أيمن عودة المتهم بإفشال المشتركة، هل يجرؤ على الاستقالة أو “بطنش” بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 14/04/21 | 11:05عضو الكنيست السابق عن التجمع الوطني الديمقراطي، د.مطانس شحادة كان في منتهى الصراحة والجرأة في المقابلة التي أجراها معه الزميل فايز اشتيوي في إطار لقاء مواجهة في تلفزيون العرب، وتم بثه في الثالث عشر من نيسان/أبريل الحالي. د.مطانس وكما يقولون في العامية، “بقّ البحصة” وأصاب بها وجوه من أفشلوا المشتركة. وقبل مواصلة تحليل ما قاله الدكنور مطانس لا بد لي من الإشارة إلى أنني فوق الحزبية ولا أنتمي لأي حزب من أحزاب المشتركة السابقة والحالية، لكي لا يتم فهمي خطأً، ولكي لا ينتهز (البعض) الفرصة للإصطياد في المياه العكرة، فأنا إعلامي مستقل أعمل طوال حياتي الصحفية بما يمليه عليّ ضميري وأخلاقي ووطنيتي، بعيداً عن النفاق والتدليس الصحفي. والمصداقية هي شعاري والحقيقة هي هدفي.
قيل الكثير عن أسباب الكارثة التي حلت بالقائمة المشتركة في انتخابات الكنيست الأخيرة في الشهر الماضي. وقد جاء الدكتور مطانس ليلقي الضوء على هذه الأسباب بكل شفافية. وعن سؤال حول أسباب فشل “القائمة المشتركة” في الإنتخابات الأخيرة تحدث الدكتور مطانس عن ثلاثة أسباب، لكنه ركز على عامل مباشر للفشل.
فقد أشار إلى:
الأول:غياب مشروع سياسي جامع
الثاني: ضعف الحملة الإنتخابية
الثالث: أحزاب “المشتركة” نفسها
فيما يتعلق بالسبب الأول وهو غياب مشروع سياسي مقنع للناخب العربي، أوضح شحادة، أن المشتركة بتركيبتها الثلاثية لا تعتبر قائمة مشتركة بكل معنى الكلمة وأسماها “قائمة تحالفية” عملت في الشارع وكأنه لا يوجد منافس لها”. واتهم شحادة المشتركة بأنها غيّبت العمل الجماعي الذي أدى إلى الفشل. كما اتهم أيمن عودة شخصياً بأنه السبب في الفشل بقوله: “اخفاق ايمن عودة وفشله في ادارة القائمة المشتركة وخاصة وقت حصول الازمات ادى الى خسارة عشرات آلاف الاصوات، وعليه فشل ايمن عودة وقيادة المشتركة في الحفاظ عليها”. وهذا يعني أن بقية مركبات المشتركة الثلاثية الأضلاع يتحملون أيضاَ المسؤولية عن فشلها.
أما عن السبب الثاني وهو ضعف الحملة الإنتخابية، يقول الدكتور مطانس بالحرف الواحد، ان :” المسؤولية الكبرى تقع على من أدار الحملة الانتخابية بما فيها الحملة الإعلامية، والذي له الحصة الاكبر من حيث التمثيل البرلماني (يقصد الجبهة ) يتحمل اكبر قسط من المسؤولية”. إذاً سلوكيات “الجبهة” هي سبب رئيس في تقهقر المشتركة للمستوى الكارثي الذي وصلت إليه.
وفيما يتعلق بالسبب الثالث وهو الأحزاب المشاركة في المشتركة(جبهة،تجمع والعربية للتغيير) فقد اتهمها الدكتور مطانس بأنها لم تعمل بما فيه الكفاية لانجاح المشتركة بالشكل الذي كان متوقعاً، بمعنى أنها لم تعمل كل ما بقدرتها من اجل انجاحها.
وتحدث د.مطانس بلهجة انتقاد قوية عن نهج نواب “الإسلامية الجنوبية” الذين أسماهم نواب الإسلامية”. ولست أدري لماذا أطلق عليهم هذه التسمية، واختصر “القائمة العربية الموحدة ” بكلمة (الإسلامية) لأن الفارق كبير سياسياً ودينياً. فقد اتهم د.منصور عباس بأن نهجه هو سبب تفكك المشتركة. وقال بالحرف الواحد:العامل المباشر الذي ادى إلى تفكك المشتركة هو نهج نواب الاسلامية وكان واضحا ان لديهم قراراً بالانشقاق قبل الاعلان عن اسقاط الحكومة والذهاب الى الانتخابات”. وأضاف: لم يكن لمنصور عباس فقط مشروع سياسي فحسب ،بل لعب الجانب الديني والاجتماعي دوراً قويا في الانتخابات الاخيرة ولتصويت بما يخص المثليين أثر على قوة المشتركة، وما أثر اكثر سوء إدارة هذه الازمة، حيث استمرت انعكاساتها في الانتخابات الاخيرة.
الدكتور مطانس لا يوجد عنده أي تفاؤل بمشتركة مستقبلية كما كانت في السابق، وأن حزبه “التجمع” يفكر منذ الآن بعدم التحالف مع “المشتركة”. فقد أشار بوضوح إلى أن* التجمع قد يخوض الانتخابات المقبلة بمفرده مع تحالفات جديدة وعلينا ترتيب الاوراق من اجل ذلك لأنه من الصعب استمرارنا في القائمة المشتركة مستقبلا دون توضيح المشروع السياسي للقائمة”.
ولكن ما الذي يريده أيمن عودة؟ حسب أقوال الدكتور مطانس:*ايمن عودة يحاول العودة الى المشروع الذي فشل فيه بالسابق وهو ان يكون جزءا مما يسمى باليسار الاسرائيلي او بناء معسكر ديمقراطي وهذا التوجه فشل “. الدكتور مطانس فجّر قنبلة سياسية في اللقاء إذ قال صراحة :” اليمين الاسرائيلي هو الذي يحدد سقف المطالب للإسلامية وليس العكس، واليسار الصهيوني يحدد لأيمن عودة، ونحن في التجمع نريد تغيير قواعد اللعبة بعدم الخضوع للشروط التي تضعها الاحزاب الاسرائيلية”. كلام خطير يا دكتور !