وعاد رونالدو الى الكوكا كولا
تاريخ النشر: 20/06/21 | 8:24 زهير دعيم
جفَّ ريقه ، نشف ، ” قحمش” كما كانت تقول المرحومة جدّتي ..
اعني حلق كريستيانو رونالدو في مباراة منتخبه البرتغاليّ مساء اليوم السّبت مع المنتخب الألماني على ملعب اليانز ارينا في ميونيخ والذي انتهى بفوز ساحق ومحقّ للألمان بأربعة أهداف لاهدفيْن .
نعم .. جفَّ ونشف حلقه ، وأظنّه وبعد أن لقّنه الألمان درسًا عاد يجرع الكولا … ولم يعلم المسكين أن الألمان يبقون ويظلّون ألمانًا ويستبسلون حين تكون ظهورهم نحو الحائط ، فهم لا يعرفون التهادن والمهادنة ولا الرحمة بل يصبّون جام غضبهم على منافسيهم فيذيقونهم الأمرّيْن ويجعلونهم أُهزوءة..
عاد الى الكوكا كولا مُكرهًا ، فقد ظنّ المسكين أن كلّ الطيور تؤكل لحومها فلقم لحمًا قاسيًا وهشّم أسنانه.
نعم ظنّ أنّ كلّ المُنتخبات هي هنغاريا التي فاز عليها مع صحبه بثلاثة أهداف جاءت متأخّرة جدًّا وغير مُقنعة.
والى كلّ اولئك الذين راحوا ” يترحّمون” على المنتخب الألماني نقول : لقد خاب ظنّكم فالألمان ما زالوا سادة ، عمالقة وفنّانين ، يُتقنون اللعبة بشكلٍ جماعي وفرديّ فيأتونك بالسِّحر ويزرعون الملاعب فنًّا وأهدافًا.
لست الوحيد الذي يعتقد ان رونالدو عاد الى الكوكا كولا ، فكثيرون مثلي رأوه مسكينًا وليس بيديه حيلة ، ولعلّ من زغرد وغنّى وضجّ هم هم أصحاب مصانع الكولا الذين قالوا : ” هذا من خطيّتنا.
لقد أضحى ” بيت الموت ” والذي يضم الألمان والبرتغاليين والفرنسيين والهنغاريين بعد تعادل الفرنسيين مع الهنغاريين مساء اليوم السبت وانتصار الالمان الساحق على البرتغاليين أضحى هذا البيت راعشًا ، صاخبًا وأكثر ” موتًا ” إنْ صحَّ التعبير ، فكلّ الذين اعتقدوا أن هنغاريا ستكون لقمةً سائغة ، صُدموا اليوم وهم يرون الفرنسيين يلهثون كي يحرزوا هدف التعادل ..
لستُ من هواة شرب الكوكا كولا مطلقًا ، ولكنني مع الألمان وليشرب رونالدو وجماعته كلّ كولا الدنيا ليُبرّدوا حلاقيمهم.