تصويت النكايات من عرب الإئتلاف الحاكم.. كفاكم مناكفات واتهامات “بهدلتونا”- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 15/07/21 | 13:23لم أستغرب أبداً مواقف أعضاء الكنيست العرب من بعضهم البعض، لأنهم نموذجاً حياً عن تعامل الدول العربية مع بعضها البعض، حيث “الخلافات” هي المسيطرة على العلاقات. فماذا ننتظر من قائمتين مختلفتين في الاتجاه والتفكير والممارسة. لكن المخزي في الأمر الاتهامات المتبادلة بين القائمتين، والتي وصلت بينهما ليكون نتنياهو حاضراً فيها إسماً وليس شخصاً.
تصوروا أن منصور عباس، صديق نتنياهو السابق، والذي أنقذه عدة مرات من مآزق كادت أن تودي به للسجن يتهم أيمن عودة، بأنه يمارس سياسة من أجل “صديقه” نتنياهو، علماً بأن عودة ونتنياهو يكنان لبعضهما كراهية لا توصف.
رئيس القائمة المشتركة تفتقت عبقريته وخرج إلينا باقتراح قانون لصالح العرب. نعم لصالح العرب. يتضمن الإقتراح الذي تم تقديمه باسم القائمة المشتركة.:”إقامة لجنة تحقيق برلمانية مع صلاحيات واضحة للتحقيق مع الشرطة لحمايتها لعصابات الإجرام بحجة أنهم عملاء للشاباك وذلك بعد النشر في القناة 12.
اقتراح لا غبار عليه وهو بالفعل يساعد المواطنين العرب في كشف رجال الشرطة المنواطئين مع المجرمين والتحقيق معهم وتقديمهم للمحاكمة. مطالبة منطقية رفضها الطرف الآخر أي منصور عباس. والرفض جاء بدون تبرير منطقي، فقد تم رفض الاقتراح لأنه أتى من “المشتركة”. يعني نكاية بالمشتركة تم إسقاط القتون بدعم عرب الائتلاف.
هنا لم تكن مصلحة المجتمع العربي حاضرة في عقول النواب من عرب الإئتلاف الحاكم، ولم يفكروا به، بل كانت “النكايات” هي المسيطرة على تلك العقول. هل فكر عباس وعرب ميريتس وحزب العمل بما فعلوا؟ إنهم رفضوا التحقيق مع ضباط يضرون بمصالح المجتمع العربي؟ كيف هذا وأنتم ترفعون شعار خدمة المجتمع العربي؟ حتى أن عضو الكنيست غيداء، التي “ما إلها في القصر سوى من مبارح العصر” سمعنا صوتها عالياً ضد اقتراح عودة، لكن لم نسمع صوتها مطلقاً عندما أسكتوها وأجبروها على تغيير موقفها من المثليين.
لم نسمع أي صوت من “نواب عرب الإئتلاف في موضوع تأجير الأرحام. وأنا هنا أخص بالذكر القائمة الموحدة التي يقولون عنها أنها الجسم السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية. اسمها “حركة إسلامية” والإسلام يحرم كلياً هذا العمل، وبيان الدكتور مشهور فواز رئيس مجلس الإفتاء في البلاد واضح كل الوضوح في هذا الشأن. إذاً لماذا سكتم على ذلك؟ هل وضعتم الإسلام جانباً وفضلتم مصالحكم عليه؟ فإما أن تغيروا اسم الحركة أو تسيروا على مبادئها في كل الأمور.
ولكن لماذا لم تدعم الموحدة اقتراح القائمة المشتركة بإقامة لجنة تحقيق برلمانية بهذا الخصوص؟ تدعي “الموحدة” بأنها لم تدعم الاقتراح لإيمانها بأن قيام المشتركة بطرح الموضوع يأتي فقط من باب الاستمرار في الأسلوب الشعبوي للمزاودة على الموحدة ومحاولة إحراجها”. يا سلام على هيك تبرير سخيف. المتعارف عليه في جميع برلمانات العالم أن أي اقراح يتم طرحه تناقش أهميته للمجتمع، فإذا كانت له فوائد للمجتمع يوافق عليه. ولكن في حالة اقتراح المشتركة فالأمر يختلف لأن الإقتراح مفيد للمجتمع لكنه غير مناسب “لعرب الائتلاف” ولذلك أسقطوه. إذا لم تستح فافعل ما تشاء.
يتبين من بيان “الموحدة” وللأسف، أنها تتعامل مع أيمن عودة كـ “عدو”. فقد ذكرت في بيانها حول موضوع الاقتراح:” يخططون وينسقّون ويعقدون الصفقات مع نتنياهو !! هل أصبح عدو عدوي صديقي حتى ولو كان نتنياهو يا أيمن؟ كما يتبين من البيان أن نواب عرب الإئتلاف يريدون معالجة وفحص أداء الشرطة وتوجيهها لصالح مجتمعنا العربي من داخل الائتلاف الحكومي فقط، ولا يريدون أي اقتراح آخر حتى لو كان لصالح المواطن العربي. كفاكم مناكفات “بهدلتونا”.