السورية د. شفق نيصافي شاعرة البوح العشقي الروحي
تاريخ النشر: 13/06/21 | 6:05بقلم : شاكر فريد حسن
الدكتورة شفق نيصافي شاعرة موهوبة تكتب برهافة وجمالية فنية لافتة، وهي واحدة من الأصوات الشعرية التي اقتحمت عالم الشعر وشقت طريقها منذ سنوات عدة، بنصوص ابداعية رقيقة وشفافة وفاتنة نشرتها في عدد من المواقع الالكترونية، بدت فيها شاعرة مرهفة الاحساس، ومتمكنة وضعت يديها على جمرة الشعر .
وتنتمي شفق لكوكبة من الشاعرات والمبدعات السوريات والعربيات، اللواتي ملأن الفضاء الأدبي شعرًا شفافًا رائعًا، يعتمد الصياغة اللغوية المألوفة ويجانب المجازات والاستعارات والكنايات البلاغية، ويرشح بمعان انسانية رفيعة .
وفي شعر شفق رومانسية حالمة، ونسمع فيه صوت الأنثى العاشقة الهامسة بمفرداتها، وتتدفق القصيدة لديها فتغوص عميقًا في الذات الأنثوية لدرجة تثير القارئ إلى الأبعاد التي تحملها جملتها الشعرية، وتشيع فيها مفردات وكلمات الحب والعشق والغرام والبوح في لحظات العناق.
والقصيدة الشفقية الشفيفة مكتوبة بلغة كثيفة حية، نابضة بالدفء، وبحس شعوري عميق، وأصالة واضحة، وصور مجنحة، ولغة عذبة وشفافة، تثير القارئ والمتلقي بسلاستها ،وعذوبتها، وايقاعها الداخلي، وكأنها نغمات موسيقية بثت الحانها بأصداء العبارة لتحولها من نسق انسيابي الى آخر.
وتشي قصائدها بروح شاعرية وموسيقى شجية، وقدرة على التعبير بالكلمة المتألقة، وتكثيف ايحائي عاطفي، وتحتفي بالايقاع المموسق بشتى تلويناته، محققة بذلك شعرية النص الايقاعية، وفيها دفق شعوري مرتبط بذاتها، وهي وليدة الإحساس العاطفي الوجداني القوي، فلنسمعها تقول في هذا النص البديع الذي يدل على حس مرهف بارع الالتفاتة، نستعذب فيه اللمسة الناعمة :
أحبك سحرًا
تغير خارطتي
فبحوري
أشواقي إليك
مراكبي
ترسو على ضفتيك
ينابيعك
تتقجر في أوديتي
هضابي
تتكور على يديك
اقترب حبيبي
ازرع قبلاتك في كل كرومي
دعني حبيبي أتماهى بك
وتضيع حدودي بغمرة
بين ذراعيك
شفق نيصافي شاعرة ملهمة موهوبة ومطبوعة، واسعة الأفق، قادرة على الصياغة الفنية، تشدنا بنصوصها الناعمة الدافئة الحارة الملتهبة البوحية الطافحة بالمشاعر والعواطف الجياشة، ومن خلالها ترى العالم كله يسبح في بحيرة الحب والجمال، وتجعلنا نرحل معها في عوالم من الصور الشعرية الأخاذة ، التي تكشف عن ثراء نفس الشاعرة وثقتافتها وموهبتها، وشعرها غاية في العذوبة والرقة واللطف والابداع وصدق الاحساس، دون تصنع وتكلف، بعيدًا عن الرموز والأحاجي والكلمات المتقاطعة ، كما يتجلى في هذا النموذج الشعري :
قال لي
لا تكثري من وضع النقاط في آخر السطور….
يكفيني أربع منك….
تومئ لي بحروف فريدة
ترسم لعمري خارطة جديدة.
تشعل قلبي..
تسكر روحي..
تأخذني لأقطف زهورك كل صباح…
أولها ألف..
لتعلم كل خلائق الكون
كيف تقف بإجلال
حين يحضر عطرك الرقيق.
ثانيها حاء..
تحكي حنيني….
ولوعة اشتياقي….
لأضم خصرك…
وأقطف قبلة من الثغر العقيق..
ثالثها باء..
تختزل بهاء عينيك.
بألف ألف قصيدة….
ومسكها كاف..
كبيرة كعشقي..
كولهي….
كطوق نجاة تعلق فيه قلبي الغريق…
أما أنا..
فسأختم كل سطر..
بثلاث نقاط…
هي…
شغف روحي…
فرح عمري…
قيثارة نبضي…
حروف اسمك ..يا الحبيبة…
الدكتورة شفق نيصافي شاعرة ذات موهبة بيانية عميقة متدفقة العاطفة، لها نكهتها وطابعها الخاص المتفرد، تتميز بالسهولة والوضوح ورقة الأسلوب وصدق التعبير، معانيها جميلة، والفاظها شفيفة، وصورها خلابة جلية، ولغتها مركبة وتنساب قراءة وفكرة دون جهد وعناء .
فللصديقة الشاعرة الدكتورة شفق نيصافي أصدق عبارات التقدير لحروفها ويراعها، وأتمنى لها مستقبلًا شعريًا يانعًا زاخرًا بالعطاء وغزارة الانتاج، ولها تحياتنا الخالصة من ربوعنا الفلسطينية.