فلسطين ال 48 تحتفي بياسين عدنان
تاريخ النشر: 02/06/21 | 8:31“.. أمسية تُشبِهُ الحُلُم بمسافات لأَجلِكِ.” علّقت إحدى طالبات مساق الكتابة الإبداعيّة| الفريديس على الأمسية الّتي استضافتها شاشة أكاديميّة القاسمي الخميس الفائتة، 27.05.021، ربطت مَراكُش بِفِلسطين. مبادرة أولى لافتة بحقّ الأديب، الإعلامي المغربي المائز، ياسين عدنان في فلسطين ال 48 نظّمتها الأديبة رجاء بكريّة بالتّنسيق مع الأكاديميّة احتفاء بنصّ أدبيّ يتجاوز المسمّيات الرّائجة في السّاحة الأدبيّة، ونعني النّص الشّعريّ، ضمن تجربةِ عَدنان في “دفتر العابر” والرّوائيّ في “هوت ماروك” أو “المغرب السّاخن”، الّذين شغلا حيّزا لافتا في الأدب الحداثي ضمن حضورِهما على المُستَوى العربي والتّرجمة النّوعيّة للغات أجنبيّة. اجتمعت الأمسية على أسماء عدّة أخرجت جماليّاتها، إذ فتن صدارة تقديمها، بروفسور، ياسين كتّاني، رئيس المجمع اللّغوي ضمن مداخلة نوعيّة عرضت إلى أهمّ الوجوه الأدبيّة المغربيّة، النّقديّة خصوصا، احتفاء بالضّيف، ثرّة غزيرة. أعقبتها ورقة الأديبة رجاء بكرية بحقّ عدنان تحت التّسمية، “غابة في وجوهِ سفَرِهِ، أوراق ياسين عدنان المُسافِرَة”، قالت فيها:
“..على تخطيط أو على صُدفةٍ مارقة، هكذا اتّسعَ مفهومُ القصيدة العابرةِ عندَ ياسين عَدنان، لتصيرَ ممرّا مقيماً مُسجّلا في دفاترِ العِشقِ والفُراق، ومعها مُغامراتٌ لا تَفهَمُ ضمنا أنّها تصلًحُ أن تعيشَ في مدُنٍ للضّجيجِ والعُزلةِ معا. هكذا أيضا يصيرُ الطّوافُ الرّوحيّ مُرادفا للشّغفِ الجسديّ وللتصوّفِ الفِكريّ ويتنزّه، وأنت مشغولٌ تماما بأقصرِ الطّرُقِ للإمتلاء”، ثمّ شهادة شِعريّة قدّمها عَدنان على شَغَف تحت التّسمية، “إنّهم لن يقولوا كانت الأزمنة رديئة، وإنما سيقولون، لماذا صمت الشعراء؟” استعرض فيها تجربته الشّعريّة، فيها قال:
“..أذكرُ مثلا، كيف أنّ قصيدة معزولة مثل “أغنية ساذجة عن الصليب الأحمر” لمحمود درويش التي اقترحها علينا مدرّس اللغة العربية في الإعدادي جعلتني أنا الطفل الذي كان يحفظ عن ظهر قلب مقاطع من شعر عنترة والمتنبي والمعري أنفتح على قارة جديدة، ورؤية شعرية مغايرة. هكذا أضع دائمًا هذه الأغنية الساذجة في كفّة وباقي شعر درويش في الكفّة الأخرى بسبب دورها المحوري في تحويل مساري.”
ثمّ ورقة نقديّة عن د.محمّد صابر عُبيد، (العراق) عرَضَها د. مراد موسى كان قد لخّص فيها بحثا نوعيّا أنجزهً حول “دفتر العابر” شكّلت مفاجأة الأمسية لِعَدنان، حول تجربتهُ السّيرذاتيّة فيهِ. ذيّل المداخلات حوار د.محمّد حمد، الّذي انشغلَ بمسيرة عدنان الشّعريّة، دون وجوههِ الأخرى أثرتها رؤية بكريّة بالعرض لمُنجزهِ الرّوائي والإعلامي ضمنَ رُؤية نقديّة تداخل معها الحضور بحماس لافت. والجدير ذكره أنّ الأمسية جرت وسط غياب لطلّاب مساقات اللّغة العربيّة، ألقى خلالها الضّيف مجموعة من مقتطفاتهِ الشّعريّة والرّوائيّة الّتي ضجّت دراما ونضحت انفعالا حسيّا مُبهِرا. والجدير ذكرهُ أنّ خللا تقنيّا أُقحِمَ على زوم الأمسية منَع جمهور عدنان المغربي تحديدا من المشاركة. واحدة من الأمسيات النّادرة للأدب الماتع الّتي سيذكرها الحضور بحفاوة بعيدة.
تقرير: عن مكتب (الباهرة)، حيفا