المواقف الأمريكية من دعم السلام وحقوق الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 15/04/21 | 1:24بقلم : سري القدوة
تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتزامه بحل الدولتين تتطلب خطوات عملية ملموسة من خلال إعادة العلاقات الدبلوماسية مع منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف الامريكي بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وأيضا الاعتراف الصريح والواضح بأن القدس جزء من الحل العادل والشامل بما فيه عودة اللاجئين إلى ديارهم طبقاً لقرار 194، ويشكل إعلان الإدارة الامريكية التزامها بحل الدولتين واستئناف تقديم المساعدات الاقتصادية والتنموية للشعب الفلسطيني وعودة تقديم الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين خطوات مهمة تتخذها الادارة الامريكية من اجل المساهمة في احلال السلام ووقف الاستعمار الاستيطاني العنصري الاسرائيلي.
ان خطوات الادارة الامريكية تعد مهمة جدا لدفع عملية السلام وتحريك المسار التفاوضي علي اساس منح الشعب الفلسطيني حقوقه وفقا للقرارات الشرعية الدولية وانسجاما مع متطلبات ومحددات المجتمع الدولي وتأكيداته ان فلسطين هي اراضي محتلة وتخضع للاحتلال العسكري الاسرائيلي وبالتالي يجب ادانه استمرار الاستيطان ومخططات سرقة الارض الفلسطينية وتهويدها والتدخل لوضع حد لأطول احتلال عرفه العالم ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، وتأتي مواقف الادارة الامريكية الاخيرة خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح ومن الممكن البناء عليه لتصويب العلاقة مع فلسطين التي دمرتها الإدارة الامريكية السابقة بقيادة ترامب وما من شانه استعادة الثقة والعمل مع كافة اطراف اللجنة الرباعية وتوسيعها، لإطلاق عملية سلام على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية بهدف حل الصراع من مختلف جوانبه وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
ولا بد من رعاية المجتمع الدولي لعملية السلام بشكل كامل وأهمية التدخل الدولي ومحاسبة سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ووقف التعامل معها كدولة فوق القانون يتمركز فيها العمل العنصري كون اثبتت تجارب ونتائج الانتخابات الاسرائيلية خلال العامين الماضيين الي جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف والعنصرية والفاشية الجديدة.
ولا بد من التعامل بايجابية مع مختلف المبادرات الدولية ودعمها على اساس استمرار الجهود الدولية من اجل انهاء الاحتلال وضمن هذه المبادرات المهمة التعامل مع المبادرة الصينية التي أطلقها وزير الخارجية الصيني وما تضمنته النقاط الخمسة لحل الصراع في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً على أساس قرارات الشرعية الدولية وعقد المؤتمر الدولي للسلام والذي ينسجم مع الدعوة التي وجهها الرئيس محمود عباس لإقامة المؤتمر الدولي للسلام وأهمية الدور الصيني الدولي الفاعل للتأثير على مستوى حضور ومكانة القضية الفلسطينية حيث ستترأس الصين الدورة الجديدة لمجلس الأمن الدولي ونحن على ثقة بأن الصين ستكون منحازة للحق والعدل والسلم العالمي.
وفي ظل هذا التطور المهم للإدارة الامريكية برئاسة جو بايدن يجب التحرك وعدم السماح لحكومة الاحتلال باتخاذ أي خطوات أحادية الجانب في اتجاه استعمار استعمارها الاستيطاني وهدم البيوت دون معاقبة ومحاسبة ولا بد من تحركها لإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وان من شان هذه الخطوة تعزيز الثقة وإعادة العلاقات الفلسطينية الامريكية الي مسارها الطبيعي ومن المهم في هذه الظروف سرعة إعادة العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية من خلال إعادة فتح الممثلية الفلسطينية والاعتراف بها كسفارة دولة فلسطين في واشنطن وإعادة ايضا عمل القنصلية الأميركية في القدس الشرقية.