يصدأ الحديد وأبواب السجون ولكن لا تنهار العزائم
تاريخ النشر: 30/06/21 | 10:38بقلم : سري القدوة
في سجون الاحتلال تشتد الهجمة للمحتل شراسة وقمع وكالعادة لا يمتلك الاسير الفلسطيني اي سلاح في هذه المعارك المستمرة وإنما يمتلك ارادة قوية لا تلين يصدا الحديد وأبواب السجون ولكن لا تنهار العزائم ويبقي الاسير مسلحا بالإيمان والقناعة الراسخة بتحقيق اهدافه وبقوة وعدالة قضيته والأسير الفلسطيني يمتلك إرادة فولاذية أقوى من كل المحاولات الإسرائيلية القمعية والقهرية وأن معارك الإضراب عن الطعام تحمل الكثير من الدروس والعبر للمحتل والعالم أهمها أن الإرادة الفلسطينية الأسيرة تصنع المستحيل وتصنع الحرية.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة التنكيل الممنهج وانتهاكاتها المنظمة لحقوق الأسرى والمعتقلين التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية كجزء من سياسة العنف التي تفرضها على الواقع الفلسطيني حيث تصدرت جملة من الانتهاكات واقع قضية المعتقلين والأسرى في السجون الإسرائيلية ولا سيما مع انتشار فيروس كورونا والتحولات التي رافقت الوباء عبر جملة من الإجراءات التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال وساهمت في تفاقم ظروف الاعتقال .
تشير مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر آذار/مارس 2021 نحو (4450) أسير بينهم (37) أسيرة فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (140) طفلاً وعدد المعتقلين الإداريين إلى نحو (440) معتقلاً في ظل مواصلة سلطات الاحتلال لتنفيذ سياسة الاعتقال الإداري بينما تشهد السجون حالات الإضراب عن الطعام رفضاً لهذه السياسة وتصاعد مدرية السجون العامة من سياسة الاهمال الطبي وخاصة بعد وباء كورونا ليعاني الأسرى الذين أُصيبوا بفيروس كورونا من سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء) كما يعاني الاسرى من الأطفال والجرحى والمرضى في سجون الاحتلال وخاصة في ظل تصاعد عمليات الاعتقال الممنهجة والكثيفة في القدس ومنها الاستدعاء المتكررة والحبس المنزلي والملاحقة المستمرة لأي نشاط خاص في القدس .
سلطات الاحتلال الإسرائيلي ماضية في استخدام سياسة الاعتقال الإداري على نطاق واسع في دولة فلسطين على الرغم مما فرضه القانون الدولي من ضوابط ومحددات لاستخدامه وهذه سياسة تاريخية ارتبطت بشكل أساس في استهداف الفاعلين من أبناء الشعب الفلسطيني سياسيا واجتماعيا وثقافيا في محاولة لتقويض أي حالة فاعلة علي المستوي الوطني وخاصة بعد ما شهدت مدينة القدس المحتلة من فعاليات مناهضة للاستيطان حيث تمارس سلطات الاحتلال وتصعد من سياسة الاعتقال الاداري بحق شباب القدس لحيلولة دون تصاعد اعمال الانتفاضة والمواجهة مع الاحتلال .
هذه الروح النضالية الجماعية التي يحارب فيها الأسير الفلسطيني الأعزل بالإرادة والصبر والصلاة وحب الحرية هزمت كل أشكال القمع والعنجهية الإسرائيلية وسياساتها التعسفية بحقهم داخل باستيلات الظلم وأقبية التحقيق وما زال حتى الان ثلاثة أسرى يواصلون معركتهم النضالية بأمعائهم الخاوية ضد اعتقالهم الإداري والاعتقال التعسفي وهم الأسير الغضنفر ابو عطوان وخضر عدنان وجمال الطويل .
وتعتمد سلطات الاحتلال على تنفيذ سياسة الاعتقال الإداري التعسفية التي تنفذها حكومة الاحتلال وبشكل متصاعد حتى أصبحت وسيلة عقاب جماعي وسياسة انتقام من الشعب الفلسطيني بكل فئاته حيث أصدر الاحتلال 200 أمر اعتقال إداري خلال الشهر الماضي من بينها 116 أمر جديدا واستمرار سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحق ابناء شعبنا والتي طالت قرابة الـ 30 الف حالة اعتقال منذ العام 2000 ولا زالت مستمرة بشكل روتيني وكعقاب انتقامي بممارسة الجرائم ضد الإنسانية والاستهتار بكل المعاهدات الدولية .