“الإبداع كالثورة يخلق من رحم الأحزان “- الدراما المفضية الى التطبيع والتمييع معا !
تاريخ النشر: 29/04/21 | 11:51..في رمضان لا اشاهد ” الافلام ولا المسلسلات ولا التلفاز ، بل يمكن أن تقول ان ذلك حتى في غير رمضان !” . لكن احد السوريين عرض مقطع من مسلسل فيه ” مشاهد للتعذيب النفسي والجسدي للسوري قبل أثناء نية الهجرة ” كان إبداع الممثلين كأنهم ” عاشوا فعلا تلك الوقائع “. وكان المخرج أكثر ابداعا !
يبدأ المقطع باعتقال الابن ” في الصورة ” ووالده فتظن ان ذلك قمة الاذلال والتحطيم النفسي ( وان الثوري بل المواطن ! يجلب قبل نفسه لأعز الناس السوء والضرر ، لذلك أثر في نفس العبد كبير ) لكنك تتفاجأ بموقعة اخرى امرأة زوج قعيد يكتشف ان المرأة كانت تخفي المال « مصاري تحويشة للخروج من الوطن !» دون اخباره ! فتهان وتنتهك كرامتها. وتتهم في عرضها !…..ثم تتعدد المشاهد ..لكن تختم بتماهي الممثل مع الشخصية فتجزم انه اصيب فعلا بكل الامراض النفسية ( الصدمة ) وهو يسمع الى زوجه آخر الحصون ! وهي تتخلى عنه لكن قبل ذلك تخبره أنه جلب العار وان العيش معك ( وهنا رمزية للسوري وللعربي ولكل مقهور ! عموما ومناضل ومقاوم ) ……. كان حلولا وتماهي وتطابق
#المنفي #الدراما
( لماذا نحن هنا ؟)
كل ما سبق شيء لكن مقطع مواجهة الزوج شيء آخر تماما ( لم تكن كذلك !) حيث تخلت عليه ” حبه” آخر الحصون ( وهنا دخول في العدمية وتشعر بما شعر به كل محب من جهة واحدة ! انت كنت محبوب ليس لذاتك! انما كنت توفر مرافق حياة وانت الآن لا شيء بل انت اذى وكل الناس تكرهك ! انت عار على المجتمع ؟ لا تغتر بشهادة او سبق فضل حدثني عن الساعة ! انت لا شيء موتك افضل من حياتك ” طلقني” ! تولي يوم الزحف …)
التماهي والتقمص .
( الثوري والمنفي مريض مريض ياولدي !).
بعد ان يعذبك وانت حي قد يأتي لتشييع جنازتك ؟ وينتظر من محبيك الاستقبال بصدر رحب !؟ ، او قد يسجنك 12 سنة كاملة وتمنع حتى من الصلاة ويتعلمون ما بفرقون بين المرء وزوجه ( وتصبح الزوج امام جثة هامدة ولا فائدة منه وقد تحتقره او تنتحر فليس فقط لم يعد ذا فائدة …عذاب عذاب عذاب يا وليدي ” تتعذب بمجرد التفكير في ذلك ؟ ” قبل حتى ان تشاهد المقطع فما بالك بان تكرره عدة مرات !!!)
( آخر القلاع ليست الزوج فقط بل حتى البنت !!! لم يعد له شيء وقد احسن اذ قضى عليه ! فلم يعد يحس حتى بالألم !)
انت صعب كل شيء له علاقة بك صعب !!! وضعك صعب ! العيش معك صعب وجودك صعب ” عذاب عذاب عذاب ” . الممثل أكيد أكيد ( حدث له ذلك !) .
أما بعد :
هل يمكن أن تخلص الى نتيجة :” لا تقاوم ” فيحدث لك ما حدث لكل مناضل او مقاوم اومجاهد يصبح منبوذا بل قد يصل ان يتعلم في عرضه ويحارب في دينه وينسب اليه كل شر ويصبح الجميع يكرهونه ويتحاشون الحديث معه ! والآلة الجهنمية للخصم يتعلمون ما يفرقون بين المرء وزوجه ! وكذلك يفعلون ! سيعجز فريد عن تفسير ذلك الهلاك الذي اصيب به المناضل لقد تحطم كليا ولو ان لمرض التوحد عود لكان ما حدث للمثل ودون شعور منه توحد متجدد فهل ما يدور حوله حقيقة ام أنه يحلم تائه في غيه ، لعله انفصام تام للشخصية لا أنه مقدمات إنتحار !
ليس عندي ادنى شك ان المسلسلات والافلام التي تعرض منذ مدة تساهم في التطبيع بطريقة مباشرة او غير مباشرة بالتميع ! ولم يكن لا النقاد ولا حتى المشاهدين راضين على المستوى المتدني للعروض !
مؤمن انا بان المسرح والفيلم كالكتابة والكلمة ” رسالة ” هادفة وليس الضحك من اجل الضحك ! حتى ما كان يسمى ” السكاتش” كان في زمننا هادفا ويعالج الكثير ، وكم يشتاق الطفل الى ” حديدوان ” وهو مهرج ” بهلوان” لكنه مدرسة مكتملة الاركان .
عزوڨ موسى