البرغوثي يرشح نفسه للرئاسة الفلسطينية وعباس يتخذ إجراءات لا إنسانية بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 16/03/21 | 13:53في المقال الذي كتبته تحت عنوان “انشقاق رابع في فتح… الرئيس الفلسطيني يلعب بالنار، ونشر في الثاني عشر من الشهر الجاري نشر ايضاً في موقع “العرب”، ذكرت في المقال أن عباس يتصرف بالضبط مثل ترامب. بمعنى أنه يعاقب كل من لا ينفذ كلامه، وكأنه يقول “أنا السيد وبس”. فعندما أعلن د.ناصر القدوة عن نيته تشكيل لائحة فتحاوية مستقلة، طار عقل الرئيس الفلسطيني وهاج وماج واستخدم لغة التهديد بحق القدوة وكأن هذا السياسي ارتكب جرماً كبيراً.
كل ما فعله القدوة أنه أراد التغيير، وأراد قيادة فلسطينية بديلة. هذا الأمر لم يعجب محمود عباس الرجل الذي بدأ يقترب تدريجياً من سن التسعين ولا يزال يفكر في الرئاسة. فهل يعقل هذا؟ فلو كان الرئيس الفلسطيني قعلاً يحس بمسؤولية وطنية لما أعلن عن ترشيح نفسه وترك الأمر لغيره من القادة الشباب. لكن الدكتاتوريين لهم تفكير آخر، يختلف كلياً عن المنطق.
أبو مازن يحارب منتقديه بأسلوب واحد لا إنساني، وهو أسلوب قطع المخصص المالي. يعني يحارب الناس بلقمة عيشهم، ولذلك يحجم كثيرون عن توجيه أي انتقاد له لكي يحافظوا على مصدر رزقهم. أسلوب لئيم في قمة اللاإنسانية. وهكذا تم التعامل مع ناصر القدوة. لقد أمر أبو مازن بإيقاف كل دعم لمؤسسة الشهيد ياسر عرفات التي يرأسها القدوة، والتي يعمل فيها عشرات الأشخاص لإعانة عائلاتهم.
أين الديمقراطية التي تتحدث عنها يا سيادة الرئيس؟ ألا تخاف الله من تصرفك هذا؟ لكن… المعذرة فأنا أخطأت التفكير والتقييم، لأن االرئيس الذي ينسق أمنياً مع عدو شعبه فكيف يطلب منه مخافة الله؟ والرئيس الذي ينكر على شعبه حق العودة، فلا أمل منه وبالتالي لا يعرف ربنا.
الرئيس الفلسطيني عنده أدوات بشرية للتوجيه السلبي. وعلى سبيل المثال الدكنور رمزي خوري مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني. فهو دائماً بخدمة الرئيس. وقد فاجأنا خوري بإصدار رسالة في الثالث عشر من الشهر الجاري يطلب فيه من وزير الملية في الحكومة الفلسطينية العتيدة شكري بشارة، أن يقطع كل دعم مادي يتعلق بمؤسسة الشهيد ياسر عرفات. ولكن لماذا طالت سكين أبو مازن رقية هذه المؤسسة؟ لأن الذي يرأسها هو د.ناصر القدوة ابن شقيقة الراحل عرفات.
والسؤال المطروح: بأي حق يتصرف أبو مازن يمصير عشرات الأشخاص وهم لا دخل لهم بال انتخابات لا من قريب أو من بعيد. فقط لأنهم موظفون في مؤسسة تابعة لناصر القدوة. الصندوق القومي الفلسطيني هو صندوق منظمة التحرير الفلسطينية التي تتبع لها مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، وقانونياً لا يحق لمحمود عباس قطع مخصصاتها.
ولا شك أن تصرف عباس مع ناصر القدوة ليس جديداً على الساحة الفلسطينية، فعباس له تاريخ في هذا السلوك الإإنساني فيما يتعلق بقطع رزق من يخالفه الرأي.
القضية هي قضية انتقامية ليس أكثر. خاف الله يا إنسان واعمل شيئاً ما يفيد الشعب الفلسطيني قبل رحيلك. ألا يكفي ما فعلت بشعبك في اتفاق أوسلو؟ ألا يكفي التنسق الأمني؟ كمان “بتقطع رزق الناس؟”
أعتقد بأن ما فعله الرئيس الفلسطيني لن يمر مر الكرام على الشعب الفلسطيني، وستكون له عواقب وخيمة عاجلاً أم آجلاً. لك يوم يا ظالم.
في الخامس من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2014أقدم عباس على إقالة الإعلامي الفلسطيني أحمد زكي مدير الأخبار بتلفزيون فلسطين ، لأنه انتقد بشدة استضافة الإعلامي المصري توفيق عكاشة مدير قناة الفراعين المصرية على شاشة تلفزيون فلسطين يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، لأنه ” هاجم الفلسطينيين ودعا لإبادتهم”، حسب قوله.
وفي صيف عام 2016 تم اعتقال رياض الحسن الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون التابعة للسلطة الفلسطينية وعين بدلا منه الناطق السابق باسم حركة “فتح” أحمد عساف. وجاء اعتقاله بعد ساعات من نشره مقالاً يهاجم فيه بشدة سياسة قادة في حركة فتح. النيابة العامة الفلسطينية التي تتحرك حسب رغبة الرئيس عباس، نفت أن يكون اعتقال الحسن قد تم بصورة غير قانونية. وعادة فإن النفي الفلسطيني الرسمي لفضائح داخلية يكون في الواقع حقيقة.