المشاجرات في المجتمع الفلسطيني
تاريخ النشر: 01/08/21 | 9:55بقلم: شاكر فريد حسن
تتعاظم وتتصاعد ظاهرة المشاجرات العنيفة في المجتمع الفلسطيني، وفي مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ليس فقط في الداخل الفلسطيني، وإنما في الضفة الغربية وقطاع غزة، بصورة تؤرق المضاجع، وأشد ألمًا وأسىً، لدرجة القتل وإراقة الدماء، وراح ضحية ذلك عشرات القتلى والجرحى، وتخللها تدمير عامة، وحرق المنازل والمركبات والمحلات التجارية.
ويلاحظ أن قسمًا كبيرًا من هذه المشاجرات وقعت وتقع بين الأقارب والأهل والعائلة والعشيرة الواحدة، في مجتمع لا يزال يتمسك بالعائلة والعشيرة ككيان اجتماعي يلتمس من خلاله الحماية وتعزيز مصالحه الفئوية ويستقوي به على العائلات الأخرى في تسوية أية خلافات.
ومن أسباب انتشار المشاجرات واشتدادها عنفًا تراجع وانحسار منظومة القيم التي تردع الناس عن المبادرة في المشاركة بهذه المشاجرات وإذكاء نارها، فضلًا عن الضغط النفسي والضائقة الاقتصادية، وتفشي البطالة، وتصاعد الفساد بأشكاله المختلفة، والنزاعات الداخلية على الأرض نتيجة الضائقة السكنية، وانعدام مسطحات البناء.
إن استمرار مظاهر المشاجرات مؤشر على الخلل الاجتماعي الذي يعصف بالمجتمع الفلسطيني، ويكشف حجم انتشار أمراض التوحش والعنجهية والكبرياء والجهل والتخلف بين أبنائه، رغم أننا في القرن الواحد والعشرين، ويدل على مدى عدم احترام القانون، واللجوء إلى العنف لحل المشاكل القائمة بين أفراد المجتمع.
ومهما كانت أسباب الشجار فهو عمل مدان ومرفوض، والمطلوب حل الخلافات بالحوار العقلاني الحضاري الهادئ، وإقامة لجان إصلاح في كل قرانا ومدننا العربية الفلسطينية، وزيادة التوعية والترشيد، وتذويت ثقافة التسامح، وتفعيل منظومة العدالة وتعزيز بناء الثقة بين أبناء المجتمع للحفاظ على السلم الأهلي.