اعتقلوا الشيخ كمال لأنه يفضحهم…يريدون أن نكون الشيطان الأخرس- أحمد حازم
تاريخ النشر: 16/05/21 | 21:02محيط مسجد عمر بن الخطاب في كفر كنا، كان يوم الجمعة أشبه بساحة حرب: قوات كبيرة من الشرطة مدججة بالسلاح ترافقها آليات عسكرية، إستخدام الغاز ضد أهالي الحي الذين اشتبكوا مع الشرطة وقت محاصرة بيت الشيخ كمال لاعتقاله. أفراد الشرطة يعتلون أسطح المنازل لترهيب المحتجين، وفرضوا حصاراً على بيت الشيخ.
هذه الآليات والوحدات المدججة بالسلاح استخدمتها الشرطة لاعتقال شيخ فاضل. أين تكون هذه القوة عندما تعيث “المافيا” فساداً وعنفاً؟ لماذا لم نر هذه الوحدات تكافح مرتكبي الجرائم في المجتمع العربي بينما هي جاهزة دائماً لاعتقال شرفاء وأوفياء لقضاياهم وشعبهم مثل الشيخ كمال خطيب.
ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الشيخ كمال للإعتقال. كان بإمكانهم أن يستدعوه ويحققوا معه كما يفعلون دائماً. لكنهم هذه المرة تجاوزوا كل الحدود باستعمال القوة ضد شخص أعزل. إنه الحقد بعينه، إنه الكره بحد ذاته، وإنها العنصرية البغيضة المشهور بها أحفاد شارون وشامير ودايان. لقد اعتقدوا بأنهم بطريقة الاعتقال هذه يخيفون الآخرين، لكن هؤلاء الآخرين في كفر كنا هبوا جميعاً لنصرة الشيخ كمال دون الأخذ بعين الإعتبار للقوة المخصصة للإعتقال. قالوا في أكاذيبهم ان الشيخ كمال تم اعتقاله بسبب التحريض. الناطق بلسان الشرطة ادعى: ” بان الشرطة اعتقلت الشيخ كمال خطيب في كفر كنا بالتعاون مع جهاز الامن العام بسبب تحريضه لعرب اسرائيل”.
شعبنا الفلسطيني ليس بحاجة إلى تحريض فهو برى ويسمع ما تقوم به قوات الشرطة الإسرائيلية ضد شعبنا في كل مناطق الـ 48. هم حاقدون على الشيخ كمال لأنه يفضحهم ويعريهم في خطبه. هم أصحاب “القلوب المليانة” على الشيخ لأنه يفند تأمر “عرب التطبيع ” الخليجيين “وعرب جيدون” آخرون مثل كلاب ال سعود والإمارات. نعم الشيخ كمال يحذر دائما من المخطط التآمري على الأقصى بين حكام ‘إسرائيل ومشايخ الإمارا ت و السعودية . ولذلك يرون أنه لا بد من اعتقاله بحجة التحريض.
من يحمي الأقصى هم الفلسطينيون فقط. ومن يتم اعتقالهم هم الفلسطينيون بالاسم والفعل والممارسة. قبل ذلك اعتقلوا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية (الأصل) في البلاد بسبب نشاطه المكثف للأقصى. وقالوا أن حركته إرهابية بنظرهم وأعلنوا حظرها. لكن الشيخ وبرغم الحظر استمر في العمل من أجل الأقصى فلم يعجبهم ذلك، ووجدوا أسبابا سخيفة أخرى لزجه في السجن.
والآن يستخدمون نفس الطريقة مع الشيخ كمال. لكن شيخ قانا الجليل والبلدات العربية لا يخضع للترهيب أو التهديد، لأنه يتكل على الله وحكمته في كل خطوة. إنه يقول كلمة حق ولا يخشى لومة لائم. والشيخ كمال ليس وحده في الشارع الكناوي والشارع العربي. فما دام الأمر يعود للأرض الفلسطينية وكرامة أهلها “فكلنا الشيخ كمال”.
“العرب الجيدون” أصدقاء نتنياهو على الصعيد المحلي والعربي لن ينالوا من الشيخ الثائر ضد الظلم والقهر والاستبداد والاستعباد ولن يستطيع أعداؤه أن يجعلوا منه شيطاناً أخرس بل سيبقى قائداً فلسطينياً مناضلاً يقف دائماً إلى جانب شعبه في محنته وفي مطالبه من أجل حقوقه، وليس ضد شعبه ليكون في نظر نتنياهو من “العرب الجيدين” الذين يفضلهم حكام إسرائيل.
خلال اجتماع لاكثر من مئة سلطة محلية يهودية وعربية من كافة أنحاء البلاد بمبادرة من الحكم المحلي، قال رئيس الحكم المحلي حاييم بيباس:” نريد أن نشدّ على أيادي جيش الدفاع وقوات الأمن التي تقوم بحماية كل مواطني دولة إسرائيل، كما، واريد أن أشد على ايادي الشرطة، كي تتمكن من معالجة الامور من جذورها”. يبدو أن رئيس الحكم المحلي يعرف تماماً ما تفعله الشرطة ضد المواطنين العرب لأنه يعلن جهراً أنه يشد على أياديها. وما حصل مع الشيخ كمال خطيب مثال على ذلك.فهل بهذه الطريقة العنصرية تعالج الأمور من قبل الشرطة حتى تشد على أياديها يا سعادة رئيس الحكم المحلي؟
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تقوم الشرطة بهذه الطريقة البشعة مع يهودي مهما كانت درجة جريمته؟ بالطبع لا. والمثال على ذلك: أن وزير الأمن الداخلي صرح بعد قيام مستوطن بقتل موسى حسونة في اللد، أن الأمر لو يعود له فلن يعتقل القاتل. هؤلاء هم على حقيقتهم. ثم يأتي رئيس الحكم ويتحدث عن “كل مواطني إسرائيل” وأنا أعتقد بأن المقصود هم المواطنون ليهود فقط، لأن هذه الدولة وحسب قانون القومية هي دواة اليهود.
وليعلم بيباس ونتنياهو وقادة دولة قانون القومية أن الفلسطيني لن يقهر، لأنه يؤمن بالآية الكريمة: “إن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ”