قمة القاهرة
تاريخ النشر: 03/09/21 | 10:27بقلم: شاكر فريد حسن
القمة التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية بالقاهرة مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والملك الأردني عبد اللـه الثاني، شهدت جلسة مغلقة، تلتها جلسة ضمت وفود الدول الثلاث، وهدفت المحادثات لتنسيق المواقف والرؤى تجاه عدد من القضايا والموضوعات المرتبطة بالمسألة الفلسطينية.
وأشارت القمة إلى ضرورة تكاتف جميع الجهود للخروج من حالة الجمود السياسي، والعمل على إحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات وفق المرجعيات الشرعية الدولية، مع الأخذ بعين الاعتبار التبعات الجسيمة من عدم حل القضية الفلسطينية على امن واستقرار المنطقة بالكامل.
وتعقيبًا على القمة الثلاثية في القاهرة، قال الدكتور مصطفى البرغوثي :” لا يوجد عملية سلام، هي وهم والدليل على ذلك ما يقوله نفتالي بينيت وبين غانتس اللذان صرحا قائلين انه لن تكون هناك عملية سياسية مع الفلسطينيين، وإنهما يرفضان قيام دولة فلسطينية ويصران على الاستمرار بالتوسع الاستيطاني ويحاولان تحويل كل الموضوع إلى مجرد إجراءات اقتصادية هزيلة وتنسيق أمني على حساب حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، وهذا برأيي أمر خطير ومحاولة من الجانب الإسرائيلي، وربما بدعم أمريكي، لإعادة فرض صفقة القرن التي أغلق الباب بوجهها لإعادة إدخالها من الشباك”.
مع موافقتي على أقوال د. مصطفى البرغوثي، أقول إن القمة الثلاثية ما هي سوى قمة عادية، ولا تختلف عن القمم العربية الأخرى، وضحك على الذقون، ولا يمكن المراهنة عليها، ولن تحقق أي شيء على أرض الواقع، إذ أن حكومة إسرائيل بدون أي أفق سياسي، ولا تسعى إلى حل للقضية الفلسطينية، وتحقيق سلام مع الشعب الفلسطيني، وإنما تحاول جاهدة إلى الالتفاف على القضية، وتحقيق سلام اقتصادي وبحث أمور معيشية للحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية، والحفاظ على السلطة الفلسطينية وتقويتها، وإضعاف حركة حماس ليس إلا. والدرس الذي يجب أن تتعلمه السلطة الفلسطينية بعد أكثر من ربع قرن على اتفاق أوسلو، أن السلام ما هو إلا وهم، وكل ما تهدف إليه حكومة إسرائيل بقيادة نفتالي بينيت، هو استمرارية الوضع على ما هو عليه، وتوسيع الاستيطان، وتكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
المطلوب من القيادة السياسية الفلسطينية الخروج من الأزمة الراهنة التي تعمقت بعد إلغاء الانتخابات، بالعودة إلى الشعب والسماح بإجراء الانتخابات، وتوحيد الموقف السياسي وتصليبه، وتبني برنامج كفاحي بديل للمراهنة على مفاوضات لن تقود إلى أي نتيجة في المستقبل المنظور، ولن تحقق طموحات وأحلام شعبنا بالحرية والاستقلال