امرأتان تنافسن الأسد على الرئاسة بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 28/04/21 | 17:01السلطات السورية تعلن عن انتخابات جديدة في سوريا في السادس والعشرين من الشهر المقبل وكأن الوضع في حالة طبيعية. سوريا التي دمرها النظام الأسدي العلوي، يعلن فيها خدمة بشار الحاكم، عن انتخابات يشارك فيها وكالعادة (عنوة) ما تبقى من سوريين على الأرض السورية، ومن أصبحوا سوريين من أصول إيران ية جاؤوا من بلاد فارس ليعيثوا في بلاد الشام فساداً بأمر من قيادة شيعية في طهران وتنفيذاً من قيادة علوية في دمشق الفيحاء.
هذه الانتخابات (الهزلية) في مضمونها لأن الحاكم بأمره بشار الأسد، الذي ورث الرئاسة عن أبيه رغم أنف الشعب وكأن سوريا هي ملك خاص لعائلة الأسد، هذه الانتخابات هي الرابعة التي تجري منذ اندلاع الثورة في هذا البلد. فالانتخابات الأولى حملت شعار”الأسد إلى الأبد” والانتخابات الحالية تحمل شعار “الأسد أو نحرق البلد”. يعني بالقوة سيبقى الأسد. وبالفعل تم تحقيق الشعارين مسبفاً لأن البلد قد احترق وبقي الأسد في عرينه. والشيء المضحك والمقرف في نفس الوقت أن النظام يدعي انها انتخابات ديمقراطية.
ولأجل إعطاء صورة للمجتمع الدولي بأن الانتخابات في سوريا تجري بصورة “ديمقراطية وحضارية؟!” أي هناك مرشحون سيخوضون الانتخابات منافسين للحاكم بشار، تم وضع سيناريو معين لهذا الغرض.فقد تم الاعلان عن إمرأتين ستنافسن أيضا بشار في انتخابات الرئاسة المفبلة. حالة مأساوية تعيشها سوريا منذ الانقلاب الذي قاده حافظ الأسد في العام 1970 وسرق الحكم من رفاقه في حزب البعث، وأمر بقتل مؤسس الحزب ميشيل عفلق، وقام (زعرانه) باغتيال المفكر صلاح البيطار في العاصمة الفرنسية وهو أحد القادة الكبار في حزب البعث. وقد رفض حافظ الأسد دفن جثمانهما في سورية.
الثورة الشعبية السورية التي اندلعت في ألعام 2011 من أجل توفير مناخ حرية وكرامة يليق بالمواطن السوري، رد عليها الأسد بالحديد والنار والمزيد من القمع والإضطهاد ما أدى إلى إغراق الوطن السوري بمآسي لا تزال أثارها منتشرة في سوريا وفي العالم من خلال تهجير وتشريد ملايين المواطنين داخل وخارج سوريا ومن خلال ملايين القتلى والجرحى.
شر البلية ما يضحك بالفعل. تصوروا أن بشار الأسد ذهب شخصياً ليتقدم بطلب ترشيح لانتخابات الرئاسة. قمة التواضع. يعني منتهى الوقاحة والاستهزاء بشعور المواطن الذي يعرف مسبقاً أن يشار سبفوز في الانتخابات بنسبة أكثر من تسعين بالمائة من الأصوات.
منذ استقلال سوريا عام 1946 وحتى شهر فبراير/شباط 1971 تولى عشرون رئيساً الحكم في سوريا، ومنذ الثاني والعشرين من شهر فبراير/شباط 1971 لغاية الآن فإن “الأسدية” هي التي تحكم البلد، باستثناء فترة 37 يوما أي من العاشر من شهر حزيران/يونيو عام 2000 ( وفاة حافظ الأسد) وحتى السابع عشر من تموز/يوليو العام نفسه، حيت تولى عبد الحليم خدام الرئاسة السورية حتى تم ترتيب الأمور لبشار الأسد. تصوروا أن الأسدية تحكم سوريا منذ خمسين عاما وكأن سوريا لا يوجد فيها من يستحقون الرئاسة السورية باستثناء عائلة الأسد. مهزلة ما بعدها مهزلة. طبعا كانت الانتخابات تجري وكان الأسد الأب والإبن يفوزان بنسبة تفوق في كثير من الأحيان ألـ 95 بالمائة.
مسرحية انتخابات الرئاسة السورية عدد أبطالها واحد وعشرون مرشحاً ومرشحة من مختلف الأحزاب، نالوا رضى المخابرات السورية التي أرادت لهم دخول التاريخ السوري المزيف علوياً، ليتنافسوا مع المرشح (؟!) بشار على الرئاسة؟ أليس هذا مضحكاً؟ أليس هذا استهتاراً بعقل المواطن؟ الكل يعرف أن لا أحداً يجرؤ على منافسة بشار كونه منذ البداية “أسد إلى الأبد” فما دام القرار ساري المفعول إلى الأبد فلماذا الانتخابات والضحك على الناس والعالم؟ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أعلنا أنهما لا يعترفان بهذه الانتخابات.
ولكن من هن النساء المرشحات لمنافسة بشار؟ ولأي وسط اجتماعي ومهني ينتمين؟ فتاة اسمها فاتن نهار لا علاقة لها بالسياسة مطلقاً، تدخل التاريخ كأول مرشحة في تاريخ سورية لرئاسة الجمهورية فاتن ابنة اللواء علي نهار رئيس جهاز الاستطلاع في سوريا وهي مسؤولة في فرع فلسطين الاستنخباراتي سيء السمعة الذي سجن وعذب وقتل سوريين وفلسطينيين ولبنانيين على مدى نصف قرن. أما المرشحة الثانية فاسمها ناهد الدباغ وقد رشحها جهاز امن الدولة لمنافسة مرشحة فرع فلسطين.
إذاً، جهازان أمنيان رتبا الأمور للمرشحتين فاتن نهار وناديا الدباغ لمواجهة(؟!) بشار في انتخابات الرئاسة فهل من يقول بعد أن النظام السوري غير ديمقراطي وحضاري؟ حاشا وكلا. انتخابات هي بالفعل استهتار بالمواطن السوري بكل معنى الكلمة.