” قلبٌ تعمَّد باللّظى ” كتاب في السيرة الذاتية للمناضل توفيق حسين حصري
تاريخ النشر: 30/04/21 | 14:06بقلم : شاكر فريد حسن
صدر قبل فترة، كتاب ” قلبٌ تعمَّد باللّظى ” للمناضل الشيوعي الفحماوي العريق توفيق حسين حصري (أبو الهمّام)، ويتناول تفاصيلسيرته الذاتية.
يقع الكتاب في 190 صفحة من الحجم الكبير والورق الصقيل، وجاء بطباعة أنيقة فاخرة، وحرف كبير. وكتب في الاهداء : ” اهدي هذهالسردية وهذه الصفحات لجيل الأبناء، الذين حملوا الراية من جيل الاباء لينقلوها للأحفاد فالأسباط، ليبقى الوطن فينا وليبقى هم شعبنا هوهمنا. لزوجتي فاطمة ورفيقة دربي (ام همام ) التي خاضت معي غمار التجربة ووعراك الحياة جنبا لجنب دون ملل او كلل او وهن، برقة الأمومحبة الزوجة وصلابة الثوار.
لأمي وأبي ولأخوتي وأخواتي، الذين ذاقوا الظلم فصدوه، وقسوة الحياة فذللوها، وغدر الزمن فتحدوه، ليبقى ارثهم منارة وبوصلة تهتدي بهااجيالنا القادمة.
لرفاق دربي الذين عملت معهم اشعلنا ساحات النضال ووطيس المعارك في غمار حربنا ضد المحتل وضد الظلم، بنسق الثوار وشجاعةالمتحدي ويقين العارف. للذين غادرونا منهم، ولمن ما يزال بيننا. لكل رفيق وكل صديق وكل محب “.
وقد شرفني الصديق والرفيق توفيق حصري بكتابة مقدمة الكتاب، ونوّهت إلى ” أنه ليس كتابًا في التاريخ، بل هو صفحات توثيقية وتسجيليةلذكريات وأحداث ووقائع عاشها وعايشها وكان شاهدًا عليها، وكجزء من سيرته الذاتية الحياتية الثرية والمكتنزة بالعطاءات والنضالاتوالتضحيات الجسام. وهي صفحات جاءت بأسلوب سردي مشوق، ولغة بسيطة وشفافة رشيقة قريبة من الذائقة الشعبية “.
في حين يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد اللطيف حصري في تمهيده للكتاب : ” لم يتتلمذ أبو همام على طرائق المشايخ والكتّاب أوالثانويات والجامعات، إنما تتلمذ معتمدا على نفسه، فأثرى معارفه بأمهات الكتب، واكمل حسه الطبقي الوطني بالمعرفة الدينية الفقهية كمابالمعرفة النظرية والأدبية. فلا غرابة أن ترتقي نصوصه إلى مصاف العمل الأدبي، وهو الشغوف بالأدب العربي والكتاب. وإذ يضع بين أيديناتجربته بنص أدبي سلس، فإنه يضعنا كذلك أمام استحقاقات جسام، واعني استحقاق إكمال المسيرة وحفظ الذاكرة والتاريخ، واستحقاقصون الدرب والموقف الوطني الأصيل “.
وعلى الغلاف الأخير للكتاب يقتطف بعض الأبيات الشعرية من قصيدة للشاعر الراحل توفيق زياد ” قالوا شيوعيون قلت أجُلَّهم ” كعربونمحبة وصداقة ورفاق درب، وسجناء ضمير سياسيين عرفوا معًا عذاب وقهر الزنزانة.
ويحتوي الكتاب على فصلين، الأول تحت عنوان ” زرعوا فأكلنا “، والثاني ” قلبٌ تعمّد باللّظى “. وفيهما يسرد سيرته الشخصية والذاتية،ويستعيد ذكريات وتجارب تاريخية ارتبط بها ارتباطًا مباشرًا، ويتطرق لجذور شجرة العائلة ، ويكرس حصة الأسد لرفيقة دربه الراحلة أمالهمّام ولأفراد أسرته، ويستحضر محطات مهمة ومواقف نضالية وكفاحية واحداثًا سياسية، كمظاهرة أول أيار في العام 1958، والاعتقالاتالتي طالت عددًا واسعًا من رفاق الحزب، ويحدثنا عن تجربة الحزب الشيوعي المحلية والقطرية وعلاقاته وصداقاته الرفاقية ورحلاته لموسكووالقاهرة، وإدارته لمكتب صحيفة ” الاتحاد ” العريقة بأم الفحم، ويتوقف بالشرح والسرد عند المحاولات الانشقاقية لفرع الحزب بأم الفحم،وينقل تفاصيل الرواية التاريخية الفلسطينية والتجربة الشيوعية في البلاد بكل أمانة وإخلاص.
وفي الكتاب الكثير من الصور الحية والوثائق التاريخية والصحفية التي تدعم وتعزز أقواله وأحاديثه.
أنها سيرة حافلة بالعطاء والتضحية لمناضل عريق نما على دروب الكفاح وتجرع القيم الثورية والاخلاقية والشيوعية الجمالية الإنسانية، فلميتراجع ولم يسقط كما سقط البعض، بل حافظ وتمسك بالفكر والرؤيا والرؤية، وظل منتصب القامة، مرفوع الهامة، مدافعًا عن الحق، مناصرًالقضايا شعبه، ومنتصرًا للعمال والمسحوقين والكادحين، رافعًا رايات أول أيار.
إننا إذ نهنئ الصديق الرفيق توفيق حسين حصري بصدور كتابه ” قلبٌ تعمَّد باللّظى “، نتمنى له مديد العمر والحياة العريضة المكللةبالصحة والعافية، وبانتظار إصدارات أخرى له، مع خالص تحيات الود والتقدير.