للذين يصوتون للكنيست أقول: راجعوا حساباتكم بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 13/03/21 | 8:02لحسن حظي أني قرأت تاريخ الثورات، وتعلمت من التاريخ أشياءً كثيرة، ولا سيما تاريح شعبي الفلسطيني. صحيح أن لكل دولة رجالها، لكن أيضاً لكل مرحلة زمنية أساليب نضال معينة. والتغيير المرحلي في أسلوب النضال لا يعني الخنوع والإذلال، بل الاستمرار في طرق أخرى. فالعالم اليوم تغير وتبدل لكن النضال بقي، والأحتلال لا يزال مستمراً في العالم، والشرق الأوسط جزء من هذا العالم والذي يشهد صراعاً قوياً بين محتل(بضم الميم) وبين محتل (بكسر الميم) وإسرائيل خبر مثال على لك.
أنا شخصياً لا أصوت في انتخابات الكنيست، لأني غير مقتنع بتاتاً بفائدة هذا المكان الذي يرى فيه البعض منبراً للمطالبة بالحقوق. لا أدري لماذا يدفن أعضاء الكنيست العرب والمصوتين للكنيست رؤوسهم في الرمال، ويدعون بأن هذه “المؤسسة الصهيونية” ينبع منها خدمة للعرب. راجعوا حساباتكم ولا تنسوا أن إسرائيل دولة محتلة نظامها عنصري وقوانينها عنصرية وقانون القومية الذي وافق عليه مرجعهم “الكنيست” خير دليل على ذلك. أنا لا أفهم كيف أن شعباً يرزح تحت الاحتلال يتنافس قادته على الدخول في برلمان دولة اسمها الدولة اليهودية تحتل أرضهم.
أنتم أيها المرشحون العرب تطلبون من الناخبين العرب أن لا يصوتوا للأحزاب الصهيونية. جميل جداً هذا المطلب. لكنكم أنتم تذهبون في نفس اتجاه الأحزاب الصهيونية، تذهبون إلى الكنيست منبع الصهيونية. أليس هذا تناقضاً ومضحكاً في نفس الوقت؟ أنتم تقولون: لو بقيت المشتركة يمكن أن نحصل على 20 مقعداً. بالله عليكم كونوا واقعيين “وفتحوا عيونكو”: لو أنكم حصلتم على ثلاثين مقعدا فماذا أنتم فاعلون في كنيست دولة عنصرية شعارها “قانون القومية” وفيها 120 عضو كنيست وأنتم منهم؟ ماذا تستطيعون فعله؟
أنت تعلمون جيداً أن السياسة الإسرائيلية لها خطوط عريضة أساسها “الصهيونية” التي وضعها هرتسل في العام 1890. فهل تعتقدون بأن الصهيونية تسمح لكم بأن تكونوا بيضة قبّان في السياسة الإسرائيلية العامة؟ ألا تعلمون بأن العربي في هذه الدولة التي تتراكضون وتتقاتلون للوصول إلى برلمانها لا يسمح له فيها أن يكون صاحب قرار؟ أو أن يكون له قرار مؤثر؟ إذا كنتم لا تعلمون فهذه مصيبة، وإذا كنتم تعلمون وتتجاهلون فالمصيبة أكبر.
كنتم في السابق في “قائمة مشتركة رباعية” تتشكل من 15 عضواً، بفضل للناخب العربي، فماذا فعلتم لهذا الناخب؟ قولوا لي بربكم ماذا فعلتم؟ طيب. إسمحوا لي أنا أقول بالنيابة عنكم “إذا كنتم مستحيين”:خضتم حرب بيانات فيما بينكم، قمتم بتخوين وتكفير بعضكم البعض، وأدخلتم الدين في خلافاتكم، ورفض بعضكم أن يكون في جيب اليسار أو في جيب اليمين ولم تقولوا لنا ما هو اليسار وما هو اليمين، منكم من فضل غانتس باعتباره يسارياً (ّ!) يعني أحسن من اليميني نتنياهو ، ومنكم من قال “خلينا نجرب نتنياهو” متناسياً أن لا فرق بين الأفعى السوداء والأفعى الشقراء فكلتاهما سامتان. هذا كل ما فعلتموه يا سادة للناخب العربي.
أنا على يقين تام بأم الإمتيازات التي توفرها الكنيست لأعضائها هي مغرية جداً، وهذا ما يدعو البعض إلى التهافت للترشيح لعضوية الكنيست، ليس خدمة للشعب بل خدمة لمصالح حزبية وذاتية فقط. هم عندهم “الكنيست” ونحن عندنا “لجنة المتابعة” أهم مرجع للمواطن العربي. فلماذا لا يتم تفعيل دور لجنة المتابعة ونعزيز مكانتها لتكون مظلة المجتمع العربي؟ ما دامت كافة الأحزاب العربية منضوية تحت لوائها فلماذا لا نخطو هذه الخطوة ونجعل من لجنة المتابعة قوة سياسية مؤثرة “وطز عالكنيست”؟ أنا أقول لكم لماذا؟ لأن المتابعة لا توفر دخلاً بالملايين للأحزاب ونواب الأحزاب، والقضية هي مادية، ونقطة أول السطر.
وأخيراً…هل تعلمون يا سادة بوجود أخلاقيات في التعامل مع الآخرين وخصوصاً مع رفاق الأمس؟ فقد قرأت شيئا رائعا عن هذه الاخلاقيات في عالم رياضة كرة القدم، أتمنى على السادة في القائمتين”المشتركة الثلاثية والموحدة” أن يفهموه: ان اللاعب الذي يسجل هدفا في مرمى فريقه السابق لا يبتهج ولا يحتفل بالهدف احتراما لمشاعر شركاء الأمس. فلماذا لا توجد هذه الأخلاقيات بين القائمتين خلال المنافسة؟ سؤال بحاجة إلى جواب.
أحمد حازم