نواب في المزاد العلني…لابيد ونتنياهو في لعبة “الإغراءات”بقلم أحمد حازم
تاريخ النشر: 30/03/21 | 16:20القائمة العربية الموحددة” و “القائمة المشتركة” قائمتان عربيتان لم تختلفا فقط على النهج العام للقائمة التي كانت تضمهما تحت سقف واحد، بل وحتى في انفصالهما عن بعض مختلفتان في التوصيات على تسمية رئيس الحكومة الإسرائيلية القادم. “فالموحدة” وحسب آراء بعض المحللين تميل على الأكثر باتجاه نتنياهو ، لكن السياسة تتغير بين لحظة وأخرى حسب المصالح، أي حسب العرض ولطلب.
و”المشتركة” تذهب باتجاه لابيد كونه ضد نتنياهو ليس أكثر. لكن الضلع الثالث في المشتركة الثلاثية “التجمع” فإنه يغرّد خارج سرب “أمه” المشتركة، ولا يريد تسمية هذا أو ذاك، حسب تقارير إعلامية. وموقف “التجمع” عشناه سابقاً في تسمية غانتس، إذ امتنع عن تسميته رئيساً للحكومة، لكنه عدّل رأيه في النهاية وانخرط في لعبة تسمية غانتس، فهل يعيد التاريخ نفسه هذه المرة أيضاً مع لابيد؟
نتنياهو ولابيد في كر وفر هنا وهناك لتوفير الدعم لهما في التنافس على منصب رئاسة الحكومة. يلتقون مع أحزاب يهودية فازت في ال انتخابات لتقديم “الإغراءات”، هما في سباق أيضاً على الدعم العربي. هذا السباق ليس سهلاً. فاليميني نتنياهو عليه أن يكون جاهزاً لطلبات الخطيب المحترف النائب منصور عباس، ولا أحد يعرف ما تحمله جعبته من مطالب باستثناء صياغة “رغبات الجماهير العربية” أو “حقوق المجتمع العربي.” هذا كل ما نعرفه.
“الموحدة” تقول أنّ الاتصالات لا تقتصر على حزب الليكود، وهناك اتصالات “مع كافة الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة القادمة” وأنّ “اللقاء الوحيد الذي عُقد كان مع رئيس حزب “يش عاتيد” يئير لابيد، لم يعلن عن تفاصيله. وهذا أمر طبيعي. فالصفقات بشكل عام لا يتم الإعلان عنها. لا بد من الانتظار.
عندما أسمع وأقرأ عما يسمى “مفاوضات” من أجل رئاسة الحكومة، أتخيل الوضع الآن المتعلق برئاسة الحكومة وكأنه يشبه سوق عكاظ. ف”المفاوضات” هي في واقع الأمر “مزاد علني” من يقدم أكثر يحظى بالصوت العربي. هنا يفقد “المبدأ” قيمته مع دخول المصالح. هذه حقيقة. وبما أن البعض “شاطر” في تحريف الحقيقة فيتم وصف التخلي عن المبدأ بكلمة “انجاز” للمجتمع العربي.
تقولون “نحن لسنا في جيب اليمين”، هذا رأيكم نحترمه ولكن للإحترام حدود. تتفاوضون مع نتنياهو (يعطيكو العافية). لكن إذا نجحت المفاوضات فستكونون تحت عباءة اليمين وليس في جيبه فقط. وإذا نجح التفاوض مع لابيد فستكونوا حتماً مع “يائير” ضد “أبو يائير”. وفي كلا الحالتين تتجلى عدم مصداقية شعار “لا في جيب اليمين ولا في جيب اليسار”.
حسب موقع “تايمز أوف إسرائيل” تقول جايل تالشير أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس: “إنها مفارقة تاريخية، من غير المعقول أن يكون المستقبل السياسي للدولة اليهودية الوحيدة في العالم مرتبطً بجزء من الحركة الإسلامية”. والمقصود طبعاً (الموحدة).
وليسمع رئيس القائمة العربية الموحدة ما يقوله مشاهير اليهود عن حزب الليكود. عند تأسيس حركة حيروت الصهيونية عام 1948؛ أكبر أحزاب تكتل الليكود وجذوره الفكري، بعثت مجموعة من الشخصيات اليهودية منهم حنة آرنت وآلبرت آينشتاين، برسالة لصحيفة نيويورك تايمز وصفوا فيها الليكود بأنه “أشد الظواهر السياسية مثارا للقلق في وقتنا الراهن” .
إذاً “الليكود” يبقى التكتل المعادي للعرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص ولا سيما ضد الفلسطينيين داخل مناطق الـ 48، فكيف يمكن تأييده أو دعمه في تشكيل حكومة ؟ وهل نسي منصور عباس أن “الليكود” له تاريخ مليء بالمجازر ضد شعبنا الفلسطيني؟ وهل تريدون محو ما فعلعه الليكود من الذاكرة الفلسطينية، من خلال “تلميعه” إيجابياً بـ”شوية إغراءات”؟ أليس من الأفضل يا شيخ منصور أن تترك نتنياهو يذهب حتى إلى جهنم بدلا من إنقاذه من السجن؟
من منطلق هذا الفهم، نشر شامير المعروف لدى العرب، مقالا باللغة الانجليزية حتى يقرأه أكبر عدد من الناس في العالم، وقد أعيد نشره بالعبرية في جريدة هامشمار الاسرائيلية الصادرة بتاريخ 24/12 /1987 يقول فيه:
” تعالوا ننظر إلى معتقداتنا حيث لا ديننا اليهودي ولا تراثنا يمنع استعمال الوسائل الارهابية في حربنا ضد الأعداء، لذلك فليس هناك أي سبب يدعونا لوخز الضمير، في الوقت الذي يدعونا الكتاب المقدس” اقتلوا الجميع ولا تبقوا على أي شيء يتنفس” وبناء على توجيه الكتاب المقدس، نحن نقاتل ضد أعداءنا الشريرين.”
ومن هم الأعداء الشريرين يا شيخ منصور؟ أنا أذكرك إن نسيت على أساس (وذكر إن نفعت الذكرى): هم أبناء جلدتك.