تشخيص حالتنا الـمرضيَّة في الأدب، الدَّاء والدَّواء- بقلم: محمود مرعي
تاريخ النشر: 21/07/21 | 23:28يجب تنظيف ساحتنا الأدبيَّة ممَّا علق بها من الطُّفيليَّات والعَوسَج
ما دام النِّفاق الأدبيُّ شاخصًا بيننا، يصول ويجول، ويصنع قرونًا من طين لكلِّ أقرع وقرعاء، لم يُخلقوا للنِّطاح أصلًا، فسنظلُّ مكانك درْ، ولن نتقدَّم، وسيظلُّ يطفو على السَّطح طفيليَّات آخرون يشتكون عهرًا ونفاقًا تردِّي حالتنا الثَّقافيَّة والأدبيَّة.
سنظلُّ في الحضيض والذَّيل الثَّقافي لكلِّ المجتمعات، حتَّى نتخلَّص من عيوبنا، ونواجه أنفسنا بها، وأوَّلها الطُّفيليَّات والعوسج الشَّائك.
طالما نهاجم فلانًا في السِّرِّ ونمدحه في العلن، فالوضع إلى الخلف.
ما دام هناك من تصلهم مقالات معدَّة من أصحابها نقدًا لهم (لإنتاجهم)، هم من كتبوها في أنفسهم، ولا يفعل من تصلهم أكثر من توقيع أسمائهم عليها وتطريزها للنَّشر في المواقع وصفحات التَّواصل، فمنه العوض وعليه العوض في أدبنا.
ما دام هناك من يرسل للكتَّاب والكاتبات (اكتبوا عن أنفسكم وأرسلوا إليَّ وسأنشر عنكم)، ما دامت هذه النَّوعيَّة تسرح وتمرح فلا تطمحوا إلى أيِّ ارتقاء في حالتنا الأدبيَّة، ولا تطمعوا به.
من يتصدَّرون للنَّقدويخبطون فيه خبط عشواء، كحاطب ليل، وهم يجهلون اللُّغة نحوًا وصرفًا، فإنَّ إزاحتهم عن السَّاحة واجبة، بل فريضة، ليسلم لنا الجيل القادم من الجهل المنتظر والمحتمل جِدًّا لو وصلهم نتاج هؤلاء.
الَّذين لا يحسنون غير المديح، مكانهم في قصور الخلفاء بين محظيَّات الخلفاء وجواريهم، وليس على السَّاحة الأدبيَّة. لأنَّ النَّقد تقويم وتقييم، وليس تسبيحًا وتعظيمًا.
حقلنا الأدبي مليء بالشَّوك ويجب قلعه وحرقه.