التسابق نحو الساحة حول ما يسمى بذكرى الشهداء
تاريخ النشر: 16/04/21 | 13:01هادي زاهر
لا جديد في المراسيم ذكرى ما يسمى بالشهداء التي تجري كل عام في المقبرة العسكرية في قرية عسفيا.. تدافش في سبيل الوصول إلى العرصة”1 ” الصغيرة التي تُسلط عليها الأنظار، كل من أصحاب المراكز يريد ان يقول إني هنا، كل يريد الوصول إلى هذه العرصة ظنا منه بان ذلك يبرزه بشكلٍ خاص ويزيد من احترام الناس له.. المراسيم ممجوجة والشخصيات ذاتها، الكلمات منتنة بالتملق والبهتان.
وكالعادة يحضر أحد الوزراء لتقديم التعازي (العام الماضي كانت استثنائية حيث ان الكورونا حالت دون إقامة لهذه المراسيم) وقد حضر هذا العام الوزير الفاشي تساحي هنغبي وكالعادة تحدث عن حلف الدم المزعوم وعن الاخوة وبكل وقاحة هدد أعداء الدولة وكما هو معروف هذه الدولة العنصرية ليس لها صديقا حقيقيا فهي تنظر إلى من يخدمها كمرتزقة، لاذا المذكور بالصمت عندما صرخ في وجهه أحد الاشخاص: ماذا مع قانون القومية الذي لا يعير اهتماما حتى لمن سقط ضحية من اجل الدولة؟؟
على جدار المقبرة الخارجي علقت شعارات تدين السياسة العنصرية التي تنتهجها الدولة اتجاه من يخدمها ومن لا يخدمها وكانت يشير بعضها إلى تنكر الدولة لأسر من سقط في حروبها.
اما بالنسبة لمصطلح الاستشهاد فكنا قد وقفنا عدة مرات حول هذا المصطلح ونجد أنفسنا مرة أخرى نقف حوله لان شريحة من أهلنا وقعوا ضحية الاعلام الإسرائيلي وخيمت عليهم هذه الأجواء من هنا فيعتقدون بان من سقط في الحروب الإسرائيلية سقط شهيدًا جاهلين بانه سقط ضحية على اعتاب أطماع حكام إسرائيل، هذه الاطماع التي لا يربطنا بها شيء، بل هي متناقضة كليا مع قيمنا ومصالحنا وانتمائنا العربي الفلسطيني، من ناحية أخرى علينا أن ندرك أن الدفاع يجب ان يكون فعلا عن الوطن، وهنا يطرح السؤال بكل حدة: ما هو الوطن؟
الوطن يا أهلنا الكرام هو الأرض التي نحيا عليها والتي كنا نسترزق منها، التي نعشقها وتعشقنا، التي تمتد جذورنا إليها.. التي ضحى اباؤنا واجدادنا في سبيلها كي يمررونها لنا وبدورنا نمررها إلى أولادنا واحفادنا من بعدنا، انها الأمانة التي يجب ان لا نفرط بها تحت أي سبب مهما كان، انها الأمانة التي تحدد مدى ارتباطنا بقيمنا وبجدارتنا في العيش في هذه الحياة.
والان نعود ننطرح السؤال ليدق في الجمجمة: اين نحن من المعنى الحقيقي للاستشهاد في سبيل الوطن؟
هل كان بمثابة الدفاع عن ارضنا التي سرقتها السلطات الإسرائيلية بمختلف الأساليب؟
واضح الجواب لكل ذي بصر وبصيرة.. لكل صاحب ضمير اننا عندما نخدم في جيش الاحتلال نعمل ضد قيمنا وضد أنفسنا.. نعمل من اجل تقوية من يعمل على اضطهدنا بشكل مباشر.. نعمل مع من يضطهد الجميع بدون أي رادع إنساني.. نعمل مع من يضطهد شعبنا ويمارس ضده كل الموبقات، وهنا يطرح سؤال اخر في الجمجمة: هل رسالتنا في الحياة ان نكون مجرد أداة رخيصة في يد باغٍ يغوص في بحر ذاته ولا يعير أي اهتمام لاي قيم؟؟
1 – العرصة= الساحة