مع الشكر لمنصور عباس/ بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 18/06/21 | 22:09من المؤكد أن عنوان المقال يفاجيء كل من يعرف موقفي من الحركة الإسلامية (الجنوبية) المرضي عنها وعن قيادتها (الحكيمة) إسرائيلياً من أصحاب القرار، بعكس (شقيقتها) الشمالية المحظورة قانونياً، والتي يقبع رئيسها في زنزانات أحفاد جولدا مائير وبن غوريون، وقادتها مراقبون في كل حركة يقومون بها، رغم أنهما يمارسان نفس المبدأ السياسي. لكن ال(المحبة) من الله. ومن خلال هذه المعاملة يتبين أن قادة (الجنوبية) لهم امتيازات وميزات. فالإمتيازات هي الرضى عنهم لقبولهم الدخول للكنيست، والميزات أنهم مثل “جماعة فرفور خطأهم مغفور”.
أنا شخصياً أتقدم بالشكر للدكتور منصور عباس، ليس لأنه أوقف حكومة بينيت اليميني المتطرف على رجليها، وليس لأنه أنقذ نتنياهو أكثر من مرة من مآزق سياسية كانت سترسله للمحاكم، وليس لأنه “بيضة قبان” في معادلة الحكومة، بل لأنه يوفر دائماً مادة صحفية شيقة للنشر. فهو بنظري أصبحت ممارساته وبياناته وما أكثرها مصدراً مهما للكتابة. ولذلك يستحق الشكر هو “والمداحون” لنهجه”.
وعلى سبيل المثال يقول “عاشق” لسياسة “الملهم” منصور عباس في مقال له في موقع العرب نشر أمس الخميس تحت عنوان:” المشتركة إلى أين؟” “أن الموحدة استطاعت بحنكة سياسية وفي زمن قياسي فرض نفسها على اصعدة الحكم المختلفة في اسرئيل، ملبية لرغبة ناخبيها”. تعالوا نحلل ونقيم هذه الخربشات الواهنة:
يتحدث المعجب بعباس عن “حنكة سياسية”، لكن أين هي الحنكة؟ هل هي في دعم اليمين الفاشي أم في القبول بحكومة يمينية عنصرية؟ ومن ثم أين فرضت الموحدة نفسها وعلى أي أصعدة حكم؟ الموحدة أيها الولهان بمنصور لم تستطع فرض نفسها على منصب نائب وزير داخلية، والمرأة شاكيد أسكتت منصور عباس عن الكلام المباح، ولما طلع فجر الصباح رضي “المنصور” برئاسة لجنة الداخلية. لكن شاكيد رفعت اصبعها في وجه عباس (والحقيقة لا أعرف أي إصبع) وسحبت منه أهم مهمة في اللجنة. فأين فرض النفس الذي يتحدث عنه صاحب الخربشات؟ والأنكى من ذلك أن “المخربش” يدعي بأن ممارسات “الموحدة” تلبي رغبات ناخبيها. فإذا كانت تصرفات عباس هي بالفعل انعكاس لرغبات الناخبين، فإن الدنيا ليس بخير.
ثم يدعي كاتب الخربشات بأن الجانب الإسرائيلي لا يقبل بمركبات المشتركة في الحكم وليس لأنهم لا يريدون كما يدعون”. فعلى أي أساس اعتمد “المخربش” في رأيه هذا؟ يقول مضيفاً: “لأن مركبات المشتركة لا تملك اي وزن سياسي داخلي”. ما هذا الغباء أيها (الجنوبي؟) صحيح أنا لست مخولاً للدفاع عن “المشتركة” ومركباتها ولكني أنطلق من تحليل سياسي فقط وليس من موقف حزبي لأني فوق الحزبية.. المشتركة لها ستة أعضاء كنيست. ولذلك فإن وزنها السياسي أكبر وأهم من وزن أعضاء الموحدة الأربعة.
ولو أن أعضاء المشتركة يريدون الدخول في الائتلاف لم الترحيب بهم بالأحضان من قبل لابيد وبينيت، خصوصاً وأنهم الشريحة الأكبر في المجتمع العربي ولهم ستة أعضاء كنيست. لكن أخلاقهم وضمائرهم تمنعهم من المشاركة في حكومة مثل حكومة بينيت ولذلك هم لا يريدون وليس العكس، فكفاكم مغالطات وخداع للشارع العربي.
ألا يكفينا ما عشناه في عهد نتنياهو؟ فهل يعقل أن نذهب “من تحت الدلفة لتحت المزراب؟”. صحيح أني أتقدم بالشكر لمنصور عباس شريك نفتالي بينيت في الحكومة، لكن الأصح هو أن منصور عباس ضرب بالحائك مشاعر أهل النقب والدليل على ذلك تحركات سعيد الخرومي التي كادت أن تصل إلى حد العصيان، والتي لا تزال تحت التساؤل لغاية الآن. نقطة أخرى هي الأصح أيضاً”الصرخة” التي أطلقها مسعود غنايم والتي قالوا انها تندرج في إطار حرية التعبير. روحو إلعبوا غيرها.
والحقيقة الواضحة، أن أصواتاً بدأت تسمع من داخل الإسلامية الجنوبية تعبر عن عدم رضاها على الانحرافات السياسية المتعددة لرئيس القائمة العربية الموحدة، ولا نعرف إذا كانت هذه الأصوات ستتكاثر وتشكل انقساماً في الجنوبية، أم أن الأمر مجرد خلاف عابر بإمكان عباس احتوائه. ننتظر
وفي النهاية لا بد من الموافقة على آخر جملة وردت في مقال “العاشق” لنهج عباس حيث قال:” عند حدوث عمل عنف ستقول المشتركة ان الموحدة قد فشلت لأنها لم تمنعه، وإن هُدم بيت سترجعه لتخاذل عباس، وان بُنيت مستوطنة فتشجب تواطوءَ الاسلاميّة”. نعم هذا صحيح ولقد أصبت الحقيقة لأن الموحدة في الائتلاف الحاكم وتتحمل المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث في عهد الحكومة الجديدة.