– الفجرُ الموعُود –
تاريخ النشر: 12/05/21 | 13:14( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )
حُلُمًا عَشِقتُكِ كلُّ جُرح ٍ يَشهَدُ = أنتِ الفِدَاءُ ودِفءُ حِضنِكِ مَعبَدُ
تِيهي افتخارًا يا فلسطينَ المُنى = أنتِ السَّنا ، والمَجدُ، أنتِ السُّؤدُدُ
تيهي بلادي أنتِ نبراسُ الهُدَى = وَمَآثرُ التاريخ ِ فيكِ تُخَلَّدُ
أنا في هَواكِ شذا العروبةِ حَالِمًا = طولَ المَدَى وأنا الأسيرُ المُبْعَدُ
هذا شبابي في هواكِ أريقُهُ = وأرَاهُ أرخصُ ما لديكِ…لِيَشهَدُوا
وَمشاعري..كلُّ المشاعر ِ صغتهَا =حضنا ً وفيرًا .. أنتِ نِعمَ المرقدُ
أحني على التُّربِ الطَّهُورِ وأنحَني = وأمَرِّغ ُ الجَفنَ النَّضيرَ واسجدُ
أألامُ إن غَنَّيتُ فجرَ عُروبتي = وأبثهُ نجوَى الحنان ِ وأنشدُ
مَهما يطُلْ دربي سَأبلغُ غايتي = وأحَقِّقُ الحلمَ الذي قد شَرَّدوا
أقوى مِنَ الطَّودِ الأشَمِّ عقيدتي = ويَدي أحدُّ مِنَ النِّصالِ وأصلدُ
ما زلتُ للشِّعرِ الجميل ِ منارَهُ = وَعَلى الغصونِ الباسقاتِ أغرِّدُ
فأنا ابتداءِ الحرفِ في لغةٍ الفِدَا = وأنا الكفاحُ مُعَانقٌ وَمُجَسِّدُ
أنا في انتظارِ الفجر ِ لحنٌ ثائِرٌ = وعلى صُروحِ الرَّفضِ صوتٌ يُرعِدُ
سيظلُّ شعري للشُّعوبِ منارَة ً = فقصائدِي طولَ الزَّمان ِ تُرَدَّدُ
يا شعرُ أنتَ رسالة ٌ عٌلويَّة ٌ = تهدي النفوسَ ، ونارُهَا تتوَقَّدُ
ما أنتَ للغزلِ الجميلِ بموطن ٍ = اليومُ يومٌ للكفاح ِ ستنهَدُ
كأسي التي رَوَّيتُها بسلافتي = خَبَّأتُهَا حتى يَحينَ الموعِدُ
وَزُهورُ قلبي وهيَ تبسُمُ للدُّنى = أملُ الحَيارَى ، والعذارَى تشهَدُ
ضَفَّرتُهَا وبعثتُهَا نديانة = رَيَّا العَبير ِ إلى شهيدِكِ يرقدُ
أنشدتُ شعري للحياةِ وسحرِها = وَسمعتُ همسَ الرُّوح ِ باتَ يُرَدَّدُ
وَأحَبُّ أغنيةٍ لقلبي في الهَوَى = أغنيَّةٍ أمجادُهَا ستُخلَّدُ
ضَمَّختُ شعري بالفداءِ ، ونفحُهُ = أملُ الغريق ِ وَحُلمُهُ المتورِّدُ
يا شعرُ غَرِّدْ للبطولةِ وللفِدَا =وانثُرْ أريجَكَ ساحِرًا يتباعَدُ
أنا في ربوع ِالقدس ِصرخة ُ ثائِر ٍ = وعَلى جفون ِالشَّمس ِ صوتٌ أوْحَدُ
كم حاولوا أن يُسكتوا صوتي وَأن = ..أن يمنعُوا النغَمَ الجميلَ يُرَدَّدُ
فصحافة ٌ دونَ الحذاءِ ولم تزلْ = وَكرَ العمالةِ ، كم أبيٍّ أبعَدُوا
بعضُ الجرائدِ والمنابر عندنا = دونَ الحذاءِ عميلة ٌ تتقوَّدُ
أنا نخلة ٌ شمَّاءُ في دربِ الفِدَا = لن تنحني فالرِّوحُ عنها تبعُدُ
أنا أولُ الشُّهداءِ آخرُ مَن قضَى = وأنا المَدَى الوسنان ِ..إنِّي الماردُ
لن يخنقوا صوتَ الإلهِ بصرختي = فأنا منارُ الثائرينَ أنا الغدُ
وأنا الحياة ُ بحسنِها وجمالهَا = وانا الشَّبابُ … ربيعُهُ المُتجَدِّدُ
إنِّي أرَى وَجْهَ العدالةِ صارخًا = وَأرَى الضَّميرَ مُعَذبًا يتنهَّدُ
يا أيُّهَا الشَّعبُ الجريحُ إلى متى = تبقى أسيرًا للمَذلَّةِ تسجُدُ
والغاصبُ المُحتلُّ يرتعُ عابثا ً = وَمحاكمُ التفتيش ِ كم تتشدَّدُ
فلنمتشِقْ علمَ الكفاح ِ هويَّة ً = فهوَ المآلُ بهِ المُنى والسُّؤدُدُ
فتقحَّمُوا دربَ النضال ِ أشاوسًا = خُوضُوا دروبَ المجدِ لا تتردَّدُوا
يا ضفَّة َ الأحرارِ شعبُكِ لم يزلْ = رمزَ الكرامةِ ، والرَّزايا تشهَدُ
طفلُ الحجارةِ أنتَ أروَعُ آيةٍ = هَزمَتْ زنازينَ الطُّغاةِ فأوْعَدُوا
حَجَرٌ غدَا عُنوانَ شعبٍ ثائِر ٍ = خاضَ الرَّزايا والمآسي تزبدُ
يا أيُّها الأشبالُ هَيَّا وانهضُوا = وعلى صروح ِالغاصبينَ تمرَّدُوا
كونوا المنارَ لكلِّ جُرح ٍ ثائر ٍ = لُجَجُ الحروفِ الدَّاميَاتِ تقلَّدُوا
وبوحدةِ الأحرار ِ يسطعُ فجرُنا = فتوحَّدُوا … وتوحَّدُوا … وتوحَّدُوا
المسجدُ المَحزونُ يصرخُ كلَّمَا = ناحَت ثكالانا وَناحَ المُبْعَدُ
ستظلُّ أرضُكَ بالدِّمَا مُحْمَرَّة ً = مَهما يُرَوِّيهَا السَّحابُ الأسوَدُ
لا تندُبي أمَّ الشَّهيدِ وزغردِي = اليومُ عُرسٌ للكرامةِ زغرَدُوا
اليومُ يومُكِ فانهَضِي وتطلَّعِي = لعناقِ مجدٍ رائع ٍ ، سَيُوَطَّدُ
والمَوعدُ المَنشودُ ُقدْسٌ حُرَّة ٌ = يزهُو الزَّمان ِ وليلُنا يَتبَدَّدُ
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )