النميمة والشتيمة
تاريخ النشر: 24/08/10 | 0:43بقلم: الاستاذ فؤاد كبها
ظاهرتان بل وبأآن يتفشيان في مجتمعنا، بالرغم من التحذيرات التي وردت في القرآن الكريم، وفي الكتب السماوية ، وكُلنا في هذا الشهر الكريم نقرأ القرآن بل ونسمع الآيات القرآنية التي تتحدث عن هاتين الظاهرتين، فيكفي ان ننظر الى سورة الحُجرات، أو سورة النور.
فاذا كانت النميمة تُخرج نفسك سليمة ايها النمّام أو الشتّام، فانك تخدع نفسك وتخدع الآخرين، فهذا شيءٌ غريبٌ بل عجيبٌ كل العجب، فما بالك بالشتيمة التي تجمع النميمة وجراحات اللسان، فقد قالوا ان كَلِم اللسان أنكى من كَلِم السنان، وقد قالَ أحد الشعراء:
جراحاتُ السنان لها التئام وهل يلتئمُ ما جرحَ اللسانُ
ان النميمة أصبحت آفة، وكذلك الشتيمة، واذا كان المشتوم غير حاضرٍ بل غائبٍ، فأنت أخي الصامت فكّر جيداً وافهم نفسية هذا الشاتم النمّام، وراقبه تراه أحياناًَ يلتقي بالأحضان مع مشتوم البارحة، والمذموم قبل سُويعات.
فما رأيك أخي بهؤلاء الذين يتلونونَ؟
ما رأيكَ أخي القارئ بهؤلاء الذين يسمعونَ ويضحكون لهذا الذي انزلق لسانه الى بحر السوء ؟
من هو المذنب الأكبر ، هل هو النمّام الشتّام أم الساكت المُبتسم في شهرِ رمضان، والأشهر الأخرى.
من المُصاب بهذه الآفة أكثر، هل هو الساكت عن الحق؟ أو مُنتزع الحق؟
هذه الأسئلة لا تحتاج الى تفكير كبير ولكنها تحتاج الى أفعال جريئة.
وهنا انصحُ القارئ بما يلي:
تجرأ أن تكون جريئاً، ثم تجرأ ان تكونَ حكيماً، ثم تجرأ أن تكون مُصلحاً ناقلاً الجوانب المُضيئة عندما يقع الخلاف بين طرفي النزاع.
عندها اعتقد ان هذه وسيلة عملية لمنع الفساد، والأكاذيب، منع هذه الآفة التي انتشرت بصورة لا تُطاق (كانتشار النار في الهشيم)، وانت أخي القارئ لا بد ان تعرف ما هو غرض هذا النمّام أو الشتام لو تجرأت حتى ولو كان صديقكَ أو قريبكَ.
ولكي نُطفئ هذه النار يجب علينا أن نأخذ بالنصائح التي وردت في النص أعلاه، وان نخرج من دائرة النمّامين او الشتّامين، أو الساخرين، وننقذ أنفسنا من الضلال قبل فوات الأوان، والله هو التوّاب الرحيم.
دع الشتائم والدعايات المُغرضة تتجمع مع مياه الصرف، مع الروائح الكريهة، وحاول ان تعود الى منابع النهر حيث المياه الصافية، واسلخ نفسك عن مجموعة الضالين والكذابين، فلا بد ان تجد نفسك تنهل من المياه العذب قُربَ منابع النهر الصافية.
اسأل نفسك أخي ما هو الأفضل بالنسبة لك، هل الوقوف عند منابع النهر، أو قريباً من مصب النهر الذي يأخذ معه الأوساخ في طريقه؟ وقارن بين صفاء المياه في هذا النهر، من منبعه الى مصبه، فمن أين تُريد أن تشرب؟ اختر انت بنفسك، فلا بد ان تجد المكان، فمن منا لا يُحب الصفاء ومن منا لا يُحب النقاء؟ ولكن كيف يمكن ان تجتمع صفة الصفاء مع صفة الخيلاء والكبرياء، فالأمران ضدان، بل خطّان متوازيان لا يلتقيان أبداً.
أما آن لنا ان نستفيق وان ننشد الصدق من أجل مصلحة مجتمعنا للوصول الى الأفضل؟ صحيح ان الخلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية.
فلماذا التشنج؟ ولماذا العنف ؟ لماذا لا نستوضح الأمور قبل المواجهة والشتيمة، والنميمة، لماذا لا نفهم المسموع والمقروء قبل الوقوع بالخطأ؟ لماذا لا نفهم السياق بأكمله قبل اصدار الحُكُم؟
لماذا لا نستعمل الحوار وان نسمع الرأي الآخر حتى لو بقينا مُتجذرين في رأينا؟ اعتقد انك تستطيع، فانهض وفكر، وليس لك ما تخسره سوى قيودك، وانظر بعينٍ ثاقبة، وابدأ.
والمهم أن تبدأ وأن لا تكون من مجموعة اللامبالين؟ المُهمشين. ترى نفسك من المجموعة الفاضلة.
قال القديس سمعان العامودي:يجب على رجل الله ان يضبط لسانه ليس عن الكذب فقط بل ايضا عن النميمة والشتيمة والتذمر والهزء والتعيير…. فمن يتكلم فليتكلم بكلام الرب باتضاع القلب باعمالة قبل اقواله
امة الاسلام …فمن المعروف ان من اشهر القابها …لقب”امة الامر يالمعروف والنهي عن المنكر….والادلة على كثيرة جدا ومشهورة جدا …منها على سبيل المثال قوله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )[ التوبة : 71 ]وقوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}
(110) (سورة آل عمران. )
وقوله صلى الله عليه وسلم يقول ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )) ( رواه مسلم )
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه ) !!
فلنحذر … آكلات الحسنات
من الظلم والبغي والحسد والغيبة والنميمة والخصام والشتام وووووو …
ألم يقل – صلى الله عليه وسلم – :”
إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم
هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ” – رواه مسلم –
لا نقول ان الخير قد تلاشى فى انفاس الشر ” ولاكن نقول ان الشر كثر
وحفره ازدادت ثم الهاويه اتتسعت … بينما الخير بقى يقاتل فى جنده
القليل .. لا بد ان ينتصر ان شاء الله .. انتهى
في البدايه اشكرك على كلماتك الرائعه التى تثير بجمالها التشويق في النفوس لقرائة المزيد منها والتعطش لانتظار القادم …
اما بعد ..
مَنْ نَمّ في النّاس ِلـَم تُؤمَن عقاربه
عَـلي الصديق وَلـَم تُؤمَنْ أفاعيهِ
كالسيَل بالليل لايَدري به أحــــــــد
مِنْ أينَ جَاء ولامِن أينَ يأتيــــهِ
الوَيلُ للعَهْـدِ منْهُ كيْفَ ينقـُضـُــــه
والوَيْـلُ للــوُدِ مِنه كيفَ يُفــنيهِ
اللسان نعمه فلماذا كلمات نظنها عاديه نجعله نقمه .. ذكر الدين انه لن يدخل نمام جنه ونحن اليها نسير بغير وعي .. النميمه مرض نفسي خطير … داء خبيث يهدم اجمل الاشياء كلمات كالحجارة تصيب احيانا وتقتل ونحن نستمتع بها غافلين عن ما تخفيه من نتائج … عقولنا غابت ونسيت اصلها ونسينا ديننا النمام يجب أن يُبغض ولا يوثق به لأنّه لا يخاف الله يحب الفرقة ويزرع الشتات.
فلا تدع النمام يلوث مجلسك ويدنس سمعك بالمعاصي انهي منكره وبيين له قبيح فعله ولا تصغ له سمعك وابرأ إلى الله من فعله والله ولي التوفيق