ألاعيب وخداع الثنائي نتنياهو…بنيامين وسارة والأساليب الإحتيالية بقلم احمد حازم
تاريخ النشر: 11/03/21 | 12:56قرأنا في التاريخ عن شخصية بريطانية خدعت العرب اسمها:”لورانس”، وهو باحث وعسكري بريطاني، اشتهر باسم “لورنس العرب”، كان عنده من القدرات الإحتيالية ما أقنع العرب في تلك الفترة من أن بريطانيا تقف إلى جانبهم مقابل دعمهم ضد الجيش العثماني. لكن الوعد تبخر فيما بعد. و السعودية ، وحسب تقرير لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية، قررت ترميم البيت الذي كان يقيم فيه لورانس العرب وتحويله إلى معلم سياحي. والتاريخ يعيد نفسه مع السعودية و نتنياهو من جهة ومع تصرفات نتنياهو الإحتيالية تجاه العرب مرة أخرى.
من الأفضل أن نطلق على رئيس الحكومة الإسرائيلية لقب “نتنياهو العرب” لوجود تشابه بين ممارسات لورانس لكسب المؤازرة العربية في وقتها وبين ممارسات نتنياهو لكسب أصوات العرب في انتخابات الكنيست.
المعروف عن لورانس انه كان يحب الجلوس مع “البدو” يشرب معهم القهوة ويتحدث معهم “كم كلمة عربي مكسرة” فينشرح قلوب من يتحدث إليهم ويثنون عليه بالشكر، ولا يعرفون أن له نوايا خبيثة. و” نتنياهو” العرب يفعل نفس الشيء ويتصرف وكأن سلفه لورانس مثالاً له. يذهب إلى النقب ويجلس مع البدو على الأرض متربعاً وكأنه واحداً من عشيرتهم. وذهب في طرقه الإحتيالية إلى أبعد من ذلك حينما أصر على “صب القهوة السادة” هو بنفسه للمشايخ على اعتبار أنه رب المنزل وهم الضيوف. كل ذلك من أجل كسب أصواتهم.
ذهب لقرية ترابين الصانع في النقب، فطالبوه مشايخها بالاعتراف بالقرى ووقف عمليات التجريف وإبادة المزروعات وأكدوا الضائقة السكنية القاسية التي يعاني منها المجتمع العربي-البدوي في النقب في كافة المجالات، وعلى رأسها قضية التربية والتعليم ووقف عمليات الهدم وتجريف وإبادة الأراضي فورا. فماذا وعدهم “نتنياهو العرب”؟
قال لهم، وطبعاً مجرد حكي، أنه سينقل مسؤولية سلطة توطين البدو تحت إدارته، وأنّه “سيخصص ميزانية بقيمة مليارد شيكل من اجل محاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي. وتصوروا مدى وقاحة نتنياهو: ألم يسمع بأن جرافات السلطات الإسرائيلية قد قامت بإبادة محاصيل لعرب النقب في سهل بئر السبع بمحاذاة شارع رقم 31 وأن إبادة المحاصيل الزراعية تمت في قرية سعوة وان الجرافات تتجه شرقا إلى منطقة عراد؟ الوقاحة الأكثر أن إبادة المزروعات تتم في ظل زيارة سياسية من أجل الانتخابات، يقوم بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى النقب. وقاحة ما بعدها وقاحة. والأنكى من ذلك أن نتنياهو يقول وكله ثقة، أنه على يقين من تلقي دعم كبير من المجتمع العربي في البلاد في الانتخابات.
ويبدو أن المثل الشعبي “وافق شن طبقة” ينطبق على الثنائي نتنياهو. فالإثنان مشهوران بالفضائح والإحتيال. “سارة العلب الفارغة” لا يزال اسمها يتكرر بين الناس عرباً ويهوداً، ليس بسبب عمل صالح بل بسبب عمل قبيح طبعاً. ففي شهر يناير/كانون الثاني عام 2015 نشرت وسائل إعلام إسرائيلية خبر فاضح يتعلق بقيام سارة نتنياهو ببيع علب وزجاجات فارغة منذ تولي زوجها لمنصب رئاسة الحكومة في 2009، مسكينة فقيرة. وهذه المسكينة سارة أرادت أيضاً أن تدخل لعبة الإحتيال السياسي على العرب لكسب الأصوات واختارت مدينة شفاعمرو لذلك.
ما هذه الصدفة الغريبة؟ سارة التي لم تقم بشراء أي شيء من بلدة عربية، تفاجىء أهل شفاعمرو بزيارة لمحل تجاري لشراء فسطان. سارة يا سارة على من تضحكين؟ “روحي إلعبي غيرها”. الإعلام ركز عليها وكأنها زيارة عادية، لكنها في الحقيقة ليست عادية لأنها لم تقم قبل ذلك بمثل هذه الزيارات. هي تريد دعاية انتخابية “للمحروس” بنيامين، رغم أن صاحب المحل نفى ذك. لكن ما الذي دفع سارة في هذا الوقت الانتخابي “تروح ع شفاعمرو تتسوق؟”. ألهذه الدرجة تكن محبة لأهل المدينة؟
الأمر المضحك في هذا الموضوع أن المحل التجاري الذي ذهبت إليه سارة يقع مقابل مقرّ القائمة المشتركة. وفي هذه الحالة ومن أجل “واجب الض يافة ” قام أعضاء من المشتركة بالترحيب بالزائرة الليكودية على طريقتهم الخاصة بشعارات مثل :” “سارة، تبحث عن فستان لحفلة الوداع ؟” و “ما هي الموضة اليوم لدى العنصريين؟ محبة العرب!”
ومهما حاول الثنائي استخدام أساليب الخداع مع المواطنين العرب، فإن صورتهما لن تتغير وسيبقى بنيامين رئيس الحكومة المحرض ضد العرب، وستظل زوجته إلى الأبد “سارة العلب والقناني الفارغة”.