باب العامود في القدس رمز للصمود والتحدي
تاريخ النشر: 28/04/21 | 3:06بقلم : سري القدوة
لم تكن معركة باب العمود ولا ادراجها بالمعركة العادية مع الاحتلال فهي تندرج ضمن مخطط تهويد القدس والتي يسعى الاحتلال الى انهاء اى من المعالم الفلسطينية في المنطقة حيث يشكل باب العمود معنى للصمود والإصرار والتحدي بشكله الفلسطيني القائم وتلك العادات الرمضانية التي اعتاد الشبان والشابات ممارستها في بيت المقدس وبالتحديد خلال شهر المبارك بعد اداء صلاة الترويح في المسجد الاقصى ليتم التجمع والتسامر في جو من المحبة والإخاء والألفة بين ابناء المدينة، وقد اقدمت سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي هذا العام على وضع حواجز حديدية لتمنع الشبان من التواجد على المدرج وفي منطقة باب العمود ولكن كان التحدي والإصرار على ممارسة الطقوس الفلسطينية بالطريقة المقدسية وتمكن المقدسيين من اعادة رمزية باب العامود في المكان والتاريخ والجغرافيا والسياسة وحققوا انتصارا آخر من أجل القدس في معركة المواجهة المستمرة مع سلطات الاحتلال .
لقد جاء هذا الحراك الشعبي السلمي في القدس منسجما مع الموقف الفلسطيني وتطلعات جماهير الشعب الفلسطيني في ربوع الوطن وأماكن الشتات وكان اصرار المقدسيين وما حملته رسالتهم الفلسطينية القوية للمحتل الغاصب والتي تعبر عن وحدة الموقف الفلسطيني وأساليب المقاومة المتنوعة والمبدعة من اجل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية التي لا يمكن ان يتنازل عنها هذا الجيل المتثبت في هوية النضالية المكافح من اجل دولته المستقلة، وتشكل معركة القدس نموذجا للمقاومة الشعبية وهي جزء لا يتجزأ من المعركة الوطنية الشمولية لتثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية العربية للمدينة المقدسة وتمسكها بضرورة اجراء الانتخابات في القدس أسوة بالمناطق الفلسطينية الأخرى كمعركة مفتوحة تقودها القيادة الفلسطينية في المحافل كافة بما يعنيه ذلك من تلاحم بين القيادة والمرابطين في الأقصى والقيامة وباب العامود .
شباب القدس تحدوا الاحتلال على طريقتهم المقدسية وكان لهم اسلوبهم المبدع في التصدي للاحتلال ومقاومته، لم تخفهم الاعتقالات ولا الضرب ولا التهديدات بالموت بقدر ما شعروا بنشوة انتصاراتهم ووطنيتهم وفلسطينيتهم كقوة دفع ومقاومة لا تنتهي، مارسوها هذه المرة وحققوا نفس النجاحات وانتصروا بإرادتهم ووعيهم على عنف المحتل وقواته وشرطته العسكرية التي تنتشر في ربوع القدس والذي شاهده العالم أجمع عنف احتلالي غير مسبوق، وملاحقة للشبان بين ازقة وشوارع القدس القديمة حيث يعكس حجم تفشي الحقد والكراهية والنازية التي تتجلى في سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومرتكزاتها الحزبية والعنصرية المختلفة .
قوات الاحتلال والمستوطنين صعدوا من عدوانهم على المصلين ومقدساتهم وعلى المدنيين الفلسطينيين منذ بداية شهر رمضان المبارك، ونكلوا بهم وهاجموا منازلهم وممتلكاتهم الأخرى، مما أدى لإصابة نحو 140 مواطنا واعتقال 100 آخرين، وأن الانتهاكات والقمع الوحشي جاء بعد حملات تحريض عنصرية وفي ظل مواصلة هذا العدوان لا بد من المجتمع الدولي والمؤسسات القانونية والإنسانية إعلان واتخاذ مواقف صريحة إزاء الجرائم المتكررة واستهداف المدنيين في مدينة القدس والسعى لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وضرورة القيام بواجباتهم تجاه هذه الجرائم والتي ستجر المنطقة الى حرب دينية في ظل الاستهداف المباشر والمساس الصارخ بالأماكن والمعتقدات الدينية ولا بد من ان يدرك المجتمع الدولي أن تفعيل مبدأ المساءلة وإنزال العقوبات وعدم الإفلات منها كفيل بردع الاحتلال وأن الحل الجذري لوقف الجرائم يكون بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي عن أراضي دولة فلسطين وعاصمتها مدينة القدس .