نتنياهو والنفس الأخير لتشكيل الحكومة… هل ننتظر الجزء الخامس لمسلسل الانتخابات؟ – أحمد حازم
تاريخ النشر: 25/04/21 | 13:45رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يجد نفسه الآن في موقف صعب جداً لا يدري كيف يخرج منه، خصوصاً وأن مهلة تشكيل الحكومة التي منحه إياها رئيس الكنيست تنتهي بعد أسيوع، ولم يظهر في الأفق أي ضوء أخضر لرؤية حكومة إسرائيلي برئاسة نتنياهو ، الذي يحاول هنا وهناك ويغري هذا وذاك ويستخدم كافة أساليب الاحتيال السياسي “لكن مش زابطه معو”.
نتنياهو الآن أمام ثلاثة مشاهد صعبة لا يحسد عليها إضافة إلى مشهد تشكيل الحكومة العصي على نتنياهو: صواريخ غزة، اشتعال الوضع في القدس، تمرد سموترفيتش زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المؤيد لرئيس الحكومة. في المشهد الأول طالب نتنياهو بتهدئة الخواطر من كافة الأطراف، لكن عن أي تهدئة يتحدث نتنياهو والوضع يزداد تعقيداً في غزة بسبب أعمال القصف التي تقوم بها المقاتلات الإسرائيلية ضد مواقع في غزة.
وفي المشهد الثاني فيما يتعلق بأحداث القدس، عن أي تهدئة يتحدث وثيران المستوطنين هاجت في القدس وعاثت عنفاً في باب العامود. شباب فلسطينيون من كافة الفصائل هبوا للدفاع عن القدس وطرد فلول ثيران المستوطنين منها، لقد قالوا بوضوح للجيش الإسرائيلي وقطعان المستوطنين: ” قدسنا دونها الدماء والأرواح وفي سبيلها نقلب الطاولة على رؤوس الجميع ونبعثر كل الأوراق”. أما الفصائل الفلسطينية فقد أكدت في بيان مشترك “أن العدو باستمراره في انتهاك أقصانا والاعتداء على أهلنا في القدس يفتح على نفسه أبواب الجحيم”. المشهد الثالث الذي يقلق نتنياهو فهو تصريحات زميله اليميني سموترافيتش والتي قال فيها: حان الوقت لاستبدال نتنياهو”
هذه المشاهد الثلاثة تقف الآن في وجه نتنياهو ولا يدري من أين يبدأ. وقد خطر على باله فكرة جديدة في محاولة لإنقاذ نفسه من المأزق الذي يعيش فيه، وحاله الآن كالشخص الذي يغرق ويأمل في أن تنقذه قشة. وحسب المعلومات المتوفرة طلب نتنياهو من لجنة الدستور في حزبه الليكود اليوم الاحد، تعديلاً يسمح للحزب خوض ال انتخابات المقبلة في قائمة واحدة مع أحزاب أخرى. هذه الخطوة يفهم منها ضمناً أن الذهاب لانتخابات خامسة أمر لا بد منه.
ما يقوم به نتنياهو هو مناورة سياسية لخوض الانتخابات المقبلة في قائمة واحدة مع الليكود ما يعني توسيع قائمة الليكود. والسؤال المطروح هل يوافق ساعر وبينيت على ذلك أم لا، خصوصاً أن الإثنين على اطلاع على ألاعيب وخداع نتنياهو وتجربة غانتس معه خير مثال على ذلك.
سموتريتش مزعوج من نتنياهو لأنه لم يستعمل القوة بصورة أكثر ضد غزة وأهل القدس المنتفضين على الظلم والممارسات العدوانية. فقد قال رئيس “تحالف الصهيونية الدينية” عبر حسابه على تويتر: “بعد عمليات إرهابية لا تعد ولا تحصى، وعمليات اعتداء من قبل العدو العربي في الأيام الأخيرة، وبعد إطلاق وابل من القذائف الصاروخية من قطاع غزة على بلدات الجنوب، نتنياهو دعا إلى تهدئة الخواطر من قبل كافة الأطراف؟، ربما فعلا حان الوقت لاستبداله”.
هذا يعني أن اليميني المتطرف سموتريتش أصبح يفكر في تغيير نتنياهو الذي يرى في سموتريتش حليفا له. عضو الكنيست ميكي زوهار، أراد أن يترك التحالف جانبا ويرد الصاع صاعين للمتمرد على رئيسه فقد قال: “لقد تجاوز حزب سموتريتش نسبة الحسم بفضل تبرع الليكود للحزب بثلاثة مقاعد، فالقليل من الخجل والحياء لن يضر”. لكن رئيس تحالف “الصهيونية الدينية” لا يخجل واستمر في نهج المواجهة الكلامية إذ أجابه بالطريقة نفسها: ” نتنياهو لم يقدم لي أي خدمة شخصية، وطوال الوقت أكدت بأنني لست ملتزما له شخصيا، وإنما لقيم اليمين والصهيونية الدينية”.
نتنياهو سبق له وان فكر في اقتراح آخر عسى أن يكون مخرجاً له من العقدة السياسية. فقد اقترح انتخابات مباشرة لرئاسة الوزراء. لكن يائير لابيد رئيس حزب ” يش عاتيد” لم يبد اهتماماً باقتراح نتنياهو ورد عليه قائلاً: “ان دولة اسرائيل في غنى عن جولة انتخابية اخرى وان الانتخابات المباشرة التي يقترحها نتنياهو ما هي الى مماطلة وتسويف لكسب الوقت على حساب الجمهور”. وأفهم لابيد منافسه نتنياهو:” أن الوقت حان لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
والسؤال المطروح الآن: عما إذا كانت تصريحات رئيس حزب “الصهيونية الدينية” سموترفيتش بشأن تغيير نتنياهو جدية بالفعل أم أنها مجرد”هزة رصن” لنتنياهو الذي لم يعلق عليها أبداً واكتفى برد زميله في الليكود زوهر عليه على أساس أن “الكلب ما بعض أخو”؟ وسؤال آخر مطروح أيضاً:” إذا أعلن نتنياهو بالفعل عن عجزه في تشكيل حكومة، فهل يمتلك لابيد القدرة على تشكيلها أم أن ” الجزء الخامس” من “مسلسل الانتخابات” أصبح وشيكاً؟