فرنسا المحتلّة تكذب على الأمير عبد القادر في حياته – معمر حبار
تاريخ النشر: 30/07/21 | 9:241. حين كان سيّدنا الأمير عبد القادر رحمة الله عليه ورضوان الله عليه في سجن “لامبواز[1]” لمدّة 5 سنوات، زار بعض الأماكن في فرنسا المحتلّة ومنها متحف “لوفر” بباريس.
2. بينما هو يتفقّد اللّوحات المرسومة من طرف الرسامين الفرنسيين المحتلين للجزائر حول المعارك التي جرت بين الجيش الفرنسي المحتلّ وبين جيش الأمير عبد القادر. تعجّب الأمير عبد القادر من لوحة تمّ فيها رسم معركة انهزم فيها الأمير عبد القادر أمام الجيش الفرنسي؟ ! أجاب الأمير عبد القادر القائمين على المتحف: لكن هزمتكم في هذه المعركة، كيف تكذبون علي وأنا حيّ أرزق.
3. جاء في كتاب: “تحفة الزائر، الجزء الثّاني[2]”: “وبعد أن أقام أربعة أيّام رجع إلى باريس، ثمّ توجّه إلى سراية فرسالي فجال فيها، فجاس خلال منازلها العظيمة، ونظر إلى مافيها من الصور الحديثة والقديمة، ثم دخل محل[3] فيه صور الحروب التي جرت بينه وبين جنود فرنسا، فتتبع بنظره تلك الصور، فرأى في جميعها نصرة الجيوش الفرنسية، وغلبتها، فالتفت إلى الجنرال المحافظ على ذلك القصر، وقال له: ولم لم تثبتوا صور الحروب التي انهزمت فيها جيوشكم، وكانت الدبرة فيها عليهم، فضحك الجنرال ومن كان حاضرا معه من الأعيان، وأيدوا كلام الأمير وصوبوه”.
4. أقول: فرنسا المحتلة المجرمة تزوّر التاريخ وتكذب على الذين صنعوه وتتهمهم بالهزيمة وهم الفائزون وتظهر نفسها أنّها المنتصرة دوما. كيف وقد طال الزمن وتباعدت الأيام وقد تنكّرت لجرائمها ومجّدت سوء أفعالها.
1. أنهى البارحة صاحب الأسطر قراءة الكتاب الثّامن الذي اشتراه من #معرض_الكتاب_بالشلف، وعنوانه: Mascara, La capitale de l’Histoire et le Coeur de l’Afrique[4] ، وممّا جاء في خاتمة الكتاب: أنّ الأمير عبد القادر حين زار متحف اللوفر بباريس فرنسا، قال لمدير المتحف، وهو أمام لوحة رسمها صاحبها الفرنسي المحتلّ عن “الزمالة[5]” -وحسب ترجمتي-: “هزمتكم في عدّة معارك، لماذا لم تخصّصوا لوحات لهزائمكم؟”.
2. أقول: أكيد، أنّ الأمير عبد القادر رأى رأي العين اللّوحات المعروضة في متحف باريس وهي تجعل من المعارك التي انتصر فيها الأمير عبد القادر إلى معارك انهزم فيها، وتعتبرها نصرا للجيش الفرنسي المحتلّ. والأمير عبد القادر كان واقعيا حين طالب برسم المعارك التي انهزم فيها الجيش الفرنسي المحتلّ أمام الأمير عبد القادر، بالإضافة طبعا إلى المعارك التي انتصر فيها الجيش الفرنسي المحتلّ ضدّ الأمير عبد القادر.
3. إذا كان التزوير يتم في حياة الأمير عبد القادر. كيف إذن بعد مماته رحمة الله عليه.
4. قرأت هذا الصيف -ولا يحضرني الآن المرجع-، أنّ الكثير من الرسامين الفرنسيين المحتلّين للجزائر والذين قاموا برسم المعارك لم يشهدوا تلك المعارك، ولم يزوروا الجزائر طيلة حياتهم، وأمليت عليهم الوقائع من طرف قادة فرنسيين مجرمين وطلب منهم رسم المعارك وفق نظرة الاستدمار الفرنسي الذي يظهر على أنّه القوي المنتصر ولو كان المنهزم، وفي الوقت نفسه يظهر عدوه الجزائري على أنّه المنهزم والمقهور والضعيف والمستسلم ولو كان القوي المنتصر، والمثال المذكور أعلاه حول لوحات متحف باريس التي ترسم كذبا وزورا “هزائم؟ !” الأمير عبد القادر رغم انتصاراته العديدة، وترسم “انتصارات؟ !” الجيش الفرنسي المحتلّ رغم انهزاماته العديدة أمام جيش الأمير عبد القادر.
5. للأمانة، قرأت للكثير من الفرنسيين وهم يتحدّثون بأمانة، وصدق، واحترافية عن هزائمهم، وخسائرهم ويتحدّثون في الوقت نفسه عن قوّة المقاومين الجزائريين، وعظمة الجزائري من رجال ونساء، والخسائر التي ألحقوها بالجيش الفرنسي المحتلّ، وكان ذلك منذ بدايات الاحتلال الفرنسي سنة 1830، وأثناء الثورة الجزائرية سنة 1954، وإلى غاية استرجاع السيادة الوطنية. وقد تطرّق صاحب الأسطر -غير نادم ولا آسف- لهذا الصدق والأمانة في الكثير من مقالاته ومناشيره عبر صفحته، وسيظلّ يتطرّق لصدقهم وكذبهم كلّما تطلّب المقام ذلك.
[1] بالنسبة لحياة الأمير عبد القادر في سجن “لامبواز”، راجع من فضلك:ANTOINE Adolphe DUPUCH « ABD-EL-KADER L’LLUSTRE CAPTIF DU CHATEAU D’AMBOISE», Fondation EMIR ABDEELKADER, Edition DAHLAB, ALERIE, Contient 113 Pages.
[2] كتاب: “تحفة الزّائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر” لمحمد بن الأمير عبد القادر، الجزء الثّاني، دار الوعي، رويبة، الجزائر، عني به الأستاذ داوود بخاري والأستاذ رابح قادري، الطبعة الثانية، 1436 هـ – 2015، من 613 صفحة، صفحة 267. [3] يقصد: متحف اللوفر بباريس، فرنسا. [4] Nour-Eddine SAHLA “Mascara, La capitale de l’Histoire et le Coeur de l’Afrique”, lA NOUVELLE PUBLICATION UNIVERSITAIRE, TLEMCEN, ALGERIE, 1er semestre , 2018, Contient 192 Pages, P :183. [5] الزمالة: دولة الأمير عبد القادر المتنقلّة بعدما تعرّض للضغط، والحرق، والنسف من طرف المحتل الفرنسي الذي لم يستطع مواجهته مباشرة، فراح يحرق وينسف ويقتل ويشرّد كلّ ماله علاقة بقوّة الأمير عبد القادر من حقول، وزرع، وحيوانات، ومخازن قمح وغذاء، وأراضي، وأملاك، بالإضافة إلى النّساء والأطفال مستعينا في ذلك بالخونة.الشلف – الجزائر
معمر حبار