زكي إغبارية بمؤتمر فلسطين في بيروت
تاريخ النشر: 18/10/11 | 1:22شارك المهندس زكي محمد توفيق اغبارية – رئيس “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” – مساء أمس الاحد ، وعبر كلمة مسجلة بثت أمام الجمهور ، في مؤتمر فلسطين الدولي للأوقاف الاسلامية المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت ، الذي تعقده “هيئة علماء فلسطين في الخارج ” على مدار يومين اليوم الاثنين وأمس الاحد ، وكانت الكلمة التي ألقاها المهندس زكي اغبارية بعنوان ” الأوقاف في الداخل الفلسطيني والقدس وطرق المحافظة عليها ” ، والكلمة عبارة عن اختصار للدراسة البحثية التي قدمت للمؤتمر من تأليف المهندس اغبارية والاعلامي محمود ابو عطا – صحفي في صوت الحق والحرية وموقع فلسطيينو 48 والمركّز الاعلامي في “مؤسسة الأقصى” ، وتركزت كلمة المهندس اغبارية حول واقع الأوقاف في الداخل الفلسطيني والقدس ودور “مؤسسة الأقصى ” في الحفاظ عليها عبر المشاريع التي تنفذها في القدس والداخل ، خاصة في المسجد الأقصى المبارك – وهي الاعمال التي تمت وتتم بإدارة واشراف كامل من دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس- .
وذكر المهندس زكي اغبارية في كلمته أن مساحة الوقف الإسلامي في فلسطين نحو 1/16 من مجمل مساحة فلسطين التاريخية ، هذا بالإضافة الى الوقف المسيحي ، واشار اغبارية انه مع بداية النكبة الفلسطينية عام 1948م سيطرت المؤسسة الإسرائيلية على الأغلبية الساحقة من الوقف الإسلامي في الداخل الفلسطيني ، وحسب التقدير فقد هدمت مئات المساجد ، وجرفت مئات المقابر الإسلامية ، فيما صادرت أغلب ما تبقى من أراضٍ وعقارات وقفية عن طريق ” قانون أملاك الغائبين ” وغيره من القوانين الإسرائيلية التي سنّت في هذا الخصوص، فيما حوّلت عدداً من المساجد المتبقية الى كنس يهودية أو الى مطاعم أو خمارات أو متاحف ، ومنعت أي أعمال ترميم لهذه المساجد ، كما واستمرت في عمليات انتهاك حرمة المقابر ، بالنبش والحفر ، وإقامة المباني العامة والشقق السكنية على قسم مما بقي من المقابر .
وحول واقع المقدسات والتواصل معها بعد نكبة عام 1948 قال اغبارية :” كان من الصعب التواصل مع ما تبقى من أراضٍ وقفية ، ومساجد ومقابر وكنائس ، بهدف صيانتها ، بعد بداية النكبة في ظل فرض الحكم العسكري في الداخل الفلسطيني ، واستمر ذلك الى ما بعد وقوع أحداث عام 1967م ، وإحتلال باقي فلسطين ووقوع شرقي القدس والمسجد الأقصى تحت الإحتلال الإسرائيلي ” .
وعن الخطوات العملية وتطور مراحل الاهتمام بالاوقاف قال :” في نهاية أعوام السبعينات من القرن الماضي وبداية الثمانينات ، ومع ظهور الصحوة الإسلامية في ربوع الداخل الفلسطيني ، بدأت الخطوات الأولى للتواصل مع الأوقاف والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، من أجل صيانتها ، وأُنشأت اللجان والجمعيات التي بدأت تعنى بهذا الشأن ، ومع مرور السنين تطور الإهتمام والرعاية لهذه الأوقاف والمقدسات ، وأُنشأت المؤسسات المتخصصة ، وعلى رأسها ” مؤسسة الأقصى ” ، واعتمدت هذه المؤسسات عدة أساليب ، ونفذت عدة مشاريع لحفظ ومتابعة صيانة هذه المقدسات والأوقاف ” .
وعن أهم الوسائل والطرق والمشاريع التي تعتمدها وتنفذها “مؤسسة الأقصى” لحفظ المقدسات والأوقاف قال المهندس زكي أغبارية : ” من أهم هذه الأساليب والمشاريع :
– المتابعة العينية والميدانية والتوثيقية والهندسية والقضائية والإعلامية لكل معلم ينتهك من قبل المؤسسة الإسرائيلية أو أحد أذرعها .
– مشروع المسح الشامل (الخارطة المفصلة للمقدسات الإسلامية والمسيحية ):العمل على مسح هندسي ، وتوثيقي شامل لكل المقدسات والأوقاف في القرى المهجرة المنكوبة منذ عام 1948م ،والعمل على إعداد خارطة مفصلة لهذه المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية ، مع نبذة تاريخية ،وتصوير توثيقي لهذه المقدسات ، وإعداد موسوعة شاملة عن هذه المقدسات والأوقاف من مقابر ومساجد ومقدسات وكنائس .
– مشروع الصيانة الدائمة للمقدسات ( مقابر ومساجد ) : تنظيف المقابر وصيانتها على مدار السنة ، وهي تلك المقابر الموجودة في القرى المهجرة 1948م والمدن الساحلية ، وهي بالمئات وتتجاوز مساحتها آلاف الدونمات ، وهي المواقع التي يمكن لـ “مؤسسة الأقصى” صيانتها .
– التواصل الدائم مع هذه المقدسات ، خاصة المساجد من خلال إقامة صلوات الجمعة فيها .
– تنفيذ مشاريع وأعمال ترميم في المساجد والمقابر .
– اعتماد ايام العمل التطوعية الجماعية والاهلية لصيانة المقدسات .
– معسكرات العمل الوقفية القطرية للتواصل مع مقدسات مدن الساحل الفلسطيني .
– التواصل الثقافي والمعرفي / النظري والميداني : تنظيم الدورات والرحلات الارشادية لمختلف الأجيال للتعرف على المساجد والمقابر والكنائس في القرى والمهجرة ، والتعرف على معالم القدس والمسجد الاقصى .
– مشروعات إعمار واحياء المسجد الأقصى المبارك : الى جانب ذلك فإنّ “مؤسسة الأقصى” لا تزال تتبنى مشروع إعمار وإحياء المسجد الأقصى المبارك منذ بداية التسعينات حتى الآن ، وهو مشروع يطول الحديث عنه ، ولذلك فإن “مؤسسة الأقصى ” تحرص كل عام على إصدار تقرير سنوي تفصيلي يتحدث بالكلمة والصورة والفلم الوثائقي عن إنجازها كل عام في المسجد الأقصى برعاية هيئة الأوقاف الإسلامية.
– النشاط الإعلامي المكثّف 🙁 إصدار الكتب/ النشرات / الأدلة السياحية /الأفلام الوثائقية / الأخبار والتقارير الصحفية )عن هذه المقدسات على إختلافها .
هذا وكان الدكتور محمد شبير قال في كلمة اللجنة التنظيمية العليا للمؤتمر ، إن عقد هذا المؤتمر، هو للتعريف بواقع الأوقاف الإسلامية في فلسطين، وفضح ممارسات إسرائيل وتعدياتها عليها، وتسليط الضوء على دور الأوقاف في حفظ الهوية الفلسطينية، سائلا الله أن يفك أسر المسجد المبارك وان ينعم على بقية الأسرى بالحرية والكرامة، وأضاف، إن عقد هذا المؤتمر يشكل الصرخة المدوية في أنحاء المعمورة، ولتكون نذير مسؤولية تجاه المقدسات والأوقاف الإسلامية.
وفي كلمته اشار رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج الشيخ الدكتور عبد الغني التميمي إلى أن هدف المؤتمر، ‘تسليط الضوء ولفت نظر العالم أجمع إلى وقفية وقداسة أرض فلسطين، فلا يجوز التفريط فيها أو التخلي عنها أو تبديل وتغيير أي شيء فيها
هذا وسيناقش خلال المؤتمر ثلاثون بحثاً قدمها وأعدها واحد وثلاثون باحثاً جلهم من مشاهير المختصين والمهتمين بالوقف والاوقاف ، من خلال ستة محاور تتعلق بالأوقاف الاسلامية بفلسطين.
تقرير :محمود ابو عطا/ “مؤسسة الأقصى”