موقف نادي برشلونة سياسي بامتياز: ضربة لإسرائيل واحترام لمكانة القدس بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 17/07/21 | 13:32الخبر الذي تناقلته وسائل إعلام عربية وعالمية حول رفض نادي برشلونة لكرة القدم إجراء مباراة في القدس مع نادي بيتار القدس المعروف بكرهه للعرب وبعنصريته البغيضة، كان من المفترض أن يكون موضوعا للمحللين السياسيين وليس الرياضيين فقط، كونه مزيجاً من الرياضة والسياسة، علماً بأن مضمونه يعتبر سياسياً بامتياز رغم شكله الرياضي.
مالك نادي “بيتار القدس” موشيه حجيج، أعلن عن إلغاء مباراة ودية أمام نادي برشلونة لكرة القدم كانت مقررة الشهر المقبل في مدينة القدس. والحقيقة أن صياغة رئيس النادي العنصري لم تكن دقيقة، لأن الذي ألغى المباراة هو نادي برشلونة رفض كلياً إقامة المباراة التي أسموها ودية في مدينة القدس مما أغضب صاحب النادي العنصري وأعلن عن إلغاء المباراة.
فريق برشلونة كان في منتهى الوضوح عندما قال لنادي بيتار القدس، انه لن يشارك في مباراة على ملعب في القدس، وعلى النادي العنصري اختيار مكان آخر غير المدينة المقدسة.
موشيه حوجيج رئيس النادي العنصري والأعضاء والإدارة، المعروفين بتطرفهم اليميني وكرههم للعرب ذكر في منشور على فيسبوك، استنادا لموقع “تايمز أوف إسرائيل” انه اضطر إلى إلغاء المباراة ضد برشلونة لأنه اكتشف أن الاتفاق يتضمن مطلباً قاطعاً بعدم إقامة المباراة في القدس. صحيح أن مالك النادي لم ينم مرتاحاً تلك الليلة حسب قوله وقرر الإلغاء “لأنه يهودي وإسرائيلي” لكن رئيس نادي برشلونة راوده شعور عكسي ونام بارتياح كبير لأنه تصرف كإنسان خال من العنصرية وكره الغير واحترام الآخرين وبالأخص احترام مكانة القدس على الصعيد العالمي.
يقول رئيس النادي العنصري: “أنا لست غاضبا من برشلونة؛ هم ليسوا بناد سياسي وليس لديهم مصلحة في المشاركة في نزاعنا هنا”. طبعاً هذا غير صحيح وفي الواقع أنه “بدو يطق من الغضب” لأن الفريق الكاتالوني أفهم نادي بيتار القدس وإسرائيل أيضاً، أنهم يتابعون ما يجري في الشرق الأوسط وبالتحديد ممارسات الإحتلال الإسرائيلي، ولذلك قالوا: لا للمباراة في القدس.
الواضح تماماً، أن الهدف من إقامة المباراة في القدس هو هدف سياسي للتأكيد “على أن القدس عاصمة إسرائيل” وأن فريق برشلونة عرف بنواياهم الخبيثة، ومن البداية قطع عليهم الطريق. ولو كان هدف نادي بيتار رياضياً فقط ويريد مباراة ودية كما يدعي رئيسه فكان بإمكانه القبول بإجراء المباراة في أي مكان آخر.
وبالرغم من ادعاء رئيس النادي العنصري بأن العلاقات مع نادي برشلونة “ستظل جيدة” فأعتقد بأنه يبالغ في ادعائه، لأن ما فعله نادي برشلونة يعتبر ضربة قوية لنادي بيتار القدس وللسياسة الإسرائيلية، وهذا الأمر من ناحية منطقية لن يسفر عنه علاقات جيدة. لكن قوله بأن قراره الذي اتخذه بترتيب مع رئيس البلدية موشيه ليون إلغاء المباراة هو “صعب للغاية” فقد كان عليه هو وشريكه العنصري رئيس البلدية أن يفكراً بالرياضة وليس بالسياسة، لكنهما أرادا حفر حفرة سياسية لنادي برشلونة فوقعا فيها.
كان من المفترض برئيس نادي بيتار القدس العنصري، أن يكون أكثر وعياً، وأن يعرف أن فريق برشلونة الذي يقوده النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قد لعب عام 2013 مباراة في يافا أمام حشد من الشباب الإسرائيليين كجزء من “جولة سلام” استمرت لمدة يومين. وجاء ميسي أيضا إلى إسرائيل في عام 2019 للمشاركة في مباراة ودية بين المنتخبين الأرجنتيني والأوروغواياني، والتي شهدت مواجهته ضد زميله في برشلونة آنذاك لويس سواريز.
وحسب المعلومات التي وردت في موقع “تايمز أوف إسرائيل” كان من المقرر أن تلعب الأرجنتين وميسي مع المنتخب الإسرائيلي في القدس قبل السفر إلى روسيا للمشاركة في كأس العالم، لكن الفريق ألغى الرحلة قبل وقت قصير من موعدها بعد ضغوط شديدة من الفلسطينيين.
تصوروا أن فريقاً رياضياً عالميا مثل فريق برشلونة يتخذ موقفاً مشرفا من القدس، ويحترم مكانتها تأييداً للموقف الدولي من القدس ولموقف الجانب الفلسطيني، بينما دول التطبيع الخليجية غائبة كلياً عن هذا الموضوع وكأنها لم تسمع بالقدس ومكانتها. والأمر المخزي الأكثر عاراً هو موقف المغرب الذي يرأس لجنة القدس. ومن المفترض من ناحية منطقية وسياسية أن تقوم الجهات الفلسطينية بسحب رئاسة لجنة القدس من المغرب وتكليف دولة أخرى غير مطبعة مع إسرائيل برئاستها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يقدم الرئيس عباس على فعل ذلك منذ إعلان المغرب الإعتراف رسمياً بإسرائيل؟ وهل يستطيع أبو مازن سحب الرئاسة من المغرب أم أنه مكبل بأمور سياسية تمنعه من ذلك؟ يا ريت يكون أبو مازن صريحاً مع شعبه ولو مرة واحدة قبل توديعه الحياة .