التشھیر والفضح الالكتروني في ظل التطور المعرفي
تاريخ النشر: 28/08/21 | 9:15عبدالله_أحمد_میعاري- محاضر ومختص في الشبكات الاجتماعیة
الھاتف النقال اصبح جزء لا یتجزأ من حیاتنا الیومیة، شبكات التواصل اخذت حیزا كبیرا في النھج الحیاتي الیومي، التطبیقات وبرامج التواصل اصبح لا غنى عنھما.
مع التطور السریع لھذه التقنیات والادوات ) كأدوات التصویر، منظومات التسجیل، معرفة المكان، تخزین المواد وبرامج الاتصال المختلفة…… ( ھذه الاشیاء ادت الى غیاب الرقیب، مع ھذا الغیاب وعدم فلترة المواد بات من السھل جدا استغلال بعض الامور التي حدثت عن قصد او بدون قصد من اجل الابتزاز، الاستغلال وفي كثیر من الاحیان للإساءة والتشھیر وفضح
الشخص المشھر من خلال النشر في وسائل الاتصال والتواصل المختلفة.
بسبب حساسیة الموضوع، خطورة الامر والنتائج المدمرة التي من المحتمل أن نصل الیھا ومحبتي الكبیرة لمجتمعي وكثرة حوادث التشھیر الالكتروني بین الناس، كل ھذه الاشیاء دفعتني لكتابة ھذا المقال من أجل التوعیة والمحافظة على مجتمع راق خال من أي اساءة، فقتل الاحساس والشعور أصعب من قتل الجسد، فالإحساس لا یفرق بین الكبیر والصغیر. فممكن أن ندمر ونھدم من خلال كلمة والتي ممكن أت تكون من دون قصد، فالذي ینشر صعب ارجاعھ، فالندم لا ینفع ھنا، تبقى الكلمة في الشبكة ویبقى تأنیب الضمیر ، تستمر الكراھیة ویستمر التفكك
المجتمعي والعدائیة بین الافراد.
فنلاحظ أن ھذه الاشیاء تُنشر في الشبكة بسرعة ھائلة حتى تعقبھا ومعرفة الاماكن التي وصلت الیھ امر مستحیل، فتُستقبل من قبل الافراد والمجموعات ومن ثم ترسل ثانیة الى العدید من الناس بھدف الضحك والتسلیة.
التشھیر الالكتروني مصطلح ولد نتیجة التطور والانفجار المعلوماتي وھو اصعب وأقسى انواع الاعتداء ولھ مردودات قاسیة وفي كثیر من الاحیان ما یؤدي الى الوحدة ، العزلة، الاكتئاب والانتحار في العدید من الحالات.
فنشر الصور، مقاطع الفیدیو، كتابة النشرات في الفیس بوك والمدونات المختلفة، وضع ” أعجبني ” لایك” على نشرة”، التسجیلات المختلفة المسیئة للشخص تعد نوع من انواع التشھیر، فالھدف من ھذا النشر ھو الاساءة وفضح الشخص من اجل النیل من سمعتھ وزعزعة مكانتھ
الاجتماعیة ، المھنیة والعائلیة.
فللأسف اصبحت الشبكات الاجتماعیة ھي المحرك لعقولنا وأفكارنا، ھي التي تقرر ماذا سیكون وما النتیجة حتى قبل وقوعھا، نحن نصدق كل ما ینشر حتى ولو كان كذباً، بالرغم من سھولة نشر الصور والافلام المفبركة والغیر حقیقة والتي تصلنا بكمیات كبیرة وبشكل یومي نقوم بتصدیقھا، نشرھا وحتى بث الاشاعات حول ھذه الاشیاء، فالكذب والزور یتحول الى حقیقة وواقع في عالمنا، بدل مساندة الضحیة ومن دون قصد نقوم بعقابھ أشد أنواع العقاب والحكم علیھ في ساحات وجدران الفیس بوك وعبر موجات الواتس آب والفایبر ومن دون أن نعرف
عواقب أفعالنا المسیئة وأعمالنا العدائیة نكون قد ساعدنا في التشھیر والفضح لھذه الشخصیات.
الشبكة العنكبوتیة والبرامج المختلفة ساھموا في ازدیاد ھذه الظاھرة ” التشھیر” بشكل كبیر، فعدم وجود المراقب والمشرف ادى لضعیفي النفوس واصحاب النقمة الاجتماعیة والحقد التعدي على الاخرین من اجل النیل منھم معنویا، شعوریا وإشباع رغباتھم العدائیة للمجتمع والأفراد.
ھنالك الكثیر من المشاركین في الشبكة، ھذا الكم الھائل من الناس اوجد صعوبة في اكتشاف اثر المعتدي والمُشھر وبسبب التخفي وعدم ذكر الاسم في الكثیر من الحالات ادى الى ضیاع الحق والقبض على الجاني.
مع إتاحة الشبكة للجمیع بما فیھم اصحاب الاسماء المستعارة، ھؤلاء الاشخاص وبسبب ضعف شخصیتھم والتخفي وراء الألقاب بات علیھم من السھل العبث بأعراض الناس والتشھیر بھم من أجل اشباع رغبات عدائیة وسلبیة تجاه الاخرین وتصفیة حسابات قدیمة.
التشھیر عادة سیئة تزید من الكراھیة الاجتماعیة وتؤدي الى تفاقم الأسى وعدم الثقة بالأخرین وبالتالي الحصول على نتائج اجتماعیة سلبیة وغیر مقبولة مما یؤدي الى دمار المحبة والعلاقات الطیبة بین ألأسر وفي المجموعة الواحدة، فالتشھیر ولد من اجل الایذاء، الاذلال والاعتداء
بكل انواعھ بھدف القضاء على الشخص المشھر والنیل منھ وتحطیم معنویاتھ وقدراتھ.
كلمة لا بد منھا:
نحن في تطور مستمر، ھذا التطور نعمة من الخالق على خلقھ، فكل تقدم ھو لرفاھیة المجتمع والناس وتسھیل المعاملات والاجراءات المختلفة مما یسھل على الفرد والمؤسسات سھولة التداول والتعامل مع الامور بسرعة وراحة.
الفیس بوك وبرامج التواصل الاجتماعي المختلفة أُنشئت من أجل تقریب الافراد وزیادة الالفة والمحبة بین الناس، فھي تقرب البعید وتزرع المحبة بینھما عبر الصفحات.
الفیس بوك منصة لطرح الافكار ، التعبیر عن الرأي ومكان لتفاعل الأفراد مع الأحداث بطریقة حضاریة ولا ننسى ان ھذه المواقع ھي أحد أسباب الحریة وخاصة في دول العالم الثالث.
فالحریة ھنا كما في الواقع، لھذه الحریة یوجد قیود وقانون یعاقب المخالف والمعتدي ویحمي المعتدى علیھ ضمن قوانین قاسیة تصل الى الحبس الفعلي والغرامة المالیة الكبیرة.
لنا الحق في النقد والتعبیر، یجب ان یكون ھذا النقد بمستوى اخلاقي حول التصرف والأداء العملي ولیس حول الشخص وعائلتھ، علینا ان نمیز بین التعبیر والتشھیر وھذا یتعلق بانتقاء الكلمات عند النشر والنقاش العام فلا حق لأحد بالتشھیر ومس حریة الاخرین.
طرق الوقایة:
1. في الانترنت كما في الحیاة العادیة، نحن نحاسب على كل شيء ومنھا زلات اللسان فیجب
الحذر
2. عدم قبول دعوات الصداقة، وقبل القبول یجب عمل بحث صغیر حول الصدیق المقترح في جمیع مواقع التواصل وعن طریق البحث في شبكة الانترنت، یجب الانتباه للأصدقاء المشتركین، متى تم فتح الحساب، النشرات والصور الموجودة في حساب الشخص، عدد
الاصدقاء الخ….. .
3. فلترة وتصفیة الاصدقاء الحالیین، فالصدیق الموجود في حسابك یدل على شخصیتك، ومن منطلق قل لي من تصادق أقل لك من انت، فالصدیق ھو انت، تصرف غیر جید لاحد الاصدقاء یكفي لإزالتھ من مجموعتك.
4. عدم نشر الاشیاء الخاصة والاماكن التي تم زیارتھا.
5. الاھتمام بحتلنة إعدادات الخصوصیة، أنت تقرر من یشاھدك ویتعقبك، انت صاحب القرار والمسؤولیة، مسؤولیتك تقع علیك في العالم الافتراضي ویجب التفكیر ملیاً.
6. في ظل الاختراقات ومحاولات النصب والابتزاز یجب تتبع خطوات الامن والامان ووضع كلمة سر امنة تتكون من احرف، أرقام وحروف.
7. عدم تعبئة النماذج والاستطلاعات التي تصلنا عبر وسائل التواصل والاتصال.
8. عدم الرد على اساءات الاخرین والتعالي عن التصرفات والاعمال السلبیة التي لا تلیق بأخلاقنا.
9. لا ننشر الافلام المسیئة التي تصلنا بل نقوم بوقف العمل والتبلیغ للجھات المختصة.
10. لا تقم بتخزین الافلام الخاصة والشخصیة في ھاتفك النقال او في مواقع المشاركة المختلفة خوفا من سرقتھا واستغلالھا لأمور عدائیة.
11. عدم نشر الصور والمعلومات الخاصة بك للأخرین.
اقتراحات:
1. مواجھة الحقیقة في الطرق القانونیة والمقبولة بین الناس ولیس عبر منبر العالم الالكتروني
2. یجب التمییز بین التعبیر عن الرأي والتشھیر، فھنالك شيء بسیط یفصل بینھما ویجب الحذر وأخذ الحیطة والحذر.
3. المسؤولیة تقع علینا، یجب ان لا نصدق كل ما ینشر ویجب اخذ زمام الامور والتبلیغ عن بعض الحالات التي من شأنھا التقلیل من قیمة الاخرین.
4. عند استلام فیلم او صورة لا نقوم بالنشر بل یجب ایقاف العمل والمساھمة في منع ھذه النشرات المسیئة مراعاة لشعور الناس.
5. اعطاء دروس توعیة في البیت والمدرسة حول الموضوع، المشاركة والمصارحة بین الاباء والابناء حول المسموح والمرغوب في العالم الالكتروني.
6. علینا أن نقوم بالشكوى عن الاشخاص المشھرین والمواقع التي تسمح بذلك، اخذ الحق بالطرق القانونیة والاسالیب الشرعیة.
7. یجب على الدولة أخذ المسؤولیة، مواقع تساھم في نشر التشھیر یجب أن تتحمل كامل المسؤولیة وعلى ھذه المواقع أن تسیر وفق الدولة ولیس وفق قوانین الموقع. بحالة الاستمرار وعدم وقف الاساءة على الدولة اغلاق ھذه المواقع فوراً.