زياد أبو السّعود الظّاهر يرْسُمُ لَهُ استراحَةً مِنْ على غيمةِ الخلودِ
تاريخ النشر: 19/07/21 | 13:33منى ظاهر- النّاصرة
زياد أبو السّعود الظّاهر (1946- 2021)؛ القامة الإنسانيّة والثّقافيّة الشّامخة الّتي نُفاخِرُ بها وسنظلُّ..
هو مَنْ يُوَثَّقُ بِقَلَمِهِ وريشتِهِ نَبْشَ ما فِينا مِنْ تاريخٍ وبَشَرٍ وحَجَرْ..
عكف أبو طارق المهندس والخطّاط والفنّان التّشكيليّ والمؤرّخ والباحث، ابن النّاصرة، على تكريس جلّ حياته في تشييدِ مشاريع ثقافيّة والتّعاون في برامجَ فنيّة متعدّدة، منها: التّنقيب في مشروع ظاهر العمر الزّيدانيّ وتصوير آثاره العمرانيّة المنتشرة في أنحاء البلاد وخارجها، البحث في تاريخ مدينة النّاصرة، إحصاءِ جذورِ عائلاتِ النّاصرة بخاصّةٍ والعائلات الفلسطينيّة بعامّةٍ.
وقد اهتمّ بأنْ يسجّل بألوانهِ الشّخصيّات والأماكن من منظور واقعيّ ناطقٍ، فتميّزَ برسم لوحات كثيرة من حقب مختلفة من تاريخ فلسطين، بالإضافة إلى مراحل مختلفة من مشروع ظاهر العمر الزّيدانيّ. وقد اعتمد عدد من الكتّاب والباحثين على صوره ولوحاته في مراجعهم العلميّة والتّاريخيّة.
إضافة إلى أنّه بادر وشارك في العديد من المعارض الفنّيّة الخاصّة والمشتركة، مثل: معرض (النّاصرة بعيون فنّانيها)- مشترَك، برعاية جمعيّة النّاصرة للفنّ التّشكيليّ في العام 2018.
معرض (تاريخ وتراث)- خاصّ، برعاية بلديّة النّاصرة في العام 2019.
من الجدير ذكره أنّ تَوَاصُلي الأدبيّ مع أبي طارق بدأَ منذُ أنْ كنتُ أجَهِّزُ لِصدورِ ديواني الأوّل (شهريار العصر) في العام 1996- 1997، فقد رافقْتَني في تجهيزِ غلافِهِ، وانتقيتَ لي اللّوحَةَ مزيَّنَةً بِخطِّكَ..
وفي ديواني الثّاني (ليلكيّات) حرصْتَ بنفْسِكَ على رسْمِ لوحةِ غلافِه مع كتابةِ العنوان واسمي بخطِّكَ المتميّز في العام 2000- 2001.
وفي كتابي الشِّعريِّ (طعْم التّفّاح) حرِصْتَ عاى تصميمِ أمورٍ في الغلافِ الصّادرِ في القاهرة مصر في العام 2002- 2003.
وشارَكْتَني بالحضورِ والمشاركةِ في ندواتي الأدبيّةِ والثّقافيّةِ.. وتشاركْنا معًا في مشروع فيلم ظاهر العمر الزّيدانيّ في العام 2016- 2017.
أبا طارق يا مَنْ أشْعَلتَ أوراقًا قيِّمَةً بِفَتِيلِ المعرفَةِ والبحْثِ والعِلْمِ.. نشاطُكَ ودَأبُكَ المُتّقِدُ سنظلُّ نتعلَمُ منهُ.. وغيابُكَ هذا لَهُ رنينٌ فادِحٌ يتدفَّقُ مِنْ عُمْقِ نواقيسِ اللّحظاتِ والأيّامِ وتاريخِها النّابضِ بذكراكَ.
أعزّي نفْسِي وأسرتَكَ الكريمةَ والعائلة الكبيرة والسّاحة الأدبيّة والثّقافيّة الفلسطينيّة والعربيّة بفُقدانِكَ المؤلم.
رحمكَ الله تعالى وأسكنكَ فسيحَ جنّاتِهِ، ولنا مِنْ بعدِكَ الصّبرَ والسّلوانَ مع طِيب الذّكرى، البقاء لله.