الاتّحاد العامّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48
تاريخ النشر: 24/05/21 | 10:19إنّ الحرب العدوانيّة على غزّة والملحمة البطوليّة الّتي سجّل سطورها الكفاحيّة الشّباب الفلسطينيّ بصدورهم العارية على عتبات المسجد الأقصى المقدّسة وتراب الشيخ وحجارة باب العامود والداخل الفلسطينيّ، تزيد القضيّة الفلسطينيّة رسوخًا في الوجدان الشّعبيّ الفلسطينيّ والعربيّ وتزيدها قداسة في الضّمائر العربيّة الحيّة، إذ يشارك فيها الشّباب الفلسطينيّ من كلّ البقاع الفلسطينيّة. إنّ هذا العناد الوطنيّ الكفاحيّ يكشف، وإن كان ليس جديدًا، همجيّة المؤسّسة الإسرائيليّة وأذرعها المدجّجة بالحقد والعنصريّة والسّلاح ضدّ كلّ ما هو عربيّ وفلسطينيّ، ولعلّ العدوان على غزّة ووحشيّته والهجمة المنفلتة التي سبقته والمدعومة والمحميّة للمستوطنين في اللّيالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك في “القدس” تشكّل دنسًا جديدًا لكلّ ما هو إنسانيّ وطاهر، وما هي إلّا انفلات بعوض قذر من المستنقع الآسن للمؤسّسة الإسرائيليّة.
لا يعوّل أهل غزّة الصامدين ولا الشّباب المقدسيّ ولا الجماهير الشّعبيّة الفلسطينيّة بكلّ أماكن التواجد وبضمنها وكجزء حيّ منها في ال-48 على اتّفاقات بائسة بين المؤسّسة الإسرائيليّة وبين أنظمة العار والتّطبيع في العالم العربيّ، ولا على قرار المحكمة الإسرائيليّة سواء جاء الآن أو بعد شهر، فالمحكمة الإسرائيليّة هي جزء من نظام الحكم العنصريّ، ولا يعوّل على الجامعة “العربيّة” سواء اجتمعت بسفراء مكمّمين أو لم تجتمع بوزراء ملجومين، لقد أصبحت هذه الجامعة خارج السّياق السّياسيّ. ولا تعوّل الجماهير الفلسطينيّة على تصريح رنّان من تركيا ولا على طلبات تهدئة من ملك في المغرب أو من رئيس في المشرق. ولا على الهيئات الدولية مهما علا مركزها الأمميّ.
ولكنّها تعوّل على شبابها وعنفوانها وثباتها وصمودها وتقول للمؤسّسة ولأعوانها وللمجتمع الدّوليّ وللنّظام العربيّ الرّسميّ وللسّلطة الفلسطينيّة، أنّكم كلّما شختم سنزداد شبابًا! وكلّما وهنتم وجبنتم سنزداد قوّة وصلابة وعنادًا! وكلّما تراجعتم ونكصتم على أعقابكم فسنغذّ الخطى وسنتقدّم إلى الأمام! وكلّما خضعتم وخنعتم أذلّاء أمام أعداء قضيّتنا فسنواجه رافعي الرّأس وسنقاتلهم بكرامة وبصدورنا العارية حتّى خضوعهم وخنوعهم على عتبات ثوابتنا الوطنيّة.
الاتّحاد العامّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48 يعبّر عن مدى استنكاره وشجبه وإدانته للحرب العدوانيّة على غزّة وما سبقها من الانفلات الصّهيونيّ الاستيطانيّ على البيوت الفلسطينيّة في “الشّيخ جرّاح” وعلى “المسجد الأقصى” وعلى أهالي “القدس” عامّة، وانفلات الشرطة على مدننا وقرانا في الداخل الفلسطينيّ، ويقرّر أنّ كلّ هذا لن يزيد الشّعب الفلسطينيّ في “القدس” وفي كلّ مدينة أو قرية أو مخيّم إلّا صلابة كفاحيّة وعزمًا ثوريًّا وثباتًا وطنيًّا حتّى كنس أعداء قضيّته، يجب أن يعلم العالم أنّ الشّعب الفلسطينيّ وظهره إلى الجدار قد قرّر “إمّا الحياة المشرّفة في وطن حرّ وسّعيد على ظهر الأرض وإمّا الموت المشرّف في باطنها”!
ويثمّن الاتّحاد العامّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48 عاليًا وقفة شبابنا الفلسطينيّ وانتفاضتهم الوطنيّة المباركة في كلّ ميادينها والّتي سيكون لها ما بعدها!
ويؤكّد الاتّحاد إنّ ما رافق الهبّة من مظاهر التخريب في الأملاك العامة ليس من شيم شبابنا الوطنيّ، فالوطنيّة هي كذلك الحفاظ على الأملاك العامة وشبابنا بغالبيّته العظمى يفهم معاني الوطنيّة بكلّ تجلّياتها.
ويشير الاتّحاد إلى أنّ الحملة الممنهجة ضد شبابنا وبإدارة الشاباك والمُنفّذة على يد الشرطة الإسرائيليّة تحت الشعار المخبّأ؛ أعادة الهيبة للشرطة في وجه العرب، ما هي إلّا عمليّة انتقامية عنصريّة.
عاش الكفاح الفلسطينيّ المشروع!
عاشت القضيّة الفلسطينيّة قضيّة وطنيّة عادلة!