الهجوم الخامس على سفن إسرائيلية – حرب ظل في الخليج بين إيران وإسرائيل- احمد حازم
تاريخ النشر: 01/08/21 | 12:02في ظل التوتر القائم منذ سنوات بين إسرائيل و إيران ، بسبب نشاطها في المجال النووي، فإن كل ما يتعرض له أي جانب من هجمات، يتهم الجانب الآخر بتنفيذها. فالانفجارات الأخيرة التي حصلت في مواقع عسكرية حساسة في إيران، بما في ذلك الإنفجار الذي وقع في الحادي عشر من نيسان/أبريل في موقع نطنز الذي اتّهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراءه، وعمليات الإغتيال التي شهدتها إيران، وجهت فيها أصابع الاتهام إلى إسرائيل.
وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الجانب الإسرائيلي: فكل هجوم تتعرض له سفينة إسرائيلية في خليج عمان فإن إيران بنظر إسرائيل هي التي تقف وراء الحادث.عمليات مثل “قسمة”العدد الدوري لا تنتهي أبداً وكل منهما يهدد ويتوعد.
إسرائيل سارعت فوراً إلى اتهام إيران بالتخطيط للهجوم الذي تعرضت له ناقلة إسرائيلية قبل أيام قبالة ساحل عُمان، أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم أحدهما بريطاني والآخر روماني. ولم يتمالك وزير الخارجية لابيد أعصابه وأجرى اتصالاً مع زميله وزير الخارجية البريطاني بهدف امتصاص غضبه من مقتل المواطن البريطاني ووعده مهدداً إيران بأن الرد على الهجوم سيكون قاسياً.
خبراء أمنيون لم يستبعدوا أن يكون لإيران علاقة بالهجوم الذي وقع الخميس الماضي في منطقة استراتيجية تمّ فيها استهداف سفن إسرائيلية سابقاً. ما يضفي مصداقية الى رأي الخبراء هو تأكيد تلفزيون إيراني على ذلك. فقد ذكرت قناة العالم الإيرانية نقلا عن مصادر إيرانية، أن الهجوم على السفينة الإسرائيلية جاء ردا على هجوم إسرائيل على مطار الضبعة في سوريا.
شركة (زودياك ماريتايم) التي تتخذ من لندن مقرا لها، ذكرت استناداً لمصادر غربية، أن الناقلة الإسرائيلية عندما تعرضت للحادث كانت تسير في مكان آمن بمواكبة البحرية الأميركية”.
بحر عُمان الذي شهد حادث الناقلة وغيرها من السفن الإسرائيلية يقع بين إيران وسلطنة عمان، عند مخرج مضيق هرمز الذي يعتبر نقطة استراتيجية في غاية الأهمية، لأنه يعّد نقطة عبور عالمية لجزء كبير من النفط، وهناك يوجد نشاط مكثف لتحالف تقوده الولايات المتحدة.
وتقول معلومات غربية ان حركة النقل عبر هذه المنطقة شكلت هدفاً لهجمات وعمليات قرصنة في السابق قبل أن تتراجع وتيرتها إلى حدّ كبير خلال السنوات الماضية جراء تكثيف الدوريات التي تقودها قوات بحرية من دول عدّة.
في وقت سابق من هذا العام ، تعرّضت سفينتان تابعتان لشركة الشحن “راي شيبينغ”، ومقرها تل أبيب، لهجوم في نفس المنطقة.محللو مجموعة “درياد غلوبال” المتخصصة في الأمن البحري ومقرها لندن، أكدوا “أن الهجوم على الناقلة الإسرائيلية هو بمثابة الهجوم الخامس على سفينة ذات صلة بإسرائيل”،
ويبدو بشكل واضح أن ما يجري في بحر عمان من هجمات وإيران المتهمة فيها، وما يقابلها من عمليات في منشآت نووية إيرائية وإسرائيل متهمة فيها، هي ليست أكثر من أعمال انتقامية بين الطرفين، الأمر الذي سيزيد من حدة التصعيد في هذه المنطقة، وهي في الحقيقة حرب ظل بين إيران وإسرائيل.
ما يحدث الآن من هجمات متبادلة بين إيران وإسرائيل يعيد الأذهان إلى مقال شامل في صحيفة (التايمز) البريطانية نشرته في الحادي والعشرين من شهر أبريل/نيسان عام 2018 حول الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط تحت عنوان “خصومات تدفع بالشرق الأوسط إلى حربه المقبلة”. وقد لفت نظري فقرة قصيرة في المقال تقول:” إن الصراع السري بين إيران وإسرائيل بات الآن مفتوحا وعلنيا، ولا أحد يعرف أين سينتهي صراع الجبابرة في الشرق الأوسط”.