قراءة في انسحاب محمد دراوشة…قرار حكيم ولكن (!) الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 17/03/21 | 11:04يقول مثل شعبي “رحم الله امرء عرف قدر نفسه”، ويقول مثل آخر في نفس الاتجاه: “رحم الله امرء عرف حده ووقف عنده. وأي مثل متداول في المجتمعات لم يأت من فراغ، بل نتيجة تجارب اجتماعية. وأعتقد لو كان الصديق محمد دراوشة على دراية بهذين المثلين لما كلف نقسه عناء الكر والفر الانتخابي. وإذا كان يعلم ورغم ذلك فعلها فأنا اضع ذلك في إطار التسرع وعدم التقييم الصحيح للحدث، والانسحاب من ال انتخابات دليل على ذلك. لكن لكل إنسان حساباته ولا ندري على أي الحسابات اعتمد محمد في قرار خوض انتخابات الكنيست.
على كل حال، لقد أحسن محمد دراوشة فعلاً بانسحابه من معركة انتخابات الكنيست، التي لو ظل مستمراً فيها سيخرج منها بلقب “فاشل” مرتان: مرة في التقييم قبل الترشيح والأخرى ستكون بعد تفريغ صناديق الإقتراع. وحفظ ماء الوجه أمر مطلوب والناس لا ترحم. لقد تحدث محمد دراوشه في حملته الانتخابية عن أمور “هو مش قدها” وتسرع فيها. فماذا قال يا ترى: في البيان الذي أصدره دراوشة ونشره “موقع العرب” في الحادي عشر من الشهر الماضي، بعد حلقة بيتية له في حيفا لجمع أصوات لحزبه، قال دراوشة للمجتمعين:” نحن في حزب، معًا لعهدٍ جديد، لا نستسلم ولا نقبل بالانسحاب من الحلبة السياسية، بل نقوم بمواجهة هذه الحالة ووضع بديل راقٍ لتطلعات المجتمع العربي. نضع أمام الناخب العربي خيار التصويت لقائمة عربية أصيلة جديدة، غير مدموغة بأغلاط الماضي، ويتقدمها خيرة من أبناء شعبنا، أصحاب الخبرة المثبتة في العمل المدني والتعليمي والبلدي”.
كلام جميل ومعبر من ناحية لغوية. لكن دراوشة لم يعمل به لأنه انسحب من الحلبة السياسية، ولم يستمر في مواجهة الحالة، لأنه عرف فيما بعد أنه “مش قدها” ولن يكون قادراً على وضع البديل. وهنا أخطأ دراوشه وتسرع واستسلم فيما بعد. لقد تسرعت يا صديقي محمد عندما راهنت على ثقتك بالجماهير العربية عندما قلت:” نحن واثقون بأنّ الجماهير العربية ستحتضننا، لأننا نعبر عن نبض المواطن الذي نضعه نصب أعيننا أولاً وأخيرًا.” لكن بالتالي أنت نفسك شعرت بأن هذه الجماهير لا تريد احتضانك كما اعتقدت، وعندما ترفضك الجماهير فهذا يعني أنك لا تمثل نبضها. حقيقة يجب أن تتفهمها وتتعايش معها.
ويبدو أن محمد دراوشه، أعاد حسابه بعقلانية متناهية وفضل الانسحاب على المواصلة. قرار حكيم بالفعل. لكن ماذا يقول دراوشة في قرار الانسحاب: “إن حزب معاً سحب أوراق ترشيحه من انتخابات الكنيست الـ24، وانضم للقائمة المشتركة بموجب اتفاقية تمّ توقيعها بين الطرفين ليكون مركبًا رابعًا وفاعلًا في المشتركة”، لغاية الآن كلام رائع يعبر عن موقف مسؤول. وجاء في بيان صدر عن الجانبين:” ينضم حزب معًا للقائمة المشتركة كمركب مستقل وليس كأفراد وبدون أي اشتراط لمقاعد أو منفعة شخصية، كذلك سيكون لحزب معًا مندوب في سكرتارية المشتركة في الكنيست ليكون عنوانًا ومنسقًا للقضايا المحورية”. دعني أذكّرك يا محمد دراوشه بالمثل الشعبي القائل:” اللي بجرب المجرب عقلو مخرب” هذا المثل له الكثير من الحكايات. وأنا أسرد لك حكاية من المؤكد انك تعرفها. وهي الاتفاق الذي أبرمه “تحالف كرامة ومساواة والقومي العربي من جهة مع ممثلين عن الأحزاب الثلاثة في المشتركة. وقد مثل ” الجبهة ” منصور دهامشة والدكتور عفو إغبارية.
واتفق الحضور على أن تحالف كرامة والقومي جزء من مركبات المشتركة وسيأخذ دوره في القائمة المرتقبة واللجان، كما تم الإتفاق على مواصلة اللقاءات في الساعات والأيام القليلة المقبلة لبلورة الشراكة نحو خوض المعركة الانتخابية. هذا الكلام المعسول هو نفس الكلام الذي قيل لك ممن أشادوا بك من الجبهة وغيرها.
جماعة المشتركة تنصلوا من الاتفاق وقالوا لتحالف كرامة ومساواة والقومي العربي، بما معناه:” انقعوا الاتفاق واشربو ميتو”. وأعتقد بأن عليك منذ الآن التحضير لكيفية نقع الاتفاق بالماء. على كل حال نأمل أن لا يصيبك كما أصاب سلفك، من الوعود والتنكر لها.
كلمات دلالية
رأي وآخر هذه المقالات عبارة عن رأي حر ينشر في منبر الجماهير العربية “كل العرب”ارسل مقالك الآن أحمد حازمقراءة في انسحاب محمد دراوشة-الإعلامي/أحمد حازم شاكر فريد حسنالمشهد الثقافي الفلسطيني الراهن-بقلم: شاكر فريد حسن سميح خلفلماذا رفض الرئيس اللقاح الاماراتي ؟! -سميح خلف