فجرهم يطل من خلف الجدران

تاريخ النشر: 19/10/11 | 1:22

شاكر فريد حسن

أخيرا، انجزت المرحلة الاولى من صفقة تبادل الاسرى بنجاح تام، وافرج عن الجندي الاسرائيلي المحتجز لدى حركة “حماس” منذ أكثر من خمس سنوات، وتم تسليمه واعادته للجانب الاسرائيلي، فيما حرر الاسرى الفلسطينيين من الدفعة الاولى من سجون ومعتقلات وزنازين الاحتلال ، وخرجوا الى الفضاء الرحب ليعانقوا خيوط الشمس ويتنسموا هواء وعبق الحرية ، التي طال انتظارها.

وقد استقبل هؤلاء السجناء المحررين من جميع الفصائل الفلسطينية استقبال الابطال، بالاحضان والدموع والبكاء والاهازيج والزغاريد والهتافات والتكبيرات والرايات الفلسطينية الخفاقة . وعمت الفرحة الشارع الفلسطيني، في حين غمرت الغبطة والسعادة اسر واهل واحباب واتراب السجناء ، الذين افرج عنهم في الصفقة .

ولا شك ان هذا اليوم الثامن عشر من تشرين الاول ، يوم تحرير الاسرى، هو يوم مميز ، ويوم مشهود في تاريخ الحركة الاسيرة. انه يوم فرح عظيم، ويوم نصر حق، وعيد وطني فلسطيني كبير، سيدون في الروزنامة الفلسطينية ويسجل باحرف من نار ونور في سفر المقاومة والكفاح الوطني الفلسطيني .

لا يختلف اثنان ان قضية الاسرى هي القضية الرئيسية والمركزية والمفصلية في الاجندة الفلسطينية، ومن هنا فان صفقة التبادل المسماة صفقة “جلعاد شليط” هي انجاز وطني وتاريخي هام، رغم التحفظات والانتقادات الموجهة لها، وانقسام الشارع الفلسطيني بين التأييد والمعارضة. وكانت الرغبة والامل بأن تشمل الصفقة اسماء اخرى من الشخصيات الاعتبارية والرموز الوطنية والقيادات الفلسطينية ذات الوزن النوعي، ومن فصائل مختلفة لا تنتمي لـ “حماس” كالقائدين مروان البرغوثي واحمد سعدات، وسواهم من سجناء الحرية، الذين يخوضون منذ فترة معركة الامعاء الخاوية بهدف تحسين ظروف اعتقالهم، لكن هنالك فارق بين المامول والمرتجى والواقع. ومع ذلك تبقى هذه الصفقة خطوة على طريق تحرير جميع الاسرى وراء قضبان معتقلات الاحتلال.

اننا اذ نهنئ من صميم قلوبنا الحركة الاسيرة وابناء شعبنا كافة بفصائله وشرائحه، بهذا الانجاز والانتصار التاريخي، ونبارك للاسرى تحررهم والافراج عنهم، ونحيي بقية السجناء، الذين يرفضون القهر والخنوع ويأبون الاستسلام والركوع، التواقين للفجر وفضاء الحرية. وكلنا ثقة وأمل بان تساعد هذه الصفقة في رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وفي تحسين وتلطيف اجواء المصالحة، وتنفيذ اتفاق القاهرة بين حركتي فتح وحماس، وتحقيق الوحدة الوطنية والشعبية الميدانية المنشودة، ونيل استحقاق الدولة الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة