حول قصة “أرنوبي” للكاتبة براءة غسان
تاريخ النشر: 27/04/21 | 15:26بقلم: شاكر فريد حسن
كانت الصديقة الكاتبة براءة غسان من بلدة زلفة، أهدتني مشكورة قصتها “أرنوبي” للأطفال، الصادرة عن دار الهدى للطباعة والنشر كريم في كفر قرع.
جاءت القصة في 24 صفحة، وغلاف مقوى، وصممت رسوماتها منار الهرم، ودققتها لغويًا لينا عثامنة.
تطرح القصة ظاهرة التنمر، وتدور أحداثها في احدى المزارع الجميلة، وتتحدث عن أرنب صغير لونه أزرق، أذناه قصيرتان، وعيناه صغيرتان، نحيل الجسم اسمه “أرنوبي”، وكانت الأرانب التي تعيش معه تسخر منه وتضايقه وتستهزئ بلونه وتسخر من عينيه الصغيرتين كحبتي قمح. وعلى الدوام كان حزينًا، لا أحد يحبه، ولا يقترب منه أي أرنب من الأرانب الأخرى، وكان يأكل وحده.
وفي الليل عندما تنام الأرانب فإن صوته يملأ المزرعة وهمساته تعلو في الظلمة، ودموعه تبلل التراب.
ويقرر أرنوبي أن يدافع عن نفسه ورد الأذية عنه، ونجح في بعض محاولاته، لكنه بقي كئيبًا ومتعبًا لأن باقي الارانب أقوى منه.
وفي أحد الأيام يحضر صاحب المزرعة أرنبًا هولنديًا جديدًا كبيرًا، ناصع البياض، فتقفز الأرانب للتقرب منه والسلام عليه سوى أرنوبي الذي أختبأ في ركن من أركان المزرعة، مرتعدًا من الخوف، لكن الأرنب الهولندي أخذ يقترب منه وسلم عليه، وسأله عن اسمه وعن سبب خوفه، فبكى أرنوبي وطلب منه ان لا يؤذيه كما تفعل الأرانب ألأخرى. فضحك وقال له بأنه لا يفكر أبدًا بمضايقته وإيذائه، وإنه أرنب فريد من نوعه، ولونه نادر وجميل، وقدم له هدية.
ويفرح أرنوبي ويغدو الأرنب الجديد صديقًا له يشكو له همومه ويحكي له عما تفعل به الأرانب الكبيرة، ووعده بأنه سيدافع عنه ويحميه من المضايقات، وفعلًا لم تعد تجرؤ الارانب على الاقتراب من أرنوبي والاستهزاء منه.
ولكن هذه السعادة لم تدم طويلًا، فقد أخرج الارنب الهولندي من المزرعة، وتمر أيام أرنوبي ثقيلة، وراح يفكر عما يمكنه أن يفعله، وكيف له أن يهرب من المزرعة. فأخذ يحفر في التراب، وتستيقظ الارانب على صوت لهاثه، وتتجمع حول حفرته، ولا تصدق ما قام به، ودهشت من سرعة الحفر، إذ أنها لا تستطيع القيام بذلك. ولم يصدق أرنوبي ما يسمعه من الأرانب وأخذ يستعرض مهاراته، وصارت هذه الارانب تقترب منه وتطلب صداقته وتعتذر عما بدر منها تجاهه، حينها شعر أرنوبي براحة وطمأنينة، وتعززت ثقته بنفسه وزاد حبه للمكان، وأصبح الارنب الأزرق المميز، وواصل الحياة دون تعب أو أحزان.
“أرنوبي” قصة علاجية هادفة كتبت بلغة جذابة تناسب ذوق الطفل وقريبة من وجدانه، وتشد القارئ لمتابعة أحداثها، وحبكت بأسلوب مشوق، ولكن تفاصيل أحداثها طويلة بعض الشيء، وكان باستطاعة براءة اختزالها وتكثيفها، خاصة أنها تمتلك القدرات التعبيرية والأسلوبية.
ويمكننا القول أننا أمام قصة علاجية ممتعة تناولت موضوعًا مهمًا جدًا، وهو ظاهرة التنمر، ومن الضروري التنبيه إليه والتأكيد عليه في ظل المتغيرات والتحولات الجديدة في المجتمع والحياة. وقد نجحت الكاتبة في ايصال الفكرة والرسالة التي كتبت من أجلها قصتها.
أحيي الصديقة الكاتبة براءة غسان، وأرجو لها مزيدًا من النجاح والعطاء والإبداع والتألق في مجال الكتابة الإبداعية للطفل.