– إنَّ الحياة مع الحبيبِ لجَنّةٌ –
تاريخ النشر: 02/09/21 | 20:31 لقد اعجبني هذا البيت من الشعر المنشورعلى صفحة أحد الأصدقاء في الفيسبوك ، وهو :
وبقربِ مَنْ نهوى تطيبُ حياتُنا – ونزيدُ فوقَ زمانِهَا الأعمارا
فنظمتُ هذه الابيات الشعريَّة ارتجلا ومعارضةً لهذا البيت الجميل :
الحُبُّ يبقى شُعلةً وَمنارا – يُذكي الطموحَ يُعزّزُ الإصْرَارَا
للحُبِّ يشدُو كلُّ صَبٍّ مُرْهَفٍ – وَيُغازلُ النسماتِ والأطيارَا
الحُبُّ بحرٌ باللواعجِ زاخرٌ – كم عاشقٍ قد عَمَّقَ الإبحارَا
كم فَدْفَدٍ قفرٍ وحيدًا جُبتُهُ – والليلُ كانَ رداؤُهُ ستَّارَا
الحُبُّ عَمَّدني إلهًا ثائرًا – خُضتُ الحُتوفَ وَخطبهَا المَوَّارَا
الدَّهرُ أرْخَى كَلكلًا فرَدَعْتُهُ – قاومتُ وحدي الموجَ والإعصَارَا
وَتكأكأتْ حممُ الرَّدى وافرَنقعَتْ – لمَّا امتشَقتُ الصَّارمَ البتّارَا
أنا شاعرُ الشّعراءِ دونَ مُنازعٍ – وَبقيتُ وحدي الفارسَ المغوارَا
شعري تُرَدِّدُهُ العروبةُ كلها – ويرونَ فيهِ عزَّةً وَفخَارَا
أنا رافضُ التطبيعَ كلَّ تآمرٍ – صوتي يُخيفُ الخائنَ الغدَّارَا
وجوائزُ الإذلالِ كم قد نالهَا – نذلٌ قميىءٌ يخدمُ الفجَّارَا
قد كان في سوقِ النخاسةِ خانعًا – واليومَ أضحى ، في الأذى ، حَفّارَا
لمزابلِ التاريخِ كلُّ منافقٍ – باعَ الضميرَ وَقوْمَهُ الأبرارَا
لمزابلِ التاريخِ كلُّ مُمَخْرَقٍ – قد كانَ في سوقِ الخنا سمسارا
الكلُّ في التّطبيعِ يجري لاهثا – باعَ الكرامة هادنَ الكفّارَا
الكلُّ للشيطانِ أضحَى نهجُهُ – وأنا عَبدتُ الواحدَ القهَّارَا
وصراط ُ ربٍّي دائمًا لي مُرتجًى – لا أبتغي مالا هنا وعقارَا
كلُ الوظائفِ دونَ نعلي إنّما – للخيرِ أسعى مُؤمنًا مُختارا
قد أقفرت ساحُ النضالِ وأمْحَلتْ – وبقيتُ وحدي الثّائرَ الزّآرَا
وبقيتُ في ساحِ الكفاحِ مُجَاهدًا – والغيرُ كانَ مُمَخْرَقًا فرَّارَا
كأسُ المنيَّةِ ولا الدَّنيَّةُ للفتى – تبقى الدنيَّةُ سُبَّة ً وَشَنارَا
إنَّ الكرامة َ والإباءَ – هيهات تحنِي الشَّاعرَ الجبَّارَا
أبقى على عرشِ الفنونِ مُتَوَّجًا – ويظلُّ شعري آسِرًا سَحَّارا
الكلُّ في فلكي يسيرُ مُناصِرًا – مَنْ يَعْصَ أمري يأخذِ الإنذارَا
الحُبُّ يدحرُ كلَّ خطبٍ فادحٍ – يُحيي القفارَ يُفجِّرُ الأنهارَا
وَيُهَذّبُ النفسَ التي لا تستوي – صَقلَ النُّهى.. جعلَ النفوسَ كبارَا
الحُبُّ يحيي أنفسًا مُلتاعةً – وَيُعيدُ مَن هجرَ الحمى والدارا
بالحُبِّ أحلامُ الأباةِ تحقّقتْ – وغدا الترابُ زبَرْجَدًا ونضارَا
كلُّ السلاسلِ والقيودِ تحطّمَتْ – عتمُ الدَّياجي لن يردَّ نهارَا
والنفسُ قد سكنت بُعَيْدَ هواجسٍ – والجَفنُ وَدَّعَ دمعَهُ المِدرارَا
بالحُبِّ نعبرُ كلَّ دربٍ شائكٍ – تغدُوا النفوسُ نسيمُهَا معطارا
الخالدونَ الحُبُّ عمَدَهُمْ وقد – نالوا النعيمَ وَحقَّقُوا الأوطارا
إنَّ الحياةَ مع الحبيبِ لجنَّةٌ – ويُطيلُ إكسيرُ الهوى الأعمارَا
هذا الحبيبُ منارُ روحي والمُنى – لولا الهوى لم أنظم الأشعارا
لولا الهوى ما شعَّ نجمٌ حالمٌ – تغدُو الجنانُ بلاقعًا وقفارَا
لولا الهوى كان الوجودُ مُرائيًّا – لا نبصرُ الاضواءَ والأقمارا
العاشقونَ غرامُهُمْ لو خَبَّؤُوا – فعيونُهُمْ قد تكشفُ الأسرارَا
العينُ تكشفُ كلَّ نبضٍ خافتٍ – وَعواطفًا ولواعجًا تتوارَى
يبدُو الخفيُّ أمامَ انظارِ الوَرى – فالسرُّ يُكشَفُ للجميعِ جهارَا
دينُ الهوى ديني وقبلةُ مَعبدي – الحُبُّ يبقى الفجرَ والأنوارَا
العاشقونَ وراءَ ظلي كلهُمْ – والكلُّ في خمرِ الهيامِ سكارى
إنَّ الطيوبَ تفُوحُ من أردانِنا – حيثُ اتّجهنا ننثرُ الأزهارا
إنَّ الحياةَ جميلةٌ بوجودِنا – للخيرِ جئنا .. ننبذ ُ الأشرارَا
شدوُ البلابلِ شعَّ في وجدانِنا – ونصدُّ نحنُ النّاشِزَ المِهذارَا
نحنُ المحبَّةُ والوداعةُ والنَّدى – والسّلمُ يبقى حُلمَنا وشعارا
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل )