أفكارٌ مشوّشةٌ وهذيان تحت ضوء أحمر
تاريخ النشر: 02/09/21 | 20:38عطا الله شاهين
بعد جلسة تقييم لذاته ذات ليلة باردة وبينما كان جالساعلى أريكته المنجدة بجلد أبيض في جوٍّ شبه معتم من إضاءة حمراء يحبّ أن تضاء حجرته كل ليلة بضوء أحمر، لكي يرتاح عقلُه المشوّش من هموم تلاحقه منذ زمن، إلا أن راح يهذي، فقال لذاته: أمعقول أهذي في هذه الليلة الباردة، ومن ماذا أهذي؟ ومِنْ مَنْ أهذي؟ فأنا بمفردي هنا منذ زمن، ولم أخرج زمنا طويلا من هنا، وعاد يقيّم همومه، التي تحتاج لحلٍّ، إلا أنه راح يهذي، ولكنه قال لذاته: فما تراه عيناي اللآن ليس هذيانا، فأنا أشعر بدفء أنثوي يأتيني من عتمة حمراء.. هناك تحت الضوء الأحمر رأى امرأة متشحة فستانا أسود، لكنه لم يصدق عيناه في البداية، فقال: عيناي لا تكذبان، وجسدي يفرّق دفئا عن دفء.. فها هي تدنو مني، كأنني أعرفها.. لمسها لعيني قبل قليل وشعوري بدفء منها فهذا يعني لا هذيان هنا.. بقي على أريكته يترقّب هدوء عقله، وشعرَ بدفءٍ غريب يشبه دفءَ امرأة أحبها ذات زمن، وفرّت ذات عتمةٍ دون أن تخبره بأي شيء، وبقي لزمن في وحدته في حجرة إعتاد إضاءتها بضوء أحمر، كي يهدئ أعصابه من هموم الحياة، فقال بعدما إستيقظ في الصباح الباكر: لم يكن أي هذيان ما رأته عيني، ولكن لماذا مرة أخرى فرّت؟ فقال بينما كان يشعل آخر سيجارة لديه: لا أدري أفكاري ما زالت مشوشة، وجلسة التقييم لذاتي لم تفدني بأي شيء وهذيان لربما هذيته تحت ضوء أحمر..