متدينون يهود امتنعوا ومسلمون وافقوا.. بينيت يشكر منصور عباس بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 05/06/21 | 12:02

بنيامين نتنياهو ، السياسي اليميني صاحب الفضائح المتعددة في دولة “قانون القومية” العنصري، ينظر إليه في المجتمع الإسرائيلي على أنه رئيس الحكومة الذي استطاع أن يبقى في سدة الحكم أطول فترة زمنية في تاريخ هذه الدولة، التي يتهافت على الدخول لبرلمانها المسمى “كنيست” عرباً جيدون وغير جيدين، بما فيهم بعض العرب الذين يرفعون العلم الأخضر علم الإخوان المسلمين. لكنهم في نفس الوقت يعتزون بعلم بلدهم الإسرائيلي، وهذا حقهم من وجهة نظرهم، وهم أحرار فيما يعتقدون ويفكرون ويمارسون، ونحن لنا أيضا كامل الحرية في التعبير عن رأينا.
في مقابلة مع القناة 12 العبرية صرح رئيس الحكومة الجديد بينيت: “أشكر منصور عباس لأنه لم يطالب بقضايا وطنية بل بقضايا مادية”. والسؤال المشروع يا دكتور عباس: ماذا يعني أن يقوم عدوك السياسي اللدود بكيل المديح لك” هل لأنك تخدم قضايا شعبك أم العكس؟
وثمة أمر آخر لا بد من التطرق اليه تفصيلاً: أنا أتفهم إسراع الدكتور عباس في التوقيع على وثيقة تشكيل الحكومة لسبب مهم جداً، وهو الهروب من الذهاب إلى انتخابات كنيست خامسة لأنه يعرف تماماً أن فشله مؤكدا بعد الكشف عن انتمائه الحقيقي، ولذلك فضل الدخول في (قفص) الحكومة. وعن مبلغ ألـ 53 مليار شاقل لدعم المجتمع العربي، هل يوجد قرار من وزارة المالية في هذا الشأن أم أن ذلك مجرد كلام في الهواء؟ ونقطة أخيرة في غاية الأهمية: في حال سقطت الحكومة بغد فترة وها الأمر متوقع بسبب عدم التجانس بين أط يافه ا السبعة، فما هو مصير الاتفاقيات؟ بالتأكيد ستذهب أدراج الرياح، والنتيجة: “”تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي”.
نفتالي بينيت بدأ يكشر عن أنيابه قبل أن يستلم الحكم، إذ نسمع منه تهديدات بإعادة ضرب غزة. ففي نفس المقابلة التلفزيونية مع القناة 12 صرح بينيت:” إن “كانت الحاجة تدعو لشن عملية عسكرية على قطاع غزة، فسنقوم بها وفقاً لإضطرارنا لذلك ودون قيود سياسية”. فماذا سيفعل عباس وقتها؟.
نتنياهو يقترب تدريجياً من الخروج من السلطة، بعد أن ظل أكثر من عشر سنوات جالساً على كرسي رئاسة الحكومة، حتى أت صحفياً سابقاً اسمه يائير لابيد امتهن السياسة (الوسطية النهج) لاحقاً وأسس حزب “يش عتيد” تمكن من تشكيل حكومة جديدة بانتظار أن تؤدي اليمين في الأيام القادمة، الحكومة ليست برئاسة لابيد بل ستكون رئاستها مناصفة بين لابيد ونفتالي بينيت زعيم حزب (يمينا) القومي الديني الذي سيتولى فترة النصف الأول من عمر الحكومة. بمعنى أن رئيس الحكومة الذي سيحل محل نتنياهو اسمه نفتالي بينيت أقوى مؤيد للإستيطان في الضفة الغربية، وأكثر سياسي يميني يفتخر بأنه قتل العديد من الفلسطينين. هذه بعض ملامح رئيس الحكومة بينيت الذي ساعده عباس في الوصول إلى سدة رئاسة الحكومة.
لكن كيف يبدو المشهد السياسي في إسرائيل في ظل هذه الحكومة؟ في الحقيقة أن التحالف الذي ولدت عنه الحكومة وهو “كتلة التعيير” هو تحالف هش ضعيف يتكون من سبعة أحزاب مختلفة الأهداف، لكن الحكومة بشكل عام هي يمينية أي أن سياستها تجاه الفلسطينيين لن تتغير عن سابقتها، وستبقى كما كانت في عهد نتنياهو، وهذا يعني أن الأزمة الداخلية ستتواصل وأن الحكومة قد تتهاوى إلى السقوط بعد قترة وجيزة بسبب افتقارها إلى التجانس فيما بينها. الأمر الملاحظ في حكومة بينيت أن متدينين يهود امتنعوا عن المشاركة في الحكم مع بينيت “ومتدينون مسلمون”” وافقوا.
نتنياهو ورغم إبعاده عن الحكم، على الأقل هذه الترة، سيبقى رقماً صعياً بنظر مؤيديه، وسيستمر في ممارسة السياسة من موقع المعارضة، أي أنه سيصبح الزعيم الطبيعي للمعارضة، كما أن عودة نتنياهو الى المشهد الإسرائيلي غير مستبعدة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن ربع الناخبين قد صوت لحزبه الذي لا يزال صاحب أكبر عدد من المقاعد في الكنيست برصيد 30 مقعدا من 120 مقعدا.
الملاخظ أن الأحزاب السبعة المشاركة في الائتلاف الجديد ليس لديها قواسم مشتركة جديرة بالاهتمام سوى الإطاحة بنتنياهو، ولذلك قد تؤدي هذه التركيبة الضعيفة إلى وضع غير مستقر، لا سيما في بلد تعصف به انقسامات سياسية منذ سنوات.
والسؤال المطروح الآن وبحق: ماذا سيكون موقف منصور عباس تجاه الناخبين في حال الإعلان عن فشل حكومة بينيت؟ وإذا ما عاد نتنياهو إلى الحكم ثانية وقبل به هل يرضى عباس بذلك؟ بمعنى هل من السهولة بمكان تغيير الجلد السياسي؟ أسئلة بحاجة إلى أجوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة