الأحرف والألوان تدخل معركة الانتخابات.. نحن بحاجة لاتفاق فائض عقول بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 14/03/21 | 14:30الخلاف بين القائمتين الكبيرتين المتنافستين على مقاعد في الكنيست الصهيوني، لم يتوقف فقط على موضوع دعم قانون الشذوذ الجنسي والمثليين بما في ذلك السحاقيات، أو على الهجمات والانتقادات المتبادلة بسبب تصريحات بدرت من “نواب الجبهة ” ولا سيما من عايدة توما حاملة لواء الدفاع عن هذه الفئة من البشر المرفوضة في مجتمعنا العربي، أو على خلاف بين تأييد (غانتس) سابقا و “لبيد) حاليا وبين من لا يريد أن يكون في جيب اليسار ولا جيب اليمين. فقد ظهرت خلافات جديدة إضافية على السطح.
من المعروف في كل مجتمع، عندما يحدث الطلاق يذهب كل فريق في سبيله “ويا دار ما دخلك شر”. لكن في حالة “القائمة المشتركة” ليس كذلك. صحيح أن الطلاق حصل مع الحركة الإسلامية الجنوبية المسماة “الموحدة” واتخذت نهجاً خاصاً بها، لكن الخلافات لم تنته بل زادت وزاد معها التحريض وتبادل الاتهامات.
وقد دخلت الألوان والأحرف الحرب الإعلامية الدائرة بين “الموحدة” و “الجبهة”. فقد أكد بيان “الموحدة” وكما جاء في “موقع العرب” أن الجبهة لم يعجبها من الأحرف العربية سوى الحرفين اللذين تعتبرهما “الموحدة” تاريخياً رمزين لها وهما (ع م) يعني عربية موحدة ولم يعجبها من الألوان سوى اللون الأخضر وهو اللون المشهورة به كافة الحركات الإسلامية بما فيها (الجنوبية). وهناك أمور أخرى أيضاً ــ على ذمة البيان ـــ من حق الموحدة لم تعترف بها الجبهة، إلا أن البيان لم يفصح عن هذه الأمور.
لقد تناقل الناس في الآونة الأخيرة خبر تفاهم الخصمين المشتركة الثلاثية “والقائمة الموحدة على اتفاق لفائض الأصوات فاستبشر الناس خيراً، وقالوا: “على الأقل شغلة واحدة إيجابية حصلت بينهما” حتى هذا الأمر “ما زبط معاهن”.
فقد جاء في بيان “الموحدة” لهجة استغراب من مطالبة الجبهة لها بالتوقيع على اتفاقية فائض أصوات. طيب ليش الإستغراب يا “موحدة”؟؟ وكان ردها واضحاً: “لأن الجبهة مستمرة هي وحلفاؤها في حملة التخوين والتحريض على الموحدة ونوابها وهي أحد أسباب عرقلة التوقيع على اتفاقية فائض الأصوات”.
إذاً الجبهة وحلفاؤها (العربية للتغيير والتجمع) في دائرة الاتهام، وهم بنظر “الموحدة” يقومون بحملتين ضدها، كما جاء في البيان:” حملة طعن واضحة وحملة مبطنة” والحملتان لهما نفس الهدف على ذمة البيان”. ولكن مهلاً يا جماعة الطعن في أي شيء؟ تقول الموحدة في بيانها “الطعن الواضح والمبطّن في وطنية الموحدة ومواقفها وتخوين نوابها. ” ليش شو عمل منصور عباس لحتى تطعنوا في وطنيتو”؟؟
على كل حال يا “موحدة… إنتو كمان عليكو حق”. منصور دهامشة سكرتير الجبهة ملّ كثيراً من الانتظار حنى يأتي وفداً منكم للتوقيع على اتفاق فائض الأصوات “وطنشتو للرفيق”. عندها “أخذ على خاطرو” وأعطى مقابلة لصحيفة الحزب الشيوعي “الاتحاد” مليئة بعبارات التخوين والتحريض على الموحدة ونوابها، حسب ما جاء في البيان. والحقيقة أن المطلوب هو “اتفاق فائض عقول” وليس اتفاق فائض أصوات.
لكن يبدو أن ما جرى لمنصور عباس في ام الفحم وأقصد الإعتداء عليه بالضرب “والبهدلة اللي تبهدلها” هذا الأمر لعب أيضاً دوراً في تعكير الأجواء، لدرجة أن “الموحدة” وصفت استنكار “الجبهة للحدث بــ “المنقوص” واتهمتها بطريقة غير مباشرة أنها السبب وراء الاعتداء على منصور عباس. فقد تحدثت الموحدة في بيانها عن: “استنكار الجبهة وحلفائها المنقوص والمشوّه للاعتداء الذي تعرض له النائب منصور عباس في أم الفحم،”.
وهذا طبعاً ليس كل شيء. “الموحدة” تقول ان “الجبهة” لديها نية سيئة تجاه “الموحدة” من وراء اتفاق فائض الأصوات، إذ تقول في بيانها انها اكتشفت ” أن قائمة الجبهة وحلفائها كانت تنوي استغلال اتفاقية فائض الأصوات للخروج بحملة سلبية موجّهة لجمهور الموحدة بهدف واحد ووحيد وهو إسقاط الموحدة وعدم تجاوزها لنسبة الحسم، والشعارات التي طُلبت للطباعة على الشوادر أكبر دليل”. لكن “الموحدة” لم تشرح في بيانها عن تفصيلات الحملة السلبية ولم تشر إلى شعارات معينة مطبوعة على الشوادر.
ولنضع ما ورد في بيان “الموحدة” جانباً ونسأل رئيس قائمة الموحدة بكل هدوء: كيف توصلت قناة مكان الإسرائيلية الرسمية إلى الاستنتاج بأن القائمة الموحدة ستكون الكفة الراجحة في تشكيل الحكومة المقبلة بمعنى هي التي ستحدد هوية الرئيس القادم للحكومة الاسرائيلية؟ ولماذا سكتم على ذلك؟ علماً بأن الحكومة القادمة بدون شك هي يمينية حسب كل الإستطلاعات. فمن يتجرأ على الإجابة؟