صدور كتاب “عشايا سلمى/نثائر” للشَّاعر العَروضيّ محمود مرعي
تاريخ النشر: 22/06/21 | 8:56عن دار الحديث للإعلام والنَّشر، بإدارة الأديب الكبير فهيم أبو ركن، صدر كتاب “عشايا سلمى/نثائر” للشَّاعر العَروضيّ محمود مرعي، وقد كتبت مقدِّمة الكتاب الأديبة النَّاقدة الفلسطينيَّة الدُّكتورة ريمان عاشور، دكتوراه في اللُّغة العربيَّة وآدابها/ تحليل الخطاب وعلم اللِّسانيَّات/ الجامعة الأردنيَّة؛ وكتب تظهيرًا للكتاب الأديب الكبير فهيم أبو ركن.
يقول الـمؤلِّف في بداية الكتاب:
“قَبْلَ العَتَبَةِ
كَلامُ العَرَبِ: ذِكْرٌ وَشِعْرٌ وَنَثْرٌ
بِهٰذا الـمَعْنى تَحَدَّثَ ابْنُ خَلْدونَ، وَرَدَّدَ بَعْدَهُ طٰهَ حُسَيْنٍ بِما يُشْبِهُ السَّطْوَ عَلى فِكْرِ ابْنِ خَلْدونَ، وَتَبِعْتُهُما دونَ هَضْمِ حَقِّ أَيٍّ مِنْهُما،وَدونَ ادِّعاءِ سَبْقٍ هُوَ حَقٌّ لِابْنِ حَلْدونَ.. وَالذِّكْرُ فَوْقَ كُلِّ بَيانٍ، وَالشِّعْرُ وَالنَّثْـرُ نَوْعانِ أَدَبِيَّانِ، مادَّتُهُما الأُولى اللُّغَةُ،ثُمَّ يَفْتَرِقانِ، فِلِكُلٍّ مِنْهُما طَرائِقُهُ وَمَجالُهُ، فَلا يَبْغي هٰذا عَلى هٰذا.
اَلشِّعْرُ وَالنَّثْرُ لا يَلْتَقِيانْ.. “بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانْ”(1)
فَحَتَّـى يَظَلَّ الشِّعْرُ في حَيِّـزِهِ وَفَضاءَاتِهِ، وَيَظَلَّ النَّثْـرُ في حَيِّـزِهِ وَفضاءاتِهِ، جاءَ كِتابُ النَّثائِر “عَشايا سَلْمى”، مُبينًا عَنْ ذاتِهِ وَجَوْهَرِهِ، كاشِفًا عَنْ فَهْمِنا لِلْأَمْرِ وَاعْتِمادِنا مَنْهَجًا ما زِلْنا نَسيرُ وِفْقَهُ مِنَ البِدايَةِ، وَحَتَّى يُدْرِكَ القارِئُ أَنَّنا لَسْنا ضِدَّ أَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْواعِ الكِتابَةِ، بِشَرْطِ وَضْعِ كُلِّ نَوْعٍ في حَيِّزِهِ وَمَجالِهِ”.
ونقرأ مِمَّا جاء في الكتاب، نص ” اِجْلِسي سَلْمى (ص 11- 12):
اِجْلِسي سَلْمى لِأُحَدِّثَكِ عَنْ آخَري وَأُخراكِ السَّابِقَيْنِ.
تَعالَيْ هُنا شَقِيَّتي الشَّهِيَّةَ، لِنوقِدَ المَساءَ فَهْوَ جَزْلٌ سَريعُ الهُبوبِ وَالاِتِّقادِ، وَلْنُصْغِ لِهَمْسِ حُباحِبِهِ، فَلَدَيْها أَخْبارُ الزَّمانِ القَبَلِيِّ القَبْلِيِّ.. لكِنْ، لِنَمُتْ قَليلًا قَبْلَ انْثِيالِ الأَبْجَدِيَّةِ.. فَالمَكانُ رَصَدٌ يُخْفي تَحْتَ أَديمِهِ كُلَّ عُشَّاقِ المَوْتِ قَبْلَنا.. أَخافُ أَنْ يَنْهَضَ مِنْ غَفْوَتِهِ فَيَصْحو المَيِّتونُ فَلا نَكونُ..
أَعِدِّي لَنا وَجْبَةَ العُرْيِ المُقَدَّسِ.. وَشَرِّعي الكَلامَ عَلى الرِّيحِ قَليلَا.. نَكْهَةُ المَوْتِ فيكِ تَحْذي لِسانَ سِياقِ الحُروفِ وَلا ماءَ في هذا الهَزيعِ.. يُطْفِئُ جُنونَ المَعاني..
سَأُحَدِّثُكِ عَنْ رِحْلَتي فيكِ أَوانَ الصَّباحِ البَعيدِ، يَوْمَ كُنَّا عَلى الرِّمالِ نَضْرَسُ القَحْطَ العَرَبِيَّ.. يَوْمَ طَلَعْتِ عَلَيَّ مِنْ خَلْفِ الكَثيبِ المَهيلِ قُبالَةَ السَّرابِ الكَثيفِ، وَلَمْ نَحْسَبْهُ ماءً، وَلَمْ تُسْعِفْكِ عَصا المُعْجِزاتِ حينَ اتَّكَأْتِ عَلَيْها لِتَنْظُري صَفَحاتِ روحي عَلى الرَّمْلِ.. وَانْكَسَرَتِ العَصا.. فَتَدَحْرَجْتِ عَنِ الكَثيبِ وَلَمْ تَقِفي إِلَّا عِنْدَ رَأْسي الغارِقِ في اسْتِحْضارِ حُضورِكِ مِنْ مَخالِبِ غِيابِكِ الطَّويلِ”.
جاء الكتاب في 120 صفحة من القطع الـمتوسِّط، هٰذا وقد صدر الكتاب عَلى نفقة دار الحديث للإعلام والنَّشر”.
(1) تضمين الآية 20 من سورة الرَّحمٰن. ويمكن قراءة الوزن مجزوء البسيط مذالًا، أو الـمجتثَّ على أصله مقصورًا.