موسى عزوڨ —كلمة عن الانتخابات للذكرى—
تاريخ النشر: 11/06/21 | 22:04في كل عشرية متحكمين في الاركان برباعية او ثلاثية او حتى ثنائية ! وهو التصنيف الذي اميل اليه وهو اقرب إلى ثنائية ( العسكري والمدني ) .
منذ بداية الحركة الوطنية كانت البوتقة تغلي بين الثوريين الداعين للاستقلال والاندماجين الداعين الى المساواة وان تفرع عن الاولى ثنائية الامير خالد 1922 ومصالي الحاج 1927 في تأسيس احزاب تمثلهم ، وان انطوت في دعاة الإندماج الحزب الشيوعي ” بادعاء العالمية” وفرحات عباس ومن معه …واستمر الغليان وحتى بعد طرد مصالي الحاج ( حزب الشعب : وتفرع عنه المصالين نسبة لأتباع مصالي ) لدباغين 1949 بتيار الشباب الداعين الى الكفاح المسلح وأتباع اللجنة المركزية الجديدة !
وهكذا كان في الخمسينات باعلان اعضاء المنظمة السرية الخاصة السابقين ” من تلاميذ مصالي ” في الفاتح من نوفمبر 1954 الثورة ضد الفرنسيس وطلبوا من الحاج حل حزبه والانضواء وأتباعه تحت لواء حزب جبهة التحرير الوطني وهنا انشأ الرجل حزبا جديدا ” الحركة الوطنية الجزائرية ” يتفرع عن هذه الثنائية رباعية الأيديولوجية والعروشية فيقتل بلونيس في ملوزة تحت قيادة محمدي السعيد جيش التحرير الوطني ( سيصبح عضو مؤسس للجبهة الاسلامية للانقاذ لاحقا ) ، كما سنشهد اغتيال عبان رمضان من طرف كريم بلقاسم الذي سيشرب من نفس الكأس
نشهد ايضا في الستينات صراع أكبر لتقسيم الكعكة صيف 1962 ، ثنائية الحكومة المؤقتة الاولى و الثانية او ثنائية جماعة وجدة وتيزي وزو !
للأمانة ( عند البحث في ڨوڨل لا تجد تسمية جماعة تيزي وزو بالقائمة الاسمية عكس جماعة وحدة ” تلمسان”! )
قسّمت إلى 6 ولايات، وبعد الإستقلال إنضمت كل من الولاية الثانية والثالثة والرابعة إلى الحكومة المؤقتة، وكانت عاصمتهم تيزي وزو، أما الولاية الأولى والسادسة والخامسة، وجيش الحدود والمجموعة التي تكوّن المكتب السياسي التي تضمّ كل من محمد خيضر وأحمد بن بلة، شكلوا مكتبهم في ولاية تلمسان، ومن هنا برزت جماعة تيزي وزو، وجماعة تلمسان، ووقع إشتباك في ولاية تلمسان بين جيش تيزي وزو وجيش الحدود، حيث إندلعت المعركة في ماسينا بولاية الشلف وكان يلقب جيش الحدود بجيش بومدين الذي وضع اول رئيس الجزائر المستقلة ” وضعا” دون انتخاب ! بل وبقوة السيف ليسن سنة تعيين الجيش للرؤساء ، كان انتقام بن بلة فضيعا لرفقاء السلاح وأكلت الثورة اول ما اكلت أولادها ، ثم ان بومدين رغم ذلك أراد أن يستأثر بالحكم لنفسه مباشرة ودون اي وساطة فكان اول من انقلب ” عسكريا” على الرئيس المدني الذي جاء به 1965 …
في السبعبنات لم تعد الصراعات فوق السطح وساعد ذلك بحبوحة مالية وعمل جاد لكن التضييق في الحقيقة بلغ اشده فالمهجورون قصرا زاد عددهم ، والاقامة الجبرية توسعت لوجوه ثورية بل من الرعيل الاول بل حتى رئيسي الحكومة المؤقتة عباس فرحات وبن خدة ! بمعية حسين لحول امين عام حزب مصالي الحاج والشيخ خير الدين عن جمعية العلماء المسلمين الذين وقعوا بيان رفض الدولة العسكرية ! فضلا عن المناضلين الذين تشوه صورهم بشكل او بآخر .
في الثمانينات ايضا كانت ثنائية الرئاسة والجيش لكن هذه المرة فوق السطح !:
1- الشاذلي بن جديد ” العسكري الذي خلف بومدين بدعم من المخابرات أساسا 1979 ! ( السجاد الأحمر المكنى ايضا قاصدي مربــاح! ” عبد الله خلاف!” القبايلي تلميذ بوصوف عبد الحفيظ مؤسس وزارة السلاح والعلاقات العامة MALG ! والمسؤول الاول عن المخابرات الجزائرية 1960 ! صاحب الملفات . و جــدد له العهــد عام 1988 حيــن قـال ” الرئيــس يجـب ان يستمــر لان البــلاد بحاجــة اليــه ورحيلــه في الظـرف الراهــن خيــانة”. ثــم رحــل عن هــذا العالــم مغتالا .).كما انه مدعم من ظل الفرنسيس العربي بلخير – وزير الداخلية لاحقا والذي سيعلن على مضض فوز الجبهة الاسلامية للانقاذ .
كان على الرئيس تصفية تركة العهد السابق فقضى تباعا على مجموعة الظل ( بوتفليقة ، بن شريف ، يحياوي..) ، الا ما اضطر اليه خوفا ورهبا ! كمحمد أحمد عبد الغني وزير الداخلية (1974-1980) ووزير اول ( 1974-1984) حيث خلفه عبد الحميد الابراهيمي والذي جاء ببرنامج ليبرالي ( على خلفية دراسته ) بدأ باعادة هيكلة مؤسسات القطاع العام ، وبرز الأغنياء الجدد ، وفي المقابل وهذا هو الاهم ( وستكون له تداعيات مستقبلية لن تفهم الا اذا عرف السبب فيبطل العجب !) ، وهو اعادة هيكلة الجيش ! وكان اللواء بلوصيف لها فأصبح رئيسا للأركان فنوع في مصادر السلاح وتنظيم عسكري بانتشار افقي منوع جوا وبرا وبحرا! ، تربط عملية تنحيته 1986 بموقفه الرافض لتدخل الجيش في قسنطينة وسطيف ضد المدنين !( قام عطايلية بالمهمة !) ليخلفه الجنرال بلهوشات في قيادة الاركان. ( في 1992 وفي تقرير سري من إعداد خالد نزار؟ تتم محاكمته وسجنه ليطلق سراحه زروال لاحقا ) ، في 1987 يتم تعيين العقيد محمد بتشين في المخابرات- أمن الجيش – محل الجنرال الأكحل عياط ( استحدث له منصب الوقاية والأمن )
في خطاب اصبح مشهورا جدا صرح الرئيس أنه سيتعامل بكل حزم وقوة مع المثبطين للاصلاحات ! كان ذلك في 19 سبتمبر 1988 سبحان الله كأنه كان يحس يتحرك مريب !( بل أن البعض يعتمد على ذلك ليدلل ان حوادث 05 اكتوبر1988 لم تكن عفوية !)
في زاوية مقاومة ! اخرى كان على رأس المثبطين المعادي للاصلاحات !:
2- محمد الشريف مساعدية المسؤولة عن دائرة التوجيه والاعلام في الحزب الاوحد (1967-1979!). ووزيرا المجاهدين ( 1980). ثم يخلق الصالح يحياوي في الامانة الدائمة للحزب (الى 1988)
يعينه الرئيــس بوتفليقــة لاحقا على راس مجلــس الأمة ؟. وقيــل ان هــذا التكريــم كان رد جميــل كــون مساعديــة عــارض تشويــه صــورة ” سي عبد القادر المالي ” وتوسـط لدى الرئيــس الشاذلــي لمنــع نشــر تقريــر اعــده مجلــس المحاسبــه بدايــة الثمانينــات يتهــم بوتفليقــة بالاستحــواذ على أمــوال عموميــة. ( شاري دالة )
وان من زمرته عبد الحميــد الابراهيمــي المشرف العام على الإدارة والاقتصاد الليبرالي !
– تحالف العسكرين !
كالعادة يتحالــف الشاذلــي ومربــاح و يتم عــزل مساعديــة والابراهيمــي.
يتم اختيار الشاذلي بن جديد في نوفمبر 1988 من المؤتمر السادسة لجبهة التحرير مرشحا لفترة رئاسية جديدة مدنها 05 سنوات ( مع فصل الامانة العامة للحزب التي آلت الى عبد الحميد مهري عن رئاسة الجمهورية لاول مرة !)
و عيــن مربــاح رئيســا للحكـومة ولكنه لم يكمل سنته الاولى بها فقرر الرئيس في سبتمبر 1989 التخلص منه ! واعفائه من مهامه ليخلفه مولود حمروش القسنطيني الذي وصف بالمصلح ! وربما الاخطر ترشيح الجنــرال خــالد نـــزار وزيــرا للدفــاع( حيث تنازل الرئيس عن وزارة الدفاع)
وتمت اقالة” رابح بيطاط ” من رئاسة المجلس الشعبي الوطني! ( كما سيفعل ببلخادم لاحقا )
واستمرت هذه الثنائية الولادة هي الحاكمة والتدلولية …وهناك بالضبط تبرز جبهة أخرى ” ولا يفل الجبهة الا الجبهة ”
الجبهة الاسلامية للانقاذ:
دخلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ (F.I.S. ) الانتخابات البلدية في 12 جوان 1990 . فازت باغلبية كبيرة : اذ سيطرت على 853 بلدية من اصل 1541. بنسبة 55.42 % . (جبهة التحرير الوطني 487 بلدية ” 31.64 % . 106 للمستقلين 87 للتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية ’ 02 للحزب الاشتراكي ؟ 02 لحزب التجديد ؟)
قام رئيس الحكومة يومها ( قبل إعلان النتائج بل يوم الاقتراع ) السيد مولود حمروش بزيارة سرية الى باريس (1)؟ اجتمع ببعض المسؤولين . وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران , لكي ” يطمئنهم بان الاسلاميين لن يحصلوا في احسن الاحوال على اكثر من 15 % من اصوات الناخبين في الانتخابات – فاصرها الفرنسيون في انفسهم ولم يفضحوه وهم اعلم به وبالنتائج الحقيقية والمرتقبة وكانت دوما خلف الستار كما قال الساعي بن حمودة رحمه الله ؟) .
بتاريخ : 26 جويلية 1990 يتخلى رئيس الجمهورية عن منصب وزير الدفاع للواء خالد نزار ؟ ويتولى رئاسة الأركان اللواء عبد المالك قنايزية .
– في 25 ماي 1991 اعلان الجبهة للإضراب المفتوح بمطلبين أساسين :
1- الانتخابات الرئاسية المبكرة.
2- والغاء القانون الانتخابي
كان للمطلب الاول شعارات واهازيج جماهيرية على ارض الواقع : ( مسمار جحا لازم يتنحا ) , وكان المطلب الثاني محل دراسة معمقة من اهل القانون والمختصين ( الذي اقره البرلمان في 01 افريل 1991 .باغلبية 232 صوت ؟) الذي فصل على مقاس جبهة التحرير الحزب الغالب في البرلمان ؟ حيث اعتمد القانون الجديد على مبدأ الأغلبية البسيطة , على ان تتم الانتخابات على دورتين . في المقابل ان القانون السابق الذي فازت فيه الجبهة الإسلامية للإنقاذ جوان 1990 , اعتمد مبدأ النسبية في توزيع الاصوات والمقاعد مع مكافئة الاغلبية …واكثر من ذلك الغى القانون الجديد مبدأ الوكالات العائلية ..وربما اهم من ذلك الدوائر الانتخابية فان القانون المعدل قسم البلاد الى 542 دائرة انتخابية بدل 296 كما كان الوضع من قبل .
إلى : 04 جوان 1991. بإعلان حالة الحصار و إقالة حكومة مولود حمروش وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة يومي 17 و18 جويليا 1991 إلى إشعار آخر؟
للحديث بقية
—- تهميش —————–
(1) من بين الجرائد التي اوردت الخبر بعد عام صحيفة( “لو كانار إنشنيه”: الطائر المغرد) الفرنسية بتاريخ : 12جوان 1991؟-
عزوڨ موسى