غنايم التجمعي سابقا والإسلامي لاحقاً…تحليل لتبدل المواقف حسب المصالح بقلم أحمد حازم
تاريخ النشر: 09/04/21 | 12:23لو قمنا بتحليل بعض أقوال وأراء النائب الجديد مازن غنايم، لرأينا العديد من التناقضات في المواقف. فمرة كان مازن التجمعي (القومي) المؤمن بحزبه ومرة أخرى أصبح غنايم من أنصار اللون الأخضر علم “الإسلامية الجنوبية”، وتخلى عن اللون البرتقالي شعار حزب “التجمع”.
عندما كان مازن غنايم رئيساً لبلدية سخنين ورئيساً للجنة القطرية، كان يفتخر بأنه “تجمعي” لدرجة أنه قال ذات يوم انه تجمعي حتى النخاع. أمر جميل وهذا رأيه ومن حقه أن يهلل ويكبّر للحزب الذي يراه مناسباً له. والإنتماء لحزب معين يعني الإلترام بمبدأ الحزب أي الحفاظ على هذا المبدأ. وعندما فشل غنايم في انتخابات رئاسة بلدية سخنين، وضع الكنيست نصب عينيه. وهذا الأمر لا يتم إلا عن طريق حزبه “التجمع”. فلم يفلح أيضا وعاد إلى بيته وكله خيبة أمل . “يعني ضربتين عالراس بوجعو” بمعنى لا رئاسة بلدية ولا عضوية كنيست. لكن ماذا بعد؟
الخلاف الذي حصل داخل “المشتركة” وأدى إلى انقسام عباس عنها، كان مازن غنايم المستفيد الوحيد منه. المثل الشعبي يقول: “الله بكسر جمل منشان يعشي واوي”؟ وأنا في استشهادي بهذا المثل لا أقصد أبداً الإساءة للنائب غنايم، إنما فقط أعطيت مثلاً شعبياً، والمعنى هنا أن الله يبعث ضربة قوية للقوي من أجل إنقاذ الأقل قوة. ولذلك اقتضيت التنويه، لكي لا يحاول البعض الإصطياد في المياه العكرة.
العرض الذي تلقاه مازن غنايم من “القائمة العربية الموحدة” بالدخول معها في قائمة واحدة سارع غنايم إلى قبوله لأنها فرصة سانحة له كونه احتل المركز الثاني في القائمة بعد زعيمها منصور عباس. فرصة مناسبة متل “خمسة باللوطو”. ومن هنا بدأت الحكاية. حكاية سياسي تجمعي خلع ثوب القومية حزبياً ودخل تحت عباءة “الأخضر” سياسياً.
أبهذه السهولة يا أبا محمد تستطيع تغيير ثوب المباديء؟ إسمعوا ماذا صرح مازن غنايم لموقع “العرب “أمس الخميس: “أنا جزء لا يتجزأ من القائمة العربية الموحدة التي هي أكبر حزب عربي، ولا يوجد هناك جسمان داخل الموحدة، ومن يتمنى لنا الخلافات فليخيّط بغير مسلة” برافو أبو محمد.
لكن أنت وحدك يا سعادة النائب “اللي خيط بغير مسلة”. أنت الذي قلت في مطلع شباط /فبراير الماضي في تصريح : “أنّ “ترك التجمّع والإنضمام للقائمة الموحدة هو انتقال من حزب عربي لحزب عربي آخر. “يعني أنت الذي رميت “مسلة التجمع ” لأنك لم تصل إلى الكنيست من خلاله، “وتخيط الآن بمسلة الموحدة” كونها أمنت لك مقعداً في الكنيست. أليست هذه حقيقة يا أبا محمد؟
في التاسع من شهر نوفمبر/تشرين ثاني عام 2014 أجرى “تلفزيون العرب” مقابلة مع مازن غنايم في إطار برنامج “مواجهة”، قال فيه مازن غنايم:” نعم..أنا تجمعي”. وهذا يعني الإخلاص للتجمع، ولكن هذا الإخلاص تبخر بعد أن جرفته الرياح الخضراء العاتية.
لكن مازن غنايم، الذي يعتبر اليوم خصماً سياسيا للمشتركة كان له موقفا آخر منها. فقد ذكر في مطلع شباط/فبراير الماضي: “أنا مستعد لأكون كبش الفداء من أجل المشتركة. بوركت يا أبا محمد. طيب ليش تغير رأيك؟
مازن غنايم صرح لموقع “العرب” في الثامن عشر من شهر حزيران/يونيو 2019:” لسنا مشروع كنيست” لنفترض أن كلامك صحيحاً. ماذا يعني كل الجهد الذي بذلته من أجل الدخول للكنيست؟ أليس هذا مشروعاً سعيت لإنجازه؟ وأنت قلت في التاريخ نفسه والموقع نفسه: “إننا مشروع شعب لمواجهة سياسات التجهيل والإقصاء”. ولو كنت أنت والموحدة تعملون على مواجهة سياسة التجهيل والإقصاء، التي يمارسها اليمين فلماذا دعمتم قرار الليكود حول تشكيل اللجان التنظيمية للكنيست ورفضتم اقتراح كتلة التغيير؟
على أي حال، مازن غنايم تعمق جيدة في معرفة سياسة البلديات بعد خبرة سنوات عديدة في إدارة بلدية سخنين، واطلع عن كثب على ما يحصل في اجتماعات اللجنة القطرية لأنه كان رئيساً لها لفترة زمنية. والآن سيبدأ مازن غنايم ولأول مرة في تعلم ألاعيب الكنيست وممارسة السياسة النفعية، والأهم من ذلك الحفاظ على “القبان وبيضته”.