه من تجارب الحياة الفلسطينية هو قوة وإيمان المرأة الفلسطينية بدورها الوطني القائد حيث عبرت عن المحتوى الوطني للنضال الفلسطيني والحفاظ على مكانة القضية الفلسطينية وطنيا وعربيا ودوليا ولتشارك بالانضمام إلى حركة التحرر الوطني ولتقدم الشهداء تلو الشهداء فكانت المرأة الأسيرة والقائدة والشهيدة وحاملة السلاح ورفيقة درب الرجال والطبيبة والمهندسة والمحامية والسفيرة والإعلامية، إنها المرأة الفلسطينية التي نفخر بها ونعتز بمسيرتها الوطنية عبر الأجيال .
المرأة الفلسطينية شأنها شأن المرأة في كل مكان لحقها الكثير من القهر قبل أن تنال جانبًا من حريتها في العصر الحديث، فكانت المرأة الفلسطينية الشهيدة والأسيرة والطريدة والمقاتلة حيث لحقها القهر نتيجة ممارسات الاحتلال وسياساته القمعية ومارست عصابات الاحتلال التنكيل والتدمير في المجتمع الفلسطيني والذي لحق الأذى الأكبر بالمرأة وبالمجتمع الفلسطيني، ولكن كانت المرأة معاناتها مضاعفة ومتنوعة ومتعددة الأشكال إذ تقع عليها كافة عوامل الضغط نتيجة ممارسات الاحتلال وفي كل الظروف كانت حياتها حياة غير طبيعية .
وعلي طريق التحرر الوطني شاركت المرأة الفلسطينية في مسيرة العطاء وساهمت بشكل فاعل في تدعيم الواقع النضالي لتشارك في بناء الجيل الفلسطيني عبر مسيرة النضال فكانت عطاء بلا حدود وينبوع للانتماء الوطني الفلسطيني .
في يوم المرأة العالمي والذي يوافق الثامن من آذار/ مارس من كل عام لا يسعنا إلا وان نحي المرأة الفلسطينية التي تساهم في بناء المجتمع والدور الكبير الذي تلعبه في تحديد المستقبل الفلسطيني وأهمية ادراك المرأة الفلسطينية ومساهمتها في بناء المؤسسات والمجتمع الفلسطيني وأهمية انجاح العملية الانتخابية، ولتشارك بشكل واضح في التحضير للانتخابات الفلسطينية سواء كموظفات لجان الانتخابات أو مرشحات أو ناخبات أو مراقبات على سير العملية الانتخابية وهذا ما يعكسه التقرير الاعلامي الصادر عن لجنة الانتخابات الفلسطينية حيث ذكر التقرير إن عدد النساء المسجلات للانتخابات الفلسطينية 2021، بلغ 1.247 مليون امرأة، يشكلن ما نسبته حوالي 49 % من إجمالي عدد المدرجين في سجل الناخبين الابتدائي وأن نسبة تسجيل النساء الأعلى كانت في محافظة رفح وبلغت حوالي 50 % من المسجلين، هذا الامر بحد ذاته يعكس اهمية عمل المرأة الفلسطينية ودورها الكبير في بناء مؤسسات المجتمع المدني والإعداد للمرحلة القادمة ومشاركتها في الحياة السياسية الفلسطينية .
انجاز التحرر الوطني يتطلب ضمان وصول النساء والفتيات إلى حقوقهن الإنسانية الأساسية في كافة مناطق تواجدهن، ومنحهن حقوقاً متساوية وكاملة بما يساهم في تفعيل مشاركتهن السياسية في الحياة السياسية وعلى الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الخاصة بالمرأة العمل على مواءمة التشريعات والقوانين الوطنية مع اتفاقية سيداو الدولية، بما في ذلك تمكين مشاركة المرأة في الهيئات والمؤسسات الوطنية وتمثيلها في مواقع صنع القرار ومؤسسات الدولة الفلسطينية، والنهوض بواقع النساء الفلسطينيات وتحقيق المساواة الكاملة مع الرجال وإلغاء كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة يتطلب من كافة مؤسسات الدولة الفلسطينية دعم المرأة ومنحها حقوقها كاملة .
وفي خضم معركة التحرر الوطني والكفاحي الفلسطيني تبقى المرأة لها الدور الأكبر فهي حاملة لواء الجهاد وصانعة الانتصار الكبير الذي يعكس مدى اهمية العمل الاستراتيجي لدور المرأة ومشاركتها في تحديد المستقبل السياسي للشعب الفلسطيني ومساهمتها في التنمية المجتمعية والاقتصادية والثقافية وبكل مجالات المجتمع والتعبير الحقيقي عن قوتها في ادارة الازمات والتصدي للاحتلال ودعمها للمشروع الوطني التحرري الفلسطيني .