عادت كفركنا تزهو بـ “كمالها”…وجامع عمر ينتظر خطيبه- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 29/08/21 | 13:30السلطات الإسرائيلية ولا سيما الأجهزة الأمنية ،تعاني من عسر فهم للتاريخ، بمعنى أنها لا تستوعب الدروس والعبر التي عاشها محتلون في السابق وعلى سبيل المثال جنوب أفريقيا، التي كان نظامها قمعياً اضطهادياً عنصرياً، لا منطق عنده سوى القوة، وفي النهاية زال هذا النظام بين ليلة وضحاها. لكن إسرائيل التي كانت الحليف الرئيس لهذا النظام لم تتعلم الدرس، أي أنها لم تتعلم أن لكل ظالم نهاية مهما طال الوقت، ولم تتعلم أن استخدام الأساليب القمعية غير الإنسانية يحق الشعب المحتل لن يدوم مهما تعددت الوسائل.
السلطة الإسرائيلية اعتقلت فضيلة الشيخ كمال خطيب في منتصف شهر مايو/أيار الماضي، ليس لأنه تاجر مخدرات أو زعيم مافيا، أو متهم بغسل الأموال أو بتهمة قتل أو سرقة لا سمح الله، بل اعتقلته من منزله في كفر كنا بتهمة التحريض والعضوية في الحركة الإسلامية، التي تحظرها إسرائيل، كما أن لائحة الاتهام التي قدمت ضد الشيخ كمال خطيب، تستند على “ثلاثة منشورات ذات فحوى ديني شرعي، ولا تخص المجال الجنائي من قريب أو من بعيد” حسب قول طاقم الدفاع.
الشيخ كمال خطيب، الذي يرأس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في الداخل الفلسطيني، عاد أمس السبت مرفوع الرأس إلى بلدة كفركنا، البلدة التي احتضنته، وأحب أهلها وأحبوه، بعد أن أمضى فترة 45 يوماً في العزل في مسقط رأسه قرية “العزير” ضمن قيود تشمل منعه من لقاء أكثر من 15 شخصا، ومنعه من الصلاة في المساجد أو إلقاء خطب الجمعة، ومنعه من الحديث إلى وسائل الإعلام أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”.
العقوبة واضحة ومفهوم هدفها:كم الأفواه والإبعاد عن مربعات التأثير. لكن لكل شيء نهاية. وما جرى مع الشيخ كمال يندرج في إطار مسلسل الملاحقات السياسية للقيادات في الداخل الفلسطيني وخاصة من كانوا في الحركة الإسلامية التي حظرتها إسرائيل عام 2015″.
بعد انقضاء خمسة وأربعين يوماً في العزير، عاد الشيخ كمال إلى عرينه في كفركنا. المئات كانوا في استقباله مثلما كانوا وقت اعتقاله مستنكرين عملية الإعتقال. أهل كفر كنا احتضنوا الشيخ ودافعوا عنه لأنه في نظرهم ابن كفركنا: فهو يعيش بينهم منذ سنين ويصلي معهم، ويخطب بهم كل يوم جمعة في مسجد عمر ابن الخطاب الذي اشتاق لشيخه الخطيب. صحيح أن المسجد حزين لأن الشيخ لا يستطيع بعد دخوله، لأن أصحاب القرار لم يصدروا بعد إذناً للشيخ بالدخول إليه. لكن هذا هو واقع الحال “فمن حكمك ظلمك”. وحسبي الله ونعم الوكيل بكل ظالم.
كفركنا عادت تزهو بكمالها، فشيخها عاد إليها، عاد ليتواصل مع أهلها ومبدئياً ضمن الشروط المفروضة عليه. كفر كنا لم تكن عادية بغياب شيخها عنها، فقد تعود أن يستقبلهم ويستقبلوه ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم وكل مناسباتهم، لكنهم لم يتعودوا أن يغيب عنهم فترة طويلة.
الإجراءات التي اتخذتها السلطات القضائية ضد الشيح كمال، ستنتهي، فكل شيء له نهاية. وسيعود الشيخ بإذن الله إلى نشاطه من أجل شعبه وقدسه وأقصاه بعزيمة أقوى.
هنا أستذكر قول أحدهم عن الظلم:” كم من طغاة على مدار التاريخ ظنوا في أنفسهم مقدرةً على مجاراة الكون في سننه أو مصارعته في ثوابته، فصنعوا بذلك أفخاخهم بأفعالهم وكانت نهايتهم الحتمية هي الدليل الكافي على بلاهتهم وسوء صنيعهم”.
أطال الله بعمرك شيخنا الفاضل، وأبعد عنك كل مكروه.