ماذا لو أصيب مفاعل ديمونا؟ – الصاروخ السوري رسالة لإسرائيل بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/04/21 | 12:11أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخ أرض-جو قد تم إطلاقه من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وسقط في منطقة النقب ، حيث سمعت صفارات الإنذار في محيط مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب جنوب إسرائيل، وسط أنباء عن سماع صوت انفجار قوي.. الجيش الإسرائيلي أصدر أول أمس الخميس بيانا أوضح فيه روايته لحادث سقوط الصاروخ. وجاء في البيان إنه “في أعقاب الحادث الأمني المتمثل بسقوط صاروخ سوري أرض–جو طائش داخل السيادة الاسرائيلية كثرت الأقاويل والتعقيبات غير الدقيقة”.
في الحقيقة أن رواية الصاروخ السوري تدور حولها ثلاثة أسئلة: الأول وصول الصاروخ لمحيط ديمونا، والثاني الرسالة المستفادة من الحادث، والسؤال الأخير ردود الفعل الإسرائيلية.
الغريب في الأمر، أن إسرائيل تدعي بأن الصاروخ طائش. ما هذه الصدفة الغريبة؟ كيف أن مكان سقوط الصاروخ “الطائش” كان محيط موقع نووي إسرائيلي في صحراء النقب؟ ولم يسقط الصاروخ في البحر أو في أي مكان آخر غير المنطقة النووية الخطيرة جداً. طبعاً هذا الأمر يثير النساؤل والشك في آن واحد. ثم ان إسرائيل تتحدث عن صاروخ “أرض جو من طراز SA 5″. ” صحيح أني لست عسكرياً ولم أتلق في حياتي أي تدريب أو علوم عسكرية، لكن وبحكم ثقافتي العامة أعرف أن صاروخ أرض جو عندما يفشل في الجو يصل الى مداه الأقصى جوا وينفجر ولا يفعل كما فعل الصاروخ السوري على ارض النقب.
تصوروا أن هذا الصاروخ “الطائش” حسب الرواية الإسرائيلية تمكن من اجتياز الحدود ولم يتعرض أبداً لاعتراض من صواريخ ” باتريوت” الإسرائيلية أو من نظام “القبة الحديدية” فكلها كانت نائمة. النظام الذي كان يقظا هو نظام صفارات الإنذار فقط، والتي دوى صوتها في المنطقة معلنة أن المفاعل في خطر. واضح تماماً أن سقوط الصاروخ لم يكن بالخطأ بل كان موجهاً. صحيح أنه لم يصب هدفه لكن “مش كل مرة بتسلم الجرة”.
يقول الجيش الإسرائيلي في بيانه أيضاً أن الصاروخ السوري:” تجاوز هدفه وانزلق داخل السيادة الإسرائيلية في منطقة النقب، ولم يكن موجها أو مستهدفا أي مكان معين”. لكن وكالة “رجا نيوز” ال إيران ية لها موقف آخر من هذا الحدث فقد ذكرت: ” إن جماعات المقاومة نفذت عمليات متزامنة ضد إسرائيل و السعودية ، مشيرة إلى انفجار قرب مفاعل ديمونة وهجوم بالمسيرات ضد قاعدة الملك خالد بالسعودية”.
وأضافت أنه “وفقا للمعلومات التي لديها من منطقة إطلاق الصاروخ في سوريا، فقد أطلق الصاروخ من داخل الأراضي السورية على بعد 200 كم من مفاعل ديمونة الإسرائيلي، وإنه هجوم يعتقد أنه نفذ باستخدام صاروخ “فاتح 110″ دقيق الإصابة، والذي يصل مداه 300 كم”. إذاً الصاروخ لم يكن طائشاً، وعلى الأكثر كان مفاعل ديمونا هو الهدف المرسوم للصاروخ
الرسالة المستفادة من حادثة الصاروخ هي أن نظام القبة الحديدية الذي يتهافت “المطبعون العرب على شرائه” حسب رأي الصديق بسام أبو شريف المستشار السياسي الخاص السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات، لم يثبت فعاليته لردع سقوط مفاجيء لصواريخ كما حصل مع الصاروخ السوري. ولذلك سارع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إلى التصريح لصحيفة “يديعوت احرونوت”، بأن “الأجهزة الأمنية تحقق في عدم اعتراض الصاروخ السوري المضاد للطائرات الذي كان من طراز SA-5 واجتاز المنطقة، وكانت هناك محاولة لاعتراضه لكنها فشلت”.
قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي أراد التقليل من أهمية سقوط الصاروخ، واعتبره غير مقصود. فقد نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، عن الجنرال قوله: ” أن الضربة من سوريا نحو إسرائيل لا تبدو متعمدة وتظهر عدم كفاءة الجانب السوري”. ومن الطبيعي أن يكون موقف الجنرال الأمريكي مطابقا لموقف الجنرال الإسرائيلي غانتس فكلاهما من طينة سياسية واحدة فيما يتعلق بإسرائيل.
ردود الفعل الإسرائيلية كانت كلها تصب في إطار الخوف من القادم.صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، اقالت في تعليق لها أول أمس الخميس إن “سقوط الصاروخ السوري بالقرب من (المفاعل النووي) ديمونا، يوضح مدى خطورة هذه المعركة، ولو سقط (الصاروخ) داخل مجمع المفاعل، لكان الإسرائيليون يستيقظون على حقيقة مختلفة تمامًا وهذه الحادثة تلخص كل المخاوف الإسرائيلية”.
زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” المعارض ووزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان، قال في تعليق له على الحادث “إن نتيجة إطلاق صاروخ، برأس حربي بزنة 200 كيلوغراما على إسرائيل كان يمكن أن تكون مختلفة تماما”.
على كل حال فإن الصاروخ السوري الذي سقط في منطقة النووي الإسرائيلي طائشاً أم متعمداً، حمل معه رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن كافة الأهداف الحساسة في إسرائيل يمكن ان تصلها الصواريخ السورية بكل سهولة. وتصوروا لو أن الصاروخ سقط في المفاغل لحدثت كارثة نووية في المنكقة يصعب السيطر عليها.