هل من جدوى لوجود لجنة القدس… مشلولة لا تسمع ولا ترى ولا تفعل- أحمد حازم
تاريخ النشر: 03/05/21 | 13:45يوجد في العالمين العربي والإسلامي لجنة أطلقوا عليها “لجنة القدس” تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في جدة عام 1975. وكان الهدف من تأسيس اللجنة تسليط الضوء على الوضع القانوني للقدس والحفاظ على تراثها الديني والثقافي والاهتمام بالتطورات التي تجري فيها.
وهذه اللجنة هي إحدى اللجان أو المؤسسات الموجودة بالاسم فقط. فلجنة القدس منذ تأسيسها وتوكيل رئاستها للعاهل المغربي الحسن الثاني وبعده ورث ابنه محمد السادس الرئاسة بعد توليه العرش عقب وفاة أبيه، لم تفعل اللجنة أي شيء سياسي للمدينة المقدسة، بل بقيت اسماً وجد “للواجهة” فقط من ناحية سياسية.
لجنة القدس عقدت عشرين دورة جرت جميعها في المغرب باستثناء دورة واحدة في نيويورك الأميركية على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. في الدورة العشرين لاجتماعات لجنة القدس والتي جرت في مراكش عام 2014 قال العاهل المغربي محمد السادس وحسب الموقع الإخباري المغربي (Le Desk) إن رئاسته للجنة القدس ” ليست حظوة أو جاهاً، وإنما هي أمانة عظمى، ومسؤولية كبرى، أمام الله والتاريخ”. وبعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل سارع العاهل المغربي للدعوة لاجتماع جديد للجنة القدس.
العاهل المغربي محمد السادس، أعلن في رسالة وجهها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، في شهر ديسمبر/ كانون أول العام الماضي أنه سيدعو قريبا “لجنة القدس” للاجتماع في دورتها الحادية والعشرين، بالمملكة المغربية، وذلك بعد مرور سبع سنوات على انعقاد آخر اجتماع لها. لكن اللجنة لم تجتمع بل كانت رسالة العاهل المغربي تستهدف تخفيف غضب الشارع من عملية التطبيع مع إسرائيل.
ولكن ماذا حملت رسالة محمد السادس للرئيس الفلسطيني؟ العاهل المغربي وحسب موقع “لو ديسك” المغربي الإخباري وعد عباس بأنه “لن يدخر جهداً لصيانة الهوية التاريخية العريقة لهذه المدينة، ومواصلة الدفاع عن الوضع الخاص بها، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية وحماية الطابع الإسلامي للمدينة” كل هذا مجرد حبر على ورق لأن العاهل المغربي لو كان صادقا لأرسل رسالة احتجاج شديدة اللهجة باسمه كرئيس لجنة القدس. حتى أنه لم يتحرك كملك عربي. المواجهات الأخيرة في القدس مع الجيش الإسرائيلي و”زعران” المستوطنين سمع بها العالم وتحدث عنها إلاّ “لجنة القدس” لأن رئيسها محمد السادس مشغول بأمور أخرى أكثر أولوية من القدس ولجنتها، مثل تطوير التطبيع مع إسرائيل.
قرار التطبيع بين المغرب وإسرائيل فتح النقاش مجدداً حول «لجنة القدس» وحول ما إذا كان العاهل المغربي يحق له ترؤس هذه اللجنة بعد أن حسم موقفه إلى جانب إسرائيل. فأي مسؤولية بعد يتحملها أمام الله ما دام أعلن اعترافه بإسرائيل التي تعتبر القدس كاملة عاصمة لها. إذاً هناك تناقض في الموقف. الملك المغربي ومقابل إعلان ترامب عن اعترافه بمغربية الصحراء الغربية رضي بالتطبيع مع إسرائيل. فمن ناحية منطقية لا يجوز لمحمد السادس أبداً الاستمرار في رئاسته للجنة القدس، لأن اعترافه بإسرائيل يعني اعترافه بالقدس عاصمة لها.
من جهة أخرى لم نسمع من رئيس “لجنة القدس” أي تصريح رسمي حول المواجهات الأخيرة في القدس. لكن في المقابل يوجد لدى العاهل المغربي اهتمامات أخرى يبدو أنها أهم من القدس. فقد أعلن محمد السادس عن موافقته على مشاركة المغرب في مؤتمر تنظمه لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، في السادس من شهر مايو/ أيار المقبل.
والجدير ذكره أن (إيباك) المعروفة بدعمها المطلق لليمين الإسرائيلي، وتأييدها للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هي أقوى جماعات الضغط (اللوبي) الصهيوني في الولايات المتحدة، حيث ستكون هذه أول مشاركة رسمية مغربية في فعالية لـ “إيباك”، وطبيعي أن تكون هذه الخطوة في إطار التطبيع مع إسرائيل.
ولذلك على الجانب الفلسطيني الرسمي أن يطالب منظمة المؤتمر الإسلامي بتجريد محمد السادس من رئاسته للجنة القدس وتوكيل مهمة الرئاسة إلى رئيس عربي أو إسلامي آخر لا علاقة له بإسرائيل مطلقاً.