غنايم الآخر في الاتجاه المعاكس…مسعود الجريء يخرج عن صمته
تاريخ النشر: 14/06/21 | 9:13بقلم: أحمد حازم
وأخيراً، خرج مسعود غنايم النائب السابق عن “موحدة” عباس وبق البحصة بألم. قال لرئيسه السابق في القائمة الموحدة ولحركته الإسلامية (الجنوبية) لا وألف لا للإنضمام لحكومة يميني عنصري اسمه نفتالي بينيت. لقد “بلغ السيل الزبى” عند المتألم مسعود، فلم يتحمل بعد كتمان ما يغيضه ويظهر بلون آخر، لأن دينه لم يعلمه مسايرة قاتل شعبه وغض الطرف عنه.
لقد قالها مسعود بصراحة وجرأة في صفحته على الفيسبوك:” انضمام الموحدة لائتلاف حكومي خطأ كبير عليها التراجع عنه”. أنا شخصياً أعرف أن أبا خالد قالها بصدق، لأنه رأى ما يقولونه لا يتناسب مع ما تعلمه في الجنوبية. يعني أفعال تناقض الأقوال. أبو خالد إنسان مؤدب وخلوق. هكذا عرفته منذ دخوله أول مرة للكنيست، وكنت أنا أول صحفي يجري معه حديثا بعد دخوله الكنيست وهو يعرف هذا الأمر، ولذلك أعرف مدى صدقه.
مع احترامي للصديق مسعود الذي لاقى تصريحه في الفيسبوك تأييداً شعبياً كبيراً، لكن كان عليه أن “يبق البحصة” قبل يوم المصادقة على الحكومة لأن الضجة كانت ستكون أقوى وأوسع وكانت ستضع “الموحدة” في مأزق. لكن هذا الذي حدث. صوت مهم من “الجنوبية” انتفض في وجه من شرع حكومة الإستيطان.
مسعود هو من طينة أخرى. هو غنايم آخر. لم يقبل على نفسه أن يكون شاهد زور حتى وإن كان خارج اللعبة البرلمانية، لكنه لا يزال من كوادر الصف الأول في الجنوبية. لقد قال غنايم لعباس بكل أدب :” انضمامكم خطأ”. كان عليه أن يكون أقسى من ذلك وأن “يقرص” بقوة ولا يرحم، لأن الدفاع عن الوطن والأرض والمبدأ يتطلب عدم الرحمة للمسيء إليه. فهل من إساءة بعد للشعب أكثر من تأييد حكومة قاتل للفلسطينيين؟
أبو خالد قالها صراحة بعد أن اتكل على الله:” كلمة عليّ أن أقولها في هذا اليوم وأمري إلىى اللّه :”سأقول هُنا ما قلتُه مراراً وتكراراً في داخل هيئاتنا ومؤسّساتنا في الحركة الإسلاميّة:إنّ دخول الحركة الاسلامية وذراعها السياسي القائمة العربية الموحّدة، بائتلاف حكومي خطأ كبير وعلى الحركة التراجع عنه وعدم ارتكابه”. لكن “حركتك” يا أبا خالد ارتكبت الخطأ وجاهرت به أيضاً وكأنه عمل وطني، ويدعون بأنها حكومة تغيير. ولكن تغيير ماذا؟ لم يتغير شيء سوى نتنياه وجاء أسوأ وأشرس منه بدعم قائمة إسلامية. ويا ريت يقولوا لنا هل الإسلام يسمح لهم بدعم القاتل بينيت؟
انت اعترفت يا أبا خالد أنك قلتها مراراً وتكراراً ولكن لا حياة لمن تنادي. “طرشان بالزفة” لا يسمعون حتى أنهم لا يرون ولا يفقهون.موقفك هو الصحيح. نحييك على هذا الموقف الذي يجب تقديره واحترامه. ودعني أكون صريحاً معك كما كنت كل السنوات الماضية: إذا كنت تعتقد بأنهم راضين عن تصرفك (بالفعل وليس بالقول) فأنت مخطي تماماً. موقفك هو موقف شريف نبيل وموقفهم خطأ فاحش، والفرق بين الموقفين مثل الفرق بين الطهارة والنجاسة. يكفيك أيها الـ(غنايم) من النوع الآخر احترام الجماهير. والمحترم يا أبا خالد هو الذي يقاوم الإستيطان ويقاوم كامنيتس وهدم البناء وليس المحترم من يعمل على إنجاح حكومة يميني عنصري.
أنت تقول في البوست على الفيسبوك:” هذا الموقف والتحذير هو من أجل سلامة مشروع ومسيرة وموقف الحركة الإسلامي والوطنيوالبوست ليس خروجاً من الحركة الاسلامية وليس للنقاش والمناكفة.”
هل تعتقد يا أبا خالد أن “الجنوبية” بعد مباركتها لحكومة بناء المزيد من المستوطنات في الأرض الفلسطينية، ونأييدها لحكومة تدعم الشواذ الجنسي، يحق لها التحدث عن مشروع وطني؟
على أي حال، أنا أعتقد بأن مطالبتك سيكون لها “عوارض جانبية حزبية” رغم أنك على حق فيما قلته. ولقد برهنت يا أبا خالد أنك غنايم من النوع الجريء الذي لا يبحث عن مصلحة ذاتية بل عن مصلحة شعب، وإن كنت في نظرهم قد سلكت الاتجاه المعاكس.