الصهيونية كما يراها الأستاذ عباس محمود العقاد – معمر حبار
تاريخ النشر: 14/06/21 | 10:08مقدمة القارئ المتتبّع:
1. أنهيت قراءة الكتاب بتاريخ: الإثنين 18 جمادى الثّاني 1442 هـ الموافق لـ 1 فيفري 2021 ، ويضع اليوم صاحب الأسطر قراءته بين القرّاء والنّقاد راجيا السّداد والتّوفيق:
2. الأستاذ عبّاس محمود العقاد رحمة الله عليه: “الصهيونية العالمية”، هنداوي، المملكة المتحدة، 2019، من 116 صفحة.
3. أهداني االكتاب مشكورا صديقنا المصري محمد عبد العزيز حفظه الله ورعاه، ووضعه تحت تصرّفي في حينه، وبمجرّد ماطلبته منه. فله منّي بالغ الشكر، والمحبّة، والتّقدير، والاحترام.
4. لايوجد في الكتاب سنة تأليف الكتاب، لكن القارئ المتتبّع وقف على أنّ العقاد كتب كتابه سنة 1956 كما تشير إليه عبارته: “وقد كان قبل شهر يونيو في العام الماضي( ١٩٥٥ ).
5. العناوين الفرعية من وضع صاحب الصفحة.
6. للأمانة، استعملت مصطلح “الصهاينة” عوض المصطلح الذي استعمله الأستاذ عباس محمود العقاد والذي لاأستطيع كتابته، ولا نطقه.
الصهيونية والاستدمار:
7. الاستدمار الصهيوني قائم بذاته. والصهاينة وسيلة من وسائل الاستدمار الفرنسي، والانجليزي وغيره.
8. ممّا فهمته من العقاد أنّ: الصهيوني لكي يحقّق أهدافه لايهمه في شيء أن يتحوّل إلى شيوعي، أو مسيحي، (أو مسلم)، وحليفا للمحتلّ المغتصب. والمهم عنده تحقيق الهدف على حساب العربي، والمسلم، والمسيحي، والملحد، والشيوعي، واللّيبرالي، والعلماني والقومي بوسائلهم، وغاياتهم، وأموالهم، وإعلامهم.
9. لايعرف الصهاينة الولاء لأحد بما فيهم الدول الغربية التي ساعدتهم. (أضيف: وبما فيها الدول العربية والإسلامية التي قبلت ذل، وخيانة التطبيع).
10. الصهاينة لايقبلون شريكا بما فيهم الغرب الذي ساعدهم.
11. أضيف: ومن باب أولى فإنّ الصهاينة لايوالون الدول العربية والإسلامية، ولا يقبلون بها شريكا ولو هرولت نحو التطبيع.
12. الاضطهاد، والقومية، والاستدمار من عوامل ظهور الصهيونية. 9
13. تدخل الانجليز سنة 1842، وخطفوا الفكرة من الفرنسيين باعتبارهم منافسين لهم، وتبنوا اليهود وفكرة “شعب بلا أرض وأرض بلا شعب”، لتمكين اليهود من السيطرة على فلسطين، والعالم. 11
14. “وحدث غير مرّة أن اليهود كانوا ينصرون كل مغير على البلد الذي يقيمون فيه، وحدث غير مرّة أنهم كانوا يصاحبون الجيشين المتقاتلين لشراء الأسرى، وبيع المؤونة، والمساومة، فوقر في أخلادهم تصفية الأعمال وبذل القروض، ثم يتقابلون على تفاهم عند “الأمم أنهم شعب غريب. أقول: وهكذا كانوا مع الاستدمار الفرنسي للجزائر. 14
15. جعل الاستدمار من مطامع اليهود وسيلة من وسائل الاستدمار، والنهب. 15
16. دخلت الصهيونية العمل السياسي بعد وعد بلفور والانتداب البريطاني. 19
17. وعد بلفور المقدّم للصهاينة هو جزء من الوعود التي قدّمت لأمراء العرب للخروج عن الدولة العثمانية. 10
18. ” إن الواقع المحقق في مسألة الصهيونية أن اليهود يستغلون الدول، والدول تستغلهم”. 20
19. “لقد رأينا كيف يتدرج الصهيونيون من طمع إلى طمع كلما أنسوا التشجيع أو الإغضاء من دول الاستعمار. كانوا يقنعون بالسكن حتى وجدوا من يطمعهم في الوطن القومي، فطلبوه وزادوا عليه إقامة الدولة في ذلك الوطن المغصوب، وكانوا يقنعون بالقسمة فهم لا يقنعون اليوم بما دون السيطرة الكاملة على جميع البلاد.” 22
الصهيوني ذلك المبالغ في ذكائه وقوّته:
20. الصهيوني أحمق وليس المتميّز كما يصوّرون أنفسهم. وقوّته في كونه استغلّ حماقة الآخرين، واستطاع أن ينفذ من خلالها.
21. الصهيونية ليست بالعظيمة كما تصوّرها الدعاية، وليست بالهيّنة ليستهان بها.
22. “إن نفاذ الصهيونية إلى فلسطين يرجع، ولا شك، إلى قوة الصهيونية العالمية، ولكن هذه الصهيونية العالمية لا تعمل وحدها في هذا الميدان، بل تعمل معها قوتان أخريان أكبر منها، وهما: قوة المصالح الاستعمارية، والتعصب الشديد على الإسلام.” 27
23. “هي إذن ثلاث قوى تعمل في قضية فلسطين: قوة الصهيونية العالمية، وقوة المصالح الاستعمارية، وقوة التعصب على الإسلام”. 28
24. الصهاينة يعترفون أنّ العالم يكرههم ولم يعد ذلك يثيرهم لأنّهم يدركون أنّهم سبب كره العالم لهم. وراحوا بعدها يبرّرون ذلك بكونهم لهم نبوغ في عدّة ميادين. والحقيقة التي يجب أن تقال، هي: نبوغهم محصور في التجارة والسمسرة دون غيرها من الميادين التي تفوّق فيها غيرهم. ونبوغهم مدعم عالميا ومن الطابور الخامس المنتشر عبر العالم، بينما نبوغ غيرهم ذاتي وغير مدعم. “فإنهم أقل من نظرائهم في بلادهم، ولكنهم يشتهرون بفعل الدعاية والتآمر عليها، لأنهم صهيونيون آباء وأمهات، أو لأنهم أبناء أمهات من الصهيونيين”.38
25. “وإنما آفة القوم الكمينة فيهم أنهم كائن ممسوخ من الوجهة الاجتماعية؛ لأنهم جماعة مقتضبة لم تصبح أمة، ولم ترجع إلى نظام القبيلة البدوية، واشتبكت مع العالم وهي في مرحلة غير نامية وغير صالحة للنمو على حدة، فكل علاج لها ميئوس من جدواه، ما لم يغلبها العالم على طبيعتها ويدمجها اضطرارًا في طوية أممه، وسوف يكون ذلك لا محالة؛ لأن غيره لن يكون” 10.
غدر الصهاينة وكراهيتهم للجميع ودون استثناء:
26. “فلم يعرف في تاريخ هؤلاء القوم قط أنهم يخلصون في طاعة هيئة دنيوية أو دينية”. 26
27. “فالصهيونيون لم يعرفوا في تاريخهم شيئًا يسمى الولاء والإخلاص في الطاعة لمن يتولى شئونهم، وكل ما عرفوه وعرفوا به في تاريخهم الطويل طبيعة التمرد والالتواء والعصيان”. 27
28. “وهم متعصبون متحزبون في كل مكان، لا يجمعهم حب بعضهم لبعض، ولكن تجمعهم كراهية الآخرين كما يجمعهم الحقد على العالم”. 27
29. “إنهم ينسبون ربَّ العالم والأمم جميعًا لخدمتهم إلى آخر